الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعاً عن المقملين ..!!

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2015 / 5 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية



كتبَ الأُستاذ محمد حسين يونس مقالاً بعنوان : "أوهام العداء و نصف قرن من الغفلة "، جاء في رد الكاتب على أحد التعليقات ، ما يلي "اما عندنا فالطفلة .. تضع علي راسها خرقة بيضاء تغطي شعرها المقمل .. وهي في طرقها للمدرسة حزينة و مكتئبة و مقهورة و جعانة .. .." . وأرغبُ بالتعليق على هذه الجزئية من المقال ، والذي أتفقُ معه في أجزاء وأختلفُ في أجزاء أُخرى .
وفق الموسوعة الطبية العبرية فالقُمّل :"قملة الرأس هي مشكلة صحية عامة في اوساط طلاب -طالبات المدارس وتؤثر على كافة الشرائح الإقتصادية والإجتماعية " . (من العبرية ) .
وغالبا ومع بداية كل سنة دراسية ،تُثار مشكلة عدوى القمل وخاصة في اوساط طلاب الروضات ، الحضانات وصفوف البساتين (قبل الصف الأول الإبتدائي ) مرورا بالصفوف الإبتدائية الدنيا . وعادة ما تكون العدوى في بلدات بكاملها ، الامر الذي يدعو ويستنفر الأمهات للتدخل السريع والتوجه لتلقي الاستشارة من ممرضات الصحة الجماهيرية وممرضات المدارس .
وكما يبدو، لا تغزو القملة رأس الفقير فقط ، بل كل الرؤوس لها ميدان . مهما تنوعت وتعددت هذه الرؤوس وحامليها ، فرأس إبن الارستقراطي هي كرأس إبن الفلاح بالنسبة للقملة المزعجة ، ورأس إبن المثقف لا تختلف عن رأس إبن الأُمي ، وقس على ذلك ، فحظ الذكر من القمل كحظ الأنثى ..!!
في الثقافة الإنسانية يُعتبرُ القمل علامة على "تخلف" صاحب الرأس المقملة ، وعلامة على إنعدام ثقافة النظافة الشخصية وعلى الهمجية والرعاع .
لقد وقفَ القذافي على شرفة "قصره " وصرخ في وجوه الثائرين عليه "من أنتُم ؟؟ يا مقملين !!" . فجملة "يا مقمل !!" ، هي شتيمة عربية بامتياز (لم اسمع شتيمة كهذه بالعبرية ..)
ومن المعلوم (بالضرورة ) أن الفجوة بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية هي كما بين السماء والأرض (مجازا ) ، فأنا ولهذا السبب لا أُجري مُقارنةً بين اسرائيل التابعة للعالم الأول ، في كافة مناحي الحياة ، وبين الدول العربية والإسلامية والتي بغالبيتها تنتمي للعالم الرابع وما تحت . لأن مقارنةً كهذه فيها "إهانةٌ "لإسرائيل .
ولذا فأنا كمواطن عربي فلسطيني في إسرائيل ، أرغبُ أن يُقارنَ وضعي وإمتيازاتي مع الأقليات القومية في العالم الأول ، وليس مع وضع الشعوب العربية في بلدانها ..
وفي ضوء هذه المرآة يتضح بأن صورة إسرائيل فيهذه المرآة ، مشروخة وخاصة في تعاملها العنصري مع العرب واليهود الأثيوبيين ومُهاجري العمل ..!! لكنها تهتم بالمقملين ، لمنع انتشار وبأ القمل ..!!
لكن عودة الى القمل والمقملين ، أرغبُ بتوجيه سؤال للاستاذ محمد ولكل من يُوجّه الإهانات للفقراء والبُسطاء من العرب والمسلمين ، من شاكلة الطفلة التي تضع على رأسها المقمل ، خرقة بيضاء وهي تسيرُ جائعة وحزينة إلى المدرسة !! وسؤالي هو : ما ذنبُ هذه الطفلة الجائعة ، الحزينة والمُقملة ؟؟ وما هو "دورُها " في إختيار نمط حياتها الفقير و"المقمل " ؟!
قد يقولُ قائل ، بأن هؤلاء العرب والمسلمين ، يتكاثرون "كالحشرات "، لهذا فإنهم لا يجدون ما يأكلون ..! (لطالما قرأتُ كلمات عنصرية كهذه على صفحات هذا المنبر )
والجواب لدى أهل العلم يقول ، بأنه كُلما كان الوضع الاقتصادي للعائلة متدنيا ، كلما زاد عدد افراد الاسرة . فالأسرة الفقيرة في العادة ، هي اسرة غير متعلمة ، وليس لديها الوعي الضروري ولا الإمكانات المادية لتحديد النسل .
ينطبق هذا على الفقراء في إسرائيل (الحريديم اليهود والعرب ) ، وينطبق على الفقراء في كل مكان ، فالحالة الاقتصادية السيئة للعائلة لا تخلقُ بالضرورة وعيا ..!! بل بالعكس ..!!
من المسؤول مرة أُخرى عن الحالة التي يعيشها الفقراء المقملون ؟؟ !! أليست هي النُخب الاقتصادية ، الدينية والثقافية ..؟؟!!
ثم أين منظمات المجتمع المدني وما هو دورها في نشر الوعي الصحي أيضا ..
المقملون الذي لا يجدون ثمن عبوة شامبو مُقاوم للقمل ، هم أشرفُ بكثير من البرجوازية المقملة والتي تخفي قملها وراء عبوات من الشامبو ومواد التنظيف والتجميل .
وشكرا للقمل لأنه يساوي بين الناس ، كأسنان المشط ..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ قاسم
محمد حسين يونس ( 2015 / 5 / 8 - 13:44 )
اولا أشكرك علي هذا المقال الذى يحمل الكثير رغم أنه قد كتب بخفة ظل .. نعم القمل مشكلة خصوصا مع الشعر الذى لا يغسل و يغطي بخرقة (سينساتيك ) طول الوقت .. وإن كان علاجه الان أصبح سهلا لمن يريد التخلص من طفيليته علي العائل الغلبان اللي مش ناقص فقر دم ..
بالطبع انا لا أجروء علي إهانة الفقراء من أهلي .. و لكنني أصف الحال .. المذرى بسبب (كما تفضلت وذكرت ) الجهل و الفقر .. ولقد وصل لسيادتك ما اريده .. و هوأننا في حاجة للتعلم من الذين كانوا في يوم ما مستضعفين ، فتوازنوا ‘ ثم صمدوا ، ثم إزدهروا .. نحن في حاجة لدراسة تجربتهم .. و الاستنارة بها كما ندرس تجارب الصين و كوريا و اليابان و البرازيل .. ندرس تجربة إسرائيل .. لقد دار بيني و بين اخوه فلسطينين في الناصرة حديث مطول .. بهذا الخصوص و سجلته في كتابي (( خطوات علي الارض المحبوسة )) سيسعدني أن تقراة .. أشكرك ثانيا مع تحياتي


2 - الاستاذ محمد - يونس المحترم
قاسم حسن محاجنة ( 2015 / 5 / 8 - 17:35 )
اشكرك على سرعة تفاعلك وتجاوبك
نعم تستطيع ان تكون التجربة الإسرائيلية نموذجا يستفاد منه .
ولكن بشرط تغيير العقلية
المينتاليتي هي التي تحدد تجاح او فشل تجربة
ومحاولة تطبيقها عن طريق النسخ


3 - الاستاذ محمد حسين يونس المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2015 / 5 / 8 - 20:02 )
بعد واجب التحية و الاعتذار الى و من الاستاذ قاسم حسن المحترم
تحية لكم اخي الاستاذ محمد حسين المحترم
اود القول ان ليس في اسرائيل تجربة يمكن دراستها او الاقتداء بها
اسرائيل شركة متعددت الجنسيات يجب ان تنجح لذلك كل خزائن العالم ال-متحضر- و كل مراكز للأبحاث و الدراسات فيه وكل مختبراته ومؤسساته حتى الامنية الخاصة مفتوحه لهذه الشركه 24/24 و 7/7
هذه المؤسسة تمنح امتيازات للراغبين في العمل فيها حالها نفس حالات العاملين في شركات النفط في الصحراء او البحار حيث يتم توفير كل وسائل الراحة و الترفيه و ضمان صحي و تامين على الحياة مع امتيازات ماليه كبيرة و توفير سكن و مدارس و مراكز ترفيهية متقدمه و امتيازات سفر له و لعائلته...لذلك تكون تلك المخيمات(المواقع) متميزة عن المدن المحيطة بها او القريبة منها...و ربما كل انتاجها هو تطبيق لبحوث جامعات و مؤسسات علمية اخرى او ان جامعاتها تقوم بابحاث و تطبيقات لشركات و دول. اهتزت اسرائيل عند مقاطعة الاتحاد الاوربي لمنتوجات المستوطنات.اسرائيل لو تتعرض لحصار لمدة عام واحد كما تعرضت العراق لفرغت من ساكنيها . لورفع الغرب الدعم عنها لنهار حالها.
اكرر التحية للجميع

اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة