الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة رئيس اقليم كوردستان الى الولا يات المتحدة الامريكية مالها وما عليها

شمس الدين تالباني

2015 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


زيارة رئيس اقليم كوردستان الى الولا يات المتحدة الامريكية مالها وما عليها
سيزور السيد مسعود البارزاني رئيس اقليم كوردستان يوم غد الثلاثاء الولايات المتحدة الامريكية بدعوة رسمية للقاء مع الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما و نائبه جو بايدن في البيت الابيض و سترفع خلال الزيارة العلم الكوردستاني بجانب العلم الامريكي. دعوة البارزاني الى الولايات المتحدة هو دعوة شعب كوردستان الى امريكا كشكر امريكي على المشاركة الفعالة للكورد ضد هجمات قوات داعش في كوردستان و هدفها هو بحث العلاقات الثنائية بين امريكا و الاقليم على ضوء الوضع الامني السئ و الغير المستقر في المنطقة عموما و عدم امكانية الجيش العراقي بحسم المعارك في العراق خصوصا. رئيس الاقليم صرح بعد اجتماعه بقادة الاحزاب الكوردستانية في اربيل بان الوقت مناسب جدا الان بعرض الطلب الكوردي القديم بطلب المساعدة الامريكية في مسالة استقلال اقليم كوردستان ،كمطلب شعبي كوردستاني، كما اكدها رئيس مكتب رئاسة الاقليم السيد فؤاد حسين. بينما تتهم كثير من الجهات وخاصة الاحزاب و الحركات الشيعية ومن ضمنها ائتلاف دولة القانون ،الشريك القوي في الحكومة العراقية الحالية بقيادة رئيس الوزراء العبادي،على لسان عضو مجلس النواب عبد الهادي السعداوي، رئيس اقليم كوردستان بان هدف زيارته هو المشاركة في مخطط التقسيم الذي اقره الكونكرس الامريكي للمرحلة المقبلة. السياسة الامريكية بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين تجاه العراق كان بناء دولة فيدرالية و دعم بناء الاقاليم الفدرالية الشيعية، السنية و الكوردية او ماسميت بمشروع بايدن القديم الذي نشره سنة 2006 والذي يؤشر فيه على ايجاد دولة كوردية مستقلة و دولة شيعية مستقلة في الجنوب ودولة سنية مستقلة في الغرب، الذي رفضه الشيعة و السنة سوية. لكن بعد خراب الموصل واستلام داعش مقاليد الحكم فيها واعلان حروبه على الشيعة و اقليم كوردستان بطوائفه و قومياته و مذاهبه و ماحصل و لا يزال من ماسي و خراب للشعب العراقي بعربه و كورده و تركمانه اصبح الشعب العراقي وقواه السياسية، في نظر الامريكان، لربما الان اكثر استعدادا لقبول و تطبيق مشروع بايدن الذي يمكن تطبيقة ضمن حزمة الاتفاقات الامريكية مع دول المنطقة .علما ان هناك تطوير للمشروع ذو تاثير اعمق في المنطقة تتم الحديث عنها بين الاونة و الاخرى لتقسيم العراق الى دولة عراقية شيعية و اقليم كوردستان المستقل و الاقليم السني الذي سيتم الحاقها بالاردن كبقايا الاتحاد الهاشمي القديم. هذا ما اشار اليه بصورة غير مباشرة ملك الاردن عبدالله الثاني حين اشار الى ضرورة دعم الكورد بشكل صحيح والتواصل مع جميع المكونات السنية واشعارهم بأن لهم مستقبلا. دون التطرق الى نوايا دول الجوار و الدول ذات المصالح في المنطقة يبدوا حاليا ان ما يظهر كحل سئ هو لربما الحل الوحيد و الصواب الان و في هذه الظروف لا قرار الامان و السلم في المنطقة وايقاف الدماء و لو بصورة مؤقتة لان الدولة العراقية و قواه السياسية فشلوا فشلا ذريعا في بناء دولة عصرية و دولة مواطنة و لم يستطيعوا طوال مدة اثنا عشر سنة ببسط الامن و بتقديم ابسط الخدمات للشعب ،بل بالعكس كان كثيرين منهم سببا في اشعال الحروب الطائفية وهدر اموال الشعب و الماسي التي تمر بها البلاد .اليوم اقليم كوردستان هو المنطقة الوحيدة في العراق التي تعم بنوع من الامن و الاستقرار واصبح ملجا كبيرا للعراقيين الفارين من جحيم الحرب الاهلية و المسيحين الفارين من الموصل و بغداد. لكن هذا الاقليم وان اراد لايمكنه ان يتقدم و يتطور اقتصاديا و سياسيا في هذا المحيط الحربي العدواني كونه جزءا من الدولة العراقية وكل مايحدث في العراق لها عواقب في الاقليم. الاقليم يتهم المركز دائما بوضع عراقيل اقتصادية و سياسية امامه يمنعه من التطور الا قتصادي و الاجتماعي، كذلك يتهم المركز الاقليم بنفس الاتهامات لذا يطالب البعض بالطلاق و انهاء الزواج الكاثوليكي الذي دام اكثر من تسعين سنة طالما اكثرية العراقيين مسلمين و الطلاق في الاسلام ليس من المحرمات. لكن هناك حتى بين الكورد كثيرون يريدون البقاء ضمن العراق الفدرالي الحالي و يبررون ذلك بان الاقليم لا يمكنه العيش كدولة مستقلة بين دول مثل تركيا و ايران و سوريا التي فيها اقليات كوردية كبيرة مشتاقة للحرية، بينما تخرج بين تارة و اخرى اصوات عراقية وطنية تطالب بانفكاك الاقليم عن العراق مبررين ذلك بان بقاء الاقليم في العراق يضر العراق ايظا و يمنعه من التطور الا قتصادي و الا جتماعي. بينما هناك مدرسة ثالثة اخرى تقول بان العرب و الكورد جربوا تسعين سنة في الدولة العراقية مع البعض بين الفرح و الترح ، هناك علاقات زواج و صداقة لكنهم مع استقلال كوردستان لا رجاع الامور الى مواقعها الطبيعية و بايمانهم بحق الشعوب في تقرير مصيرهم و عدم اعطاء القوى الاجنبية و امراء الحروب المحلية فرصة لا شعال حروب بين القوميات و الطوائف الدينية و المذهبية و لربما االتحضير و الاستعداد لوحدة اقتصادية و سياسية مستقبلية برضا جميع الاطراف كدول و كيانات حرة ذات سيادة و ليست ككيانات مفروضة و مجبرة. العلاقات عامة عبارة عن اخذ و عطاء و العلاقة الامريكية الكوردية مبنية على نفس الاساس.اذا اراد رئيس اقليم كوردستان خلال لقاء الغد طلب المساعدة الامريكية رسميا لاستقلال كوردستان ، فالافضل ان يطلب المساعدة على شكل مشروع يقدم حلا لمشاكل المنطقة و العراق و يقدم مشروع استقلال اقليم كوردستان كمشروع ديمقراطي، مستقبلي و ريادي يخدم السلم الاجتماعي في المنطقة و قابل للتطور و التعلم من اخطاء الماضي، يساهم في استتباب السلم في المنطقة. توحيد البيت الكوردستاني واحزابه و طوائفه و افراده من اجل الاستقلال من واجبات الرئيس لانه دستوريا يمثل شعب الاقليم. لكن هناك الان من يرى امكانية نشوء اقليم السليمانية و اقليم كركوك . لقد فشل المرحوم الجنرال شريف باشا خندان قبل اكثر من تسعين سنة بدفع القضية الكوردية بعد الحرب العالمية الاولى الى الامام بسبب رسائل الا غوات و الشخصيات الكوردية الى الدول العظمى بانه لا يمثل الكورد و يمثل نفسه فقط و هكذا تم عزل ملك كوردستان الشيخ محمود الحفيد من قبل الانكليز لان كثير من القبائل و الشخصيات المنورة اصبحو ضده . امريكا مدرك للدور و الثقل التركي و الايراني في اقليم كوردستان و المنطقة و تتعامل مع هذه الدول حسب سياسة الاخذ و العطاء و لا تريد التدخل بصورة مباشرة مرة اخرى بين الاطراف الكوردية كما فعلت قبل سقوط صدام من اجل اسقاطه. امريكا تريد شريكا يثق به و اقليم كوردستان يقدم نفسه بعد ان اصبح الشيعة والسنة والكورد لا يطيقون بعضهم . حكومة اقليم كوردستان حاربت و تحارب داعش و تمكنت بالدفاع عن اراضيها بنفسها و قدمت الاعمال الانسانية كاستقبال اللا جئيين العراقيين و السوريين و ايوائهم و مساعدتهم ، خطوات عملية جيدة وذات صدى عالمي للظهور بشكل دولة لكن المطلوب هو عربونات اكثر قيمة مثل تقوية الديمقراطية و احترام حقوق الانسان و الصحافة. كما ان الشعوب المسيحية الحية لها ذاكرة قوية و رغم ان الكورد كشعب و حكومة لم يشاركوا في مجازر الارمن لربما كان اعترا ف البرلمان الكوردستاني كسلطة تشريعية بمجازر الارمن كابادة للجنس البشري التي مرت علينا ذكراها المؤية يوم 24.4.1915 اسوة ببرلمانات الاقاليم الباسك و كويبك و كاتالونيا و كثير من الولايات الامريكية كانت ستقوي موقف رئيس الاقليم في امريكا و العالم الغربي رغم ان امريكا نفسها كدولة لم تقرر بعد بذلك وتركيا ترفض ذلك لكنه اصبحت اكثر ليونة في هذا المضمار. فهل سيوفي امريكا بما وعد به ويلسون الشعوب قبل مئة سنة تقريبا ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو