الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة الانسان

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


لو اردنا ان نحدد معالم المشروع الذي نبحث عنه ونتمناه نستطيع ان نقول انه (مشروع حياة ) وهذا المشروع يمكن ان يمر عبر بوابة الدين والوطن والقومية وغيرها من الايديولوجيات او التيارات دون ان يكون تابعآ لأحدها ,ومشروع صناعة الحياة هو مشروع انساني يمكن ان تكون منظومته الفكرية هي اجتزاء الايجابي فقط من كل المشاريع التي تحيط بنا ,والخروج بمشروع مستقل مثمر تؤمن به الجماهير يعتمد على مستوى وعي الامة ومدى قدرتها وقابليتها على تجاوز كل المشاريع الضيقة الافق وصولآ الى مشروع واسع الافق يعتمد على محورية الانسان وانسانيته ووهذا المشروع يستطيع ان يواجه مشاريع الدولة المذهبية بكل عناوينها واشكالها ويستطيع ايضآ ان يواجه مشروع الدولة الصهيونية وهو من اخطر المشاريع التي نعاني منها وهو اي المشروع الصهيوني يعمل على اذكاء الروح الطائفية او الروح القومية والتي هي ايضآ تعرقل مشروع بناء دولة الانسان ولنا معها كشعوب عربية تجربة فاشلة طويلة(اقصد مشروع الدولة القومية ) بدأت بعد انتهاء زمن الاستعمار الحديث وهيمنة الحكام القوميين المستبدين على مقدارت هذه الامة ,لذلك فأن قراءة واعية لعدد المشاريع التي تحيط بنا لابد ان تجعلنا نعيد قراءة انفسنا اولآ لأن تعدد المشاريع التي تريد الهيمنة على هذه الامة تعني ان الامة ليست بمستوى المسوؤلية مما جعل الاخرين يطمعون بها ,والتاريخ يحدثنا عن فشل مشاريع عديدة قبل فشل مشروع الدولة القومية حيث فشل العثمانيين في حكم هذه الامة وفشل الصفويين ايضآ وفشل الاستعمار والانظمة التي اعقبته وهكذا نحن نقف الان امام مفترق طرق ولابد من تفكيك الواقع والمفاهيم والمشاريع والازمنة ,وهذا التفكيك سيجعل الامور امامنا اكثر بساطة ونستطيع مثلآ ان نأتي بمشروعنا (دولة الانسان ) وهي دولة بعيدة عن العرق او السلالة او الطائفة والمعتقد او غيرها من المسميات وان هذه الدولة تحترم حرية الفرد العقائدية والفكرية وهي تستطيع ان تمزج بنظامها السياسي التيار العلماني مع الديني والقومي وتصهرها في بوتقة واحدة ولكن شريطة ان يمتلك هذا المشروع القابلية على تحدي المشاريع الخارجية الاخرى وخصوصآ المشروع الغربي الذي اعتمد لخدمة اسرائيل و هو مشروع قائم على تفتيت الدول العربية الى دويلات ليسهل ابتلاعها وللأسف تساهم في انجاحه دول عربية دون وعي منها لخطورة الموقف , اعتقد ان المطلوب الان اعادة انتاج الروح الوطنية لدى الفرد التي تسبب الجوع والفقر والاستبداد بخروجها من روح هذه الامة المرهقة ,وحين ننتج فردآ بروح مسؤولة نستطيع ان ننتج امة ومجتمع ومشروع حياة لهذه الامة ,وهو نظريآ يبدو سهل التطبيق وعمليآ هو يواجه تحديات كبيرة منذ بدأ عهده عهد (الانسنة ) بألظهور وانحسار الموجات الاخرى ,ومن لايسمح بحاكمية الانسان للأنسان لا حاكمية احد افراد الجنس البشري (والبشرية كينونة والانسانية صيرورة كما يقول الفلاسفة ) او مجموعة لمجموعة انسانية بروحها واخلاقها وكل ما فيها وهذا هو الظلم بعينه اذ لايمكن ان نسلم مقود الانسانية الى مجموعات رأسمالية ترى الناس عبارة عن اوراق مالية فقط وتعاملهم معاملة العبيد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد| تصاعد أعمدة الدخان عقب اعتراض مسيرة في سماء صفد شمال إ


.. ضابط دفاع مدني يتفاجأ باستهداف الاحتلال منزله بحي الزيتون في




.. من الحرب إلى الموت.. مأساة سودانيين توفوا بطريقهم إلى مصر


.. ولي العهد السعودي: عدم تمكنا من المشاركة بقمة مجموعة السبع ت




.. سخرية من اتهامات حوثية.. معتقل يمني يواجه تهمة -التأثير على