الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأسيس لتقسيم العراق

عبد الحسين العطواني

2015 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


التـأسيس لتقسيم العراق
يسيطر على المشهد العراقي الحالي, الموقف الامريكي الذى يهدف الى تقسيم العراق بناء على التقرير الامريكي حول اعادة الحديث بمشروع بايدن نائب الرئيس الامريكي الخاص بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم مستقلة , بدواعي ان المشكلات التي تعصف بالعراق لايمكن حلها وتجاوزها من دون عزل طائفي يكون فيه لكل من : السنه , والشيعة , والاكراد , وضع سياسي وجغرافي معنوى , تجعل هده الطوائف اكثر انسجاما مع عراق فيدرالي كما دعا جوبايدن منذ عام 2004 .
ولو عدنا الى الوراء قليلا بخصوص بادرة الشرق الاوسط الكبير الذى طرحته الولايات المتحدة الامريكية في حزيران 2004 بعد احداث 11 ايلول / سبتمر 2001 لغرض الاصلاح في الشرق الاوسط وشمال افريقيا , وخاصة المنطقة العربية , كنقص الحرية , والمعرفة , وانتشار البطالة , وتدهور مستويات المعيشة , وأيدت مجموعة الثماني وهم مجموعة الدول الصناعية التي تضم في عضويتها الولايات المتحدة , وبريطانيا , وفرنسا , والمانيا , وايطاليا , والمفوضية الاوربية , على اعتبار افضل طريق لمواجهة الارهاب الناتجة بسبب الظروف المشار اليها .
لااعتراض اذا كان هناك جدية في تطبيق مبادرة الولايات المتحدة لان كل الشعوب في العالم تتطلع الى الديمقراطية والاصلاح السياسي , وتعمل وتناضل من اجلها , على ان تأخذ هذه الاصلاحات بنظر الاعتبار الظروف الداخلية كالنضج السياسي , والعادات والتقاليد الاجتماعية في البلدان المستهدفة بالمشروع الامريكي , لذلك وفي اصرار الولايات المتحدة على تنفيذ مشروعها , اتخذت وسيلة ناجعة لخداع العالم وكذلك الشعب الامريكي , هو محاربة الارهاب لشرعنة التدخل في جميع انحاء العالم وافتعلت ازمات مختلفة في الشرق الاوسط منها : احتلال افغانستان عام 2001 , واحتلال العراق عام 2003, وأزمة المفاعل النووى الايراني , فضلا عن عدم جديتها في ايجاد الحلول المناسبة لازمة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية , والازمة السورية وما يجرى فيها من قتل وتدهور وتهجير جماعي .
فمن خلال المسار السياسي للدول المشار اليها لم تستطع الولايات المتحدة ان تجعل منها محل استقرار,أو نموذجا للديمقراطية كما ادعت وكما حل بالعراق , لسبب انها وجدت ان ضمان امنها واستقرارها يتعارض مع نشر الديمقراطية في العالم , بحيث ان الارهاب الذى تعمل على مكافحته حسب رؤيتها هو ( التشدد الاسلامي ) وليد الراديكالية المتأتية عن كيفية تعامل الاسلام مع الحداثة , او تخوفا من صعود الاسلاميين الى السلطة كما حدث في ( حماس ) , او تأتي بنظم اكثر رجعية وأشد معاداة الى الغرب , وايقنت ان الدول التي ارادتها ان تكون نموذجا للديمقراطية اصبحت بؤرا للارهاب , والتطرف, وفوضى وتدهور ونزاعات طائفية , لذلك تراجعت عن مشروعها, وبدأت تفكر بطريقة اخرى يمكن من خلالها فرض سيطرتها , فكان البديل الافضل تغييرالانظمة بالقوة وهو الوجه الحقيقي لسياستها الاستعمارية, اى بمعنى اخر فرض اجندتها بغض النظر عن ديمقراطية او استبداد هذه الدول لشعوبها , لهذا باشرت بالعمل في تنفيذ مشروع ( بايدن) كمرحلة اولى بالتصويت والموافقة على قرار لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي الذى ينص على تسليح المكونين السني , والكردى دون المرور أو استحصال موافقة الحكومة المركزية العراقية , مقابل تقديم المساعدات المالية الامريكية البالغة ( 750 ) مليون دولار للعراق , وتوزيعها على اساس نسب المكونات .
الى متى يبقى العالم تحت رحمة اللوبي الاسرائيلي الصهيوني المسيطر والموجه لقرارات الادارة الامريكية ومع قوة هذه السيطرة نجد ومع الاسف الشديد هناك من يؤيد ويروج لها من بعض السياسيين العراقيين معتقدين ان الولايات المتحدة راعية لحقوقهم متناسين تصريحات الا مريكان الرنانة بالحفاظ على وحدة العراق, وفوق هذا لماذا الاخلال الامريكي بالمعاهدات الدولية التي تحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول , ولماذا اصرار الولايات المتحدة على تجاهل السيادة العراقية دون اى مسوغ قانوني , والتعامل مع مكونات الشعب , او ليس الولايات المتحدة هي الدولة الاولى في العالم بدون منافس مسؤولة وراعية للحقوق الدولية , ثم اين هي من الاتفاقية الامنية الموقعه مع العراق والتي تؤكد بعض فقراتها على قيام امريكا بتجهيز العراق بالاسلحة والمعدات العسكرية , وتدريب قواتها المسلحة ,لذلك يتحتم على جميع السياسيين العراقين الاستفادة من هذه التناقضات , قبل المباركة والتصفيق لاى مبادرة امريكية وان يعوا بأنه لم يذكر التاريخ على مد العصورسعت دولة غازية الى رفاهية واستقرار الدولة المحتلة , وان يكون الرد عنيفا من قبل هؤلاء السياسيون وكذلك من جميع مكونات الشعب العراقي , خاصة وان هكذا قرارات تتعلق بوحدة ومصير الشعب , وعدم الخضوع لارادة الادارة الامريكية ومخططاتها التي اساسها هي تحطيم تطلعات الشعوب وتأجيج الصراعات الداخلية , لاسيما الشعوب العربية منها, من اجل تنفيذ اولويات اجندتها التي تعتمد النفاذ في بؤر التوتر والاختلاف حتى يمكن التحكم بتلك الصراعات , وبالتالي الحفاظ على امن اسرائيل , وسلب موارد الشعوب لا لنشر الديمقراطية كما تدعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي