الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسليح وسقوط الأقنعة.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ما مِن حدث يطرأ على المشهد العراقي الذي لا تنتهي أحداثه المأساوية إلا وكانت له تداعيات تولد أزمة وأزمات بسبب الطريقة الانتهازية التي يتم التعاطي من خلالها مع الحدث، والتي ترسمها وتحدد مساراتها التبعية لجهات خارجية تتحكم في صناعة المواقف واتخاذ القرارات، وفي كل مرة تنكشف حقائق، وتتساقط أقنعة، ويتضح زيف شعارات وخطابات، صكت أسماع العراقيين، لم تُغنِهم من جوع، ولم تؤمنهم من خوف.
نحاول إن نسلط الضوء على ابرز ما كشفت عنه المواقف الرافضة لتسليح أهلنا في الشمال أو أهلنا في الرمادي أو الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن أو التشيّع، حقائق ومدلولات لازالت غائبة أو مغيبة عن من ارتبط بأصحاب تلك المواقف ارتباطا طائفيا بعد إن استساغ أفيون الطائفية الذي يُحجر العقل ويُعطل التفكير ويُفقد القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ.
تساقط سريع وبالجملة للأقنعة التي تتوارى خلفها وجوه حاولت إن تتقمص لباس الوطنية والاعتدال والدفاع عن العراقيين والتحسس بآلامهم، لكن وكما يقول الإمام علي "عليه السلام" : «ما أضمر أحدكم شيئاً إلا أظهره الله في فلتات لسانه، وصفحات وجهه»، وهنا نذكر بعض الأمور التي كشفت عنها مواقف الرافضين للتسليح :
الأمر الأول: إن "صمام الأمان" الذي رَوَّج له الإعلام الداخلي والخارجي لا أمان منه ولا فيه، لأن من يرفض تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، فهو يذبح الأمان بسكين الرفض.
الأمر الثاني: عدم مصداقية مُعَلَّقة "الوقوف على مسافة واحدة" لأنها لم يُرى له تطبيق حقيقي على ارض الواقع لا سابقا ولا حاليا و(لا مستقبلا)، فمن يرفض تسليح الكرد والسنة، وبنفس الوقت يطالب ويأمر بتسليح مليشيا الحشد الشعبي، ولا يرفض تسليحهم من قبل إيران، فهو ابعد ما يكون عن الحيادية و"الوقوف على مساحة واحدة"، مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف والحيثيات التي تجعل تسليح الكرد والسنة أمرا ضروريا وواجبا شرعيا ووطنيا وأخلاقيا وإنسانيا، لأنهم لا يملكون السلاح، بعكس حال الحشد ومليشياته، فما هذه الازدواجية القاتلة والقسمة الضيزى؟!!!!.
الأمر الثالث: إن المقولة المشهورة "أهل السنة أنفسنا" وكانت ولا تزال عديمة اللون والطعم والرائحة، لأننا لم نرَ لها تطبيق حقيقي في الواقع، فكيف يرفض من أطلق هذه العبارة تسليح من يصفهم بـــ"أنفسنا" ويتركهم تحت نار الأجرام المنتحل للتشيع أو التسنن ونار النزوح،؟! بل إن الواقع يشير إلى أن مواقف صاحب المقولة تسببت في قتل وتهجير أهل السنة وهدم بيوتهم وسرق ممتلكاتهم وخير شاهد هو ما جرى ويجري عليهم على أيدي مليشيا الحشد الشعبي الطائفي الذي تأسس على خلفية فتوى "الجهاد الكفائي".
الأمر الرابع: فتوى "الجهاد الكفائي" هي لتعميق وتركيز الطائفية والقتل والتقسيم، وهذا ما شَخَّصَه السيد الصرخي مرارا وتكرارا، فلو كانت الفتوى خالصة لقتال "داعش" والدفاع عن الوطن والعرض والمقدسات كما رُوِّجَ لها، كيف يُعقل أن يرفض صاحب الفتوى تسليح من يريد مقاتلة "داعش" ويدافع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، أليس هذا من مصاديق الجهاد ؟!!!!.
الأمر الخامس: الدعوات التي كانت تطلق من المرجعية وخصوصا في خطبة الجمعة بضرورة مشاركة أبناء العشائر السنية في مقاتلة "داعش" كانت مجرد خطابات إعلامية، لأنه كيف تجتمع تلك الدعوات مع رفض تسليحهم، فبماذا يقاتلون؟!!!!،
الأمر السادس: عدم وجود رغبة حقيقة للقضاء على "داعش" نهائيا واستئصاله جذريا، وخصوصا في المناطق السنية، لأن وجوده يخدم مصالح جهات خارجية وداخلية وفي طليعتها إيران وأدواتها في العراق لأسباب باتت معروفة ولسنا هنا بصدد سردها، فلو كانت الرغبة الجادة موجودة فلماذا يُرفَض التسليح تحت حجج واهية يراد منها التضليل والخداع ومنع التسليح.
الأمر السابع: كذب وزيف الشعارات التي تحمل عنوان المصالحة والوحدة والدفاع عن العراق وشعبه، ورفض التمييز والإقصاء وان العراق للجميع...وكذب وزيف مبدأ التوافق وحكومة التوافق والشراكة، بدليل أن البرلمان انقسم إلى قسمين: قسم صوت ضد التسليح وهو التحالف الوطني، وقسم مع التسليح وهو نواب الكرد والسنة، فأين التوافق الوطني يا نواب التحالف الوطني، وانتم ترفضون تسليح من يريد مقاتلة "داعش"!!!!!.
الأمر الثامن: تؤكد الرؤية العسكرية السليمة المهنية والخبراء العسكريون أن تحرير المناطق السنية لا يتم إلا بالمشاركة الفعلية الرئيسة لأبنائها وهذا معناه إن النصر مشروط بمشاركتهم، وهذا مما لا تطيقه إيران وحشدها ومليشياتها وأدواتها في العراق، لأن ذلك يكشف زيفهم ويبدد مخططاتهم فرفض التسليح هو السبيل للحيلولة دون تحقيق ذلك.
الأمر التاسع: الإبقاء على حالة الفوضى والتدهور الأمني وغيره في المناطق السنية، واستنزاف طاقاتها ومنها البشرية بالتقتيل والخطف والنزوح والتهجير على أيدي الأجرام المنتحل للتسنن أو المنتحل للتشيع، ومن ثم سيطرة مليشيا الحشد الشعبي عليها، ويبدأ سيناريو التهجير القسري والتغيير الديموغرافي وتأسيس قواعد تهديد الجوار العربي الذي تسعى إيران لتطويقه.
الأمر العاشر: الإبقاء على مليشيا الحشد الشعبي الذي تقوده إيران كقوة قاهرة وباطشة ومتسلطة لا تضاهيها أي قوة، ولذا فان قضية التسليح تعارض مع هذا المخطط المشؤوم.
يقول السيد الصرخي: في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»:
((ثانيا : إن التهريج والمواقف الشديدة المتشنجة الغريبة ضد التسليح يؤسس في أذهان الناس ان أميركا لا تدعم دولة داعش بالسلاح والعتاد والغذاء وان الدولة (داعش) ليست صناعة أميركية كما يدّعون وإلّا لكان الأوْلى على المهرّجين والمعترضين على التسليح ان يقيموا الدنيا ولا يقعدوها من باب ان داعش عدوّهم اللدود الأشرس الأخطر بينما الكرد والسنة زملاؤهم ورفاق دربهم ويقاتلون معهم في خندق واحد ضد عدو واحد المتمثل بالدولة (داعش) .)).
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194
استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العملاء
ابو حسن ( 2015 / 5 / 8 - 18:05 )
موضوع التسليح كشف الكثير من العملاء وبرز الوطنيين الاصلاء امثال السيد الصرخي دامة بركته


2 - نعم
مؤيد همام ( 2015 / 5 / 8 - 19:15 )

لاشك أن مرجعية السيد الصرخي الحسني تمتاز بالتحليل الدقيق والتشخيص الواقعي والقراءة العلمية، وهذا مانجده في مواقف واراء وبيانات هذه المرجعية

اخر الافلام

.. خلافات بين نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول اقتراحات


.. صواريخ ومسيرات حزب الله -تشعل- شمال إسرائيل • فرانس 24




.. الانتخابات البريطانية.. بدء العد التنازلي للنتائج وترقب لمست


.. إيران تبدأ فترة الصمت الانتخابي قبل الجولة الثانية من انتخاب




.. الجيش الروسي ينشر صورا لاستهداف مقاتلة أوكرانية باستخدام نظا