الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الحشد الشعبي عراقي ؟

فرات المحسن

2015 / 5 / 6
مواضيع وابحاث سياسية






الصراع السياسي في العراق وليد انعدام الثقة بين جميع الكتل والقوى السياسية. واليوم يدفع لجعل تشكيلات الحشد الشعبي في وضع المراوحة ومن ثم الدعوة لحله، من خلال محاصرته بالاتهامات والمثالب، رغم ما خرج به من نتائج مبهرة ومعززة للحمة الوطنية في محافظة صلاح الدين، اعتمادا على قوة وبسالة وجهادية رجاله، وإثر تقديمه للعديد من الشهداء دفاعا عن أرض عراقية اغتصبتها مجموعة قتلة شواذ، وأيضا تفنيده لمختلف الأكاذيب والافتراءات التي أختلقها وروج لها المناوئون .
تأسيا بالعلاقة القائمة بين إقليم كردستان والحكومة المركزية، والذي واحدة من معالمها مبني على وفق القاعدة التي وضعتها حكومة إقليم كردستان في منع دخول أي قطعة عسكرية عراقية أو فصيل من فصائل الحشد الشعبي إلى مناطق إقليم كردستان. فأن القوى السياسية من المكون السني تريد الأخذ بمثل هذه الممارسة ووضع أسس جديدة للعلاقة مع المكون الشيعي، من خلال الدفع للإقرار، بأن هناك خصوصية للأراضي التي تقطنها أغلبية سنية، ولن تستطيع قطعات الجيش العراقي والحشد الشعبي الدخول أليها دون موافقة المراجع السياسية للسنة. ووفق هذه الرؤية يرفضون وجود تشكيلات الحشد الشعبي ويصرون على احتساب تركيبته وسراياه مليشيا طائفية، وأنها ذراع للجمهورية الإيرانية ليس إلا. وبمثل هذه الطعون، تحاول تلك القوى ترسيخ عدم عراقية وشرعية الحشد الشعبي في أّذهان الناس.

رغم المناشدات التي ترد لحكومة العبادي، من قبائل وتجمعات من أبناء مدن الأنبار، تطالبه بإشراك الحشد الشعبي في تحرير مناطقهم، فإن تردد الحكومة في اتخاذ القرار يأتي من جراء خضوعها لمزايدات القوى السياسية والحليف الأمريكي،مما يجعلها تقر لا بل تؤكد وقبل أي شيء أخر، بأن مناطق السنة لها خصوصية مثلما لإقليم كردستان، وهناك حدود سياسية وجغرافية لا يمكن للسلطة في بغداد، كسر قواعدها واستحكاماتها، وإن خرقها عنوة سوف يترتب عليه اصطفاف جديد من الجائز أن يدفع سكان تلك المناطق لرفع السلاح بوجه الحكومة المركزية .
هذا الموقف التصعيدي، يضع الحكومة المركزية في موقف لا تحسد عليه،لا بل يعطي انطباع أولي، بأنها تتوافق وتعترف باشتراطات وهواجس الذين يتخندقون وراء دعوى انتساب الحشد الشعبي لإيران قبل أن يكون عراقيا، ويوجون بإن جل قياداته هم من الجنسية الإيرانية أو من رجال إيران في العراق، وإن دخولهم لن يكون لتحرير الأرض من سيطرة داعش بقدر ما هو السعي للانتقام من أهالي المدن السنية.
السيد العبادي الذي أعلن رسميا وضع الحشد الشعبي تحت قيادته، مازال يحذر أن يثير عليه غضب حلفائه وشركائه في السلطة، لو استبق الآمر ودفع بالحشد الشعبي في معارك تحرير مدن محافظة الأنبار. ولكنه لم ييأس، ولحد الآن يحاول تجميع ما يمكن من أصوات لحلفاء بين ذلك الوسط المشكك بالحشد،في محاولة لتغليب خيار مشاركة الحشد الشعبي في تحرير جميع مدن محافظة الانبار، وكسر استحكامات باقي الشركاء من الممانعين وحلفائهم داخل القوائم السياسية للمكون السني.
منذ سقوط سلطة البعث الفاشي لم تتوقف المعارك داخل مدينة الرمادي ومحيطها، وهي عمليات كر وفر كانت سابقا بين منظمة القاعدة وحواضنها من العشائر وبالضد من السلطات المحلية المساندة للحكومة الاتحادية وبعض العشائر المتحالفة معها وبرعاية الأمريكان وأموالهم . ثم حلت منظمة داعش بديلا عن القاعدة لتستقطب بدورها اغلب رؤوس وأبناء عشائر الانبار.
قضاء الرمادي يبعد عن بغداد 180 كيلو مترا، ولكن بعض الاقضية والنواحي التابعة لمحافظة الانبار تجاور بغداد وتتداخل مع بعض مناطقها، لتشكل بامتداداتها الجغرافية والسكانية خاصرة رخوة للعاصمة العراقية . فناحية الكرمة وقضاء الفلوجة والكثير من قرى محافظة الانبار تتداخل جغرافيا وسكانيا مع العاصمة بغداد من جهات أبو غريب،التاجي ،المشاهده ،ناحية النصر والسلام ثم اليوسفية وهذه المناطق تعد مناطق سكن بغالبية سنية.
أذا كانت مدينة الرمادي بعيدة جدا عن بغداد والمعارك فيها لا تشكل خطرا على بغداد، فأن خطر وجود البعث ـ داعش وحواضنه في الأماكن القريبة من العاصمة وبالذات قضاء الفلوجة وعامرية الفلوجة والكرمة، يفرض على الحكومة المركزية ممثلة بشخص السيد رئيس الوزراء العبادي، أن يضع لهذه المناطق خصوصية وأولوية في دائرة القرار الذي يتقدم على باقي القرارات، بجعلها خطا احمرا، لا يمتلك قرار السيطرة عليها أو تحريرها سواه، وان يمنع ويقف بوجه جميع التخرصات والمزايدات والضغوط التي تفتعلها بعض القوى السياسية والطائفية داخل السلطة ، وينهي حالة التردد والحياد والتجميد التي وضع الحشد الشعبي فيها، ولتكون بيده الحجة والدليل القاطع حول ضرورة ووجوب إبعاد الإيذاء والتهديد اليومي عن العاصمة بغداد حيث تتعرض بعض مناطقها ومطارها الدولي بشكل مستمر لصواريخ وهاونات الإرهاب المسلح. وهذا لوحده كافي للإسراع في دفع الحشد الشعبي لإثبات عراقيته ووطنيته الخالصة. وإن من يعترض على اندفاعه لتحرير تلك المناطق وتأمين العاصمة بغداد وأبعاد الشر عنها ، فهو يسعى لسقوط بغداد بيد حزب البعث الفاشي وتفرعاته من عصابات داعش والنقشبندية وجيش محمد والمجلس العسكري والبعض من المؤازرين لهم في داخل العملية السياسية والسلطة .
وفيما يتعلق بإشراك الحشد الشعبي وباقي فصائل المقاومة في تحرير باقي مدن الانبار، فيفترض أن تسبقه مشاركة للقوى السياسية السنية وفصائلها المسلحة وكذلك عشائر المنطقة حيث تكون في مقدمة صولة التحرير ورأس الحربة فيها، على أن يكون الحشد الشعبي مساندا لها وليس العكس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتشدد في صعود لافت في بريطانيا قبل انتخابات يوليو ا


.. مرشح الإصلاحيين في إيران يتعهد بحذر بوقف دوريات الأخلاق




.. حزب الله وإسرائيل.. تصعيد مستمر وتحذيرات من حرب مفتوحة| #غرف


.. أهالي جباليا في غزة يصلون العيد بين الركام




.. البيان الختامي لمؤتمر السلام الخاص بأوكرانيا يدعو الجميع لإح