الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-تخدير المواطن- ..

عدنان شيرخان

2015 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


اصاب نائب رئيس الوزراء بهاء الاعرجي كبد الحقيقة، عندما تحدث عن مشاكل الكهرباء قبل ايام، واصفا ببراعة الوعود السابقة التي كانت تطلق بتحسن انتاج الكهرباء بأنها " كانت من اجل تخدير المواطن"، وإن" أزمة الكهرباء ليست سهلة وتحتاج الى وقت كبير ومراجعة، والدولة تتبع منذ العام 2003 ولغاية الآن سياسة خاطئة في قطاع الكهرباء، وان القائمين على هذا القطاع ركزوا على توليد الطاقة وتناسوا قضيتي التوزيع والنقل، وهذا هو الخطأ ".
وهذه اول مرة (حسب علمي) ان يتحدث مسؤول كبير بمثل هذه الصراحة والشفافية، ويستخدم تعبيرا صادما (تخدير المواطن). معه نتذكر بمرارة الوعود العريضة بكهرباء 24/7 ( 24 ساعة 7 ايام بالاسبوع)، لم تكن مع الاسف وعودا دقيقة. ولكن لماذا عمدوا الى تخديرنا؟ لكسب الوقت اولا، وتمرير ازمة صيف حار لاهب بلا كهرباء وللسنة (....) وبنجاح منقطع النظير.
الاعلام الحكومي او البعض منه يتحمل مسؤولية التصريحات غير الدقيقة، التي تحمل جرعات مخدرة، لان العديد من المؤسسات الحكومية تعمل تحت يافطة (كمرة وربيع). ويفترض ان يتحمل اعلام كل مؤسسة مسؤولية رسم السياسة الاعلامية الخاصة بها باحتراف، ومن البديهي ان يوضع الصدق والشفافية والصراحة كأهم مرتكزات هذه السياسة. وان يعد المسؤول الاعلامي نفسه (واستقالته بيمينه) كاول معترض على التصريحات غير الدقيقة التي تصدر من مؤسسته، لان نتائج اكتشاف عدم دقتها ستكون وبالا على الجميع.
المسؤول الناجح في عمله يجب ان يتحلى بالخبرة اللازمة لاشغال منصبه، وان يكون قريبا من المواطن صريحا معه، والا تنتهي الامور بينهما الى نهايات غير سعيدة، عندما يكتشف المواطن ان المسؤول كان يخدره عبر تصريحات ومؤتمرات صحفية روتينية رتيبة، لان (التخدير) لا يؤدي الى نضوج وتطور العلاقة مع المواطن، ربما يتيح للمسؤول التهرب (مؤقتا) عن تبعات مسؤولية وامانة منصبه، ولكن ماذا اذا جاءك مسؤول شجاع مثل الاعرجي وكشف المستور!! الجزء المهم في حكايتنا ان مطلقي التصريحات المخدرة اصيبوا بخيبة امل، عندما اكتشفوا ان طيفا كبيرا من المواطنين كان يعلم يقينا ان التصريحات المتفائلة بشأن الكهرباء كانت عبارة عن حقن تخدير (منتهية الصلاحية) لم تساعد على تجاوز الازمات، وان المسؤولين ربما كانوا يخدرون انفسهم.
اذكر قبل بضع سنين، وفي احد اعداد شهر نيسان صدرت جريدة (الصباح) بمانشيت احمر براق نقلا عن مسؤول كبير مفاده (24 ساعة كهرباء للمواطنين)، بعد ساعات قلائل بعث رسام كاريكاتير الجريدة المبدع الاستاذ خضير الحميري رسمه اليومي، الذي يصور رجلا ممسكا بجريدة مانشيتها ( الصيف القادم كهرباء 24 ساعة) يقول لابنه ( بالمناسبة .. ابني روح جٍيِّك خط المولدة زين وزيدهه فد أمبيرين)، نشرنا الكاريكاتير ولم يكن في ذلك اية مشكلة، ولكن تبين بعد حلول صيف تلك السنة اللاهب صدق كاريكاتير الفنان الحميري وعدم دقة تصريح المسؤول الكبير ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية