الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوابه

ستار جبار سيبان

2015 / 5 / 5
الادب والفن


الجمال والهدوء والخضرة وزقزقة العصافير، وخرير الماء ، ورائحة الاشجار التي ينقلها النسيم العليل ، تثير في النفوس احساًساً لم نكن نشعر به من قبل ، هذا ماقاله احد اجدادي الذين كنت جالساً معهم ، كل الجالسين هم معارفي ، اصدقاء واقارب ، اجدادي واعمامي واخوالي ، انا اخر من وصل الى هذه البقعة التي يطلقون عليها ( المبروكه ) يقول الاجداد وصلنا منذ زمن طويل ، كانت اعداد الاقارب اقل من اليوم بكثير ، اذكر حين وصلت وجدتهم قد زينوا الاشجار والطرقات بالورود ، وعلقوا لافتات من حرير ابيض واخضر ، ترحب بقدومي ، وكان ابي وأمي اول من تقدم باتجاهي ، ضاحكين مستبشرين ، وضع ابي وجهي بين راحتي يديه وهو يضحك ، وأخيراً وصلت ، كم انتظرناك ، كنا نشعر بعدم الطمأنينة وانت هناك ، وازدادت مخاوفنا بعد ان سمعنا بالحريق الكبير ، الذي حدث ، سمعنا انه التّهم كل شئ . كانت كلماتهم لها دوي في اذني ، الحروف تخرج من افواههم متكاملة وواضحة، وذات صدى وكأننا لوحدنا في اعماق الفراغ .
كيف علموا بقدومي ، انا لم اكن اعلم كيف وصلت الى هنا، حدث الامر سريعاً ، لا اذكر تفاصيل الرحلة ، كل ما اذكره هو البوابة ، لااعلم كيف يسمونها البوابة وهي عبارة عن ثقب صغير جداً في اللاشئ بحجم ثقب الابرة ، كان الجمع يتهافتون على الوصول الى هذا الثقب المسمى بالبوابة ، للخلاص من الانتظار الذي طال بين البوابة والعدم الذي جئنا منه .
في طريقنا الى المضيف كما يسمونه ، انظر الى ماحولي بدهشة ، اشعر بعلامات الرضا تحيط المكان ، وجوههم تنبض بالحيوية ، لون بشرتهم تختلف عما كانوا عليه ، حين كنت اعرفهم ، هم الان اجمل بكثير ، حتى ذو العاهات ، اختفت عاهاتهم ويتمتعون بصحة افضل .
انت تسأل كيف عرفنا ، بقدومك هذا ما قاله لي احدهم ، انه يعلم مايدور في رأسي ، انا لم اقل لهم ذلك ، نعم نعلم مايدور في رأسك ،
ياألهي .. كيف يكون ذلك ؟ اجابني اخر وهو يبتسم ستعلمك الايام تدريجياً ، ستعلم القادمين قبل ان يصلوا ، علامات الرضا والسماحة تسود المكان ، لسنا بحاجة الى الطعام والشراب ، لانحتاج الى الراحة والنوم فنحن غير متعبين .
خليط من صور متداخلة بدأت تلوح في مخيلتي , دخان وصرخات تملأ المكان ، اطفال ، نساء ، رجال مذعورين يهربون بكل اتجاه ، تتضح صورة احدهم في مخيلتي ، انا اعرف هذا الشاب لقد التقيته من قبل ، انا متأكد ..انه صديقي القديم ، لقد وصل ، انني اراه في الطابور مع الجموع عند البوابة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس