الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائرات المسيّرة تقتل أكثر من القناصة

فضيلة يوسف

2015 / 5 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


جميع المواقف التي كتبها الراحل ، مفتول العضلات Chris Kyle ، الذي قُتل رمياً بالرصاص في ساحة للرماية من مقاتل سابق يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة، عمليات القتل الوافرة التي قام بها لا تساوي شيئاً مع الموت والدمار الذي تمطره الطائرات المسيّرة من فوق في الشرق الأوسط. ورغم جميع النوايا والمقاصد، فإن مشغل الطائرات المسيرة السابق Brandon Bryant تفوق على Kyleبشكل كبير. ووفقاً ل Bryant ،فإن 1600 حالة وفاة تسبب بها من خلال الإرهاب التكنولوجي الذي دار في سماء الشرق الأوسط خلال العقد الماضي. وعلى عكس Kyle ، وعلى الرغم من عدم تباهي Bryant بمهارته التي تقرها الدولة كقاتل، بل إنه يندم على ذلك. لمدة ست سنوات، أعطى Bryant العديد من الأوامر للقتل من أعلى. والآن تقاعد من ذلك وهو يتكلم عنها. يُعاني Bryant من اضطراب ما بعد الصدمة وتم تشخيص حالته بعد وقت قصير من مغادرته البرنامج، وهذا غريب فقط لأن التشخيصات العادية تشمل حالات الرعب من الموت لفترة طويلة. وقد أشار علماء النفس في سلاح الجو لظروف مماثلة لحالة Bryant تسمى "الصراع الوجودي" ، أو "الأذى الأخلاقي" ، وينتج ذلك عن الانخراط في سلوكات مستمرة تنتهك بشكل مباشر المعايير الأخلاقية للفرد ، وهو مصطلح استخدم من قبل الدكتور Jonathan Shay في كتابه، أشيل (Achilles) في فيتنام: الصدمة القتالية ودمار الشخصية .
وتربط المقالة في The Foreign Policy الأذى الاخلاقي باقتباس عن الدكتور Brett Litz حول الطابع المميز له واضطرابات ما بعد الصدمة: "ارتكاب الأعمال الرديئة ، ومشاهدتها وعدم منع حدوثها، أو العلم عن الأفعال التي تتعدى المعتقدات الأخلاقية الراسخة والتوقعات."
ويذهب إلى القول في المقالة "ربما لا يكون هناك حجة أقوى لوجود الأذى الأخلاقي مما هو لدى مشغلي الطائرات المسيرة ، فهم يجلسون بعيداً كل البعد عن أي تهديدات مادية لأنفسهم، يعانون من أعراض مرتبطة باضطرابات ما بعد الصدمة. وفي الواقع، إذا كان الأذى الأخلاقي متميز وليس مكوناً من اضطراب ما بعد الصدمة (كما يدعي الدكتور Litz وزملاؤه)، فمن المعقول أن نستنتج أن تشخيص مشغلي الطائرات المسيرة كمصابين بوجود اضطراب ما بعد الصدمة خطأ : إنهم يعانون فعلا من الأذى الأخلاقي ".
تحلق الطائرات المسيرة ، وتجلب الموت، ومن ثم يعاني مشغلوها من تداعيات عندما تتهمهم إنسانيتهم الداخلية بالقتل الجماعي لإخوانهم من البشر، الأذى الأخلاقي.
قامت الطائرات المسيرة منذ تولي الرئيس أوباما مقاليد هذا البرنامج بتسديد 364 ضربة، وتسببت بمقتل ما يزيد عن 2400 شخص. ولكن فقط عندما قتلت هجماتها أحد الأميركيين ،" أصحاب الاستثناءات الكبيرة"، اعترف الرئيس بالمأساة. وقد برر قتل العولقي، البالغ من العمر 16 سنة، قائلاً: كان ينبغي على والده أن يكون أكثر" مسؤولية."
أصدرت منظمة حقوق الإنسان (Reprieve)ومقرها المملكة المتحدة، تقريراً في العام الماضي واصفة عدد الاستهدافات التي استخدمت عدة مرات لتبرير هجمات الطائرات المسيرة ، والمستهدفين الذين سبق وتمت الإفادة بأنه تم بالفعل قتلهم في غارات الطائرات المسيرة. وقد قُتل 1147 قتل اثناء محاولة قتل 41 رجلاً. ويقدم التقرير ملاحظة ماغصة:
"في كل محاولة فاشلة لاغتيال رجل على قائمة القتل، من سيوضع في الكيس مكانه؟ في الواقع، الأكثر دقة أن نقول "أكياس الجثث": يتم التضحية بحياة آخرين عديدين في محاولة لمحو اسم من قائمة القتل. وفي إحدى الحالات ، شنت الطائرات المسيرة الأمريكية سبع غارات حتى قتلت هدفها. وقُتل في تلك الضربات، ما لا يقل عن 164 شخصاً، بينهم 11 طفلاً ".
إن هذه الإحصاءات صعبة ومُدمعة أكثر بكثير من أشياء مثل حرق الطيار أردني حياً من قبل داعش. إن عدد القتلى في حرب الطائرات المسيرة مجرد رقم إلى حد كبير للجميع، وهو على الأرجح الجانب الأكثر قيمة لدولة الحرب. لا يمكن أن يستعطف عدد القتلى على الشاشة الناس كما يفعل قطع الرؤوس الذي تقوم به داعش . تدرك كل من الدولة الإسلامية وحكومة الولايات المتحدة هذه الحقيقة الأساسية للطبيعة البشرية، وكلاً منهما يستغلها لإحداث تأثير كبير. ترغب الولايات المتحدة بشدة بالحرب الخفية، وحرب الطائرات المسيرة ، وسيلة مثالية. ويُعطي قطع الرؤوس الدولة الإسلامية الاهتمام الذي تسعى إليه من خلال نشر لقطات من القتل عن قرب. هجمات الطائرات المسيرة نظيفة وبعيدة، وتتم من فوق، ولا يوجد خطر على الجنود الأمريكيين. وتُدفن وجوه القتلى تحت الأنقاض.
حرب الطائرات المسيرة ، قتْل ترعاه الدولة بشكل مثالي . وعدم وجود خطر مباشر على قوات الولايات المتحدة، وسهولة اطلاق الصواريخ، عدد القتلى ، والفعالية النسبية للتكاليف، جيدة جداً لتكون صادقة للمرضى النفسيين في مناصبهم.
ويبدو ان الطائرات المسيرة ستجلب الموت لآلاف آخرين حتى يطالب الشعب الأمريكي بوضع حد لقوات الاحتلال الأمريكية في الخارج، وحتى الآن ما زالت الطائرات المسيرة تطير. كيف يمكن لهذا المشروع أن ينتهي ؟ أن تكون ناشطاً ضد الحرب ليس فقط عند الحديث حول عدد القتلى بين القوات الأمريكية، ولكن أيضاً عند مقتل الأجانب الأبرياء. وحتى لو استدعى عدد التوابيت الملفوفة بالعلم أخيراً الغضب الكافي لإنهاء الحرب، فإنه لن يوقف أبداً ضربات الطائرات المسيرة. ولذلك سيكون المصدر الرئيسي للنكسة لعقود قادمة. ولا يوجد سبب يُجبر حكومة الولايات المتحدة على وقفها.
هدف وإطلاق نار. تفجير حفلات الزفاف، ومجازر الأطفال ، والجنازات. الهدف، وإطلاق النار. انتظر عملية الإنقاذ، ثم أطلق النار مرة أخرى. انتظر الجنازة، ثم أطلق النار . الآلاف من القتلى. ومع المزيد من القتلى من المرجح أن أحد أفراد أسر القتلى سيضمر في باطنه حرباً لا تموت على الولايات المتحدة.
أن تكون ناشطاً ضد الحرب تبدو هواية وطنية فقط بين المواطنين على الطرف المتلقي. يهتم الأمريكيون قليلاً بالحرب التي تقوم بها حكومتهم ، عندما تحدث النكسة وستحدث ، وسيتم البحث عن سبب التغاضي عن هجمات الطائرات المسيرة ، لكونها غير مرئية وهي غير مرئية تماماً كما هو الحال الآن. وستكون ضمائر الجميع نظيفة، باستثناء أيادي مشغلي الطائرات المسيرة التي تضغط على الزناد.
مترجم
Shane Smith








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا