الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحُب الروحي - ارتباطًا روحيًا -

حنان علي

2015 / 5 / 9
الادب والفن


الحُب الروحي أو ما يُعرف بالارتباط الروحي الذي يُجسد اعلى قيم نكران الانا القابعة في الذات المنفردة , سجلت لي الحياة مجاميع كلامية شعرية كانت أم نثرية , وضمتْ امشاج المشاعر والأحاسيس بنفس طواقة لحفل من الامتزاج الشعوري اللامتناهي في اعلى صفات الإخلاص الوجداني , وإذا وجدتَ قارئي الأول شيئًا من التباين فمن هنا أتى .
دعني هنا أكون مع هذا البُوح خالية من شوائب الأيام وضناها , وهنا يكمن أول الطريق الذي سلكتهُ بروحٍ دائبة على المضي قدمًا نحو الضوء المُنبعث نهايته , عند السير فيه أسألُ نفسي في الصبح والمساء هل نحن مرتبطون ظاهريًا ؟ أم نحن نعيش ارتباطًا روحيًا يختلف عن تلك العقدة التي تجمع بني الإنسان وتكمن بعقدة الدم أو عقدة القرابة المختلقة والتي عندي لا تعني شيء سوى تشابه جينيّ فقط , ودعني أبُح بشيء مغاير لما سبق , في تكويناتي الفسلوجية أو الخلقة ذات الفطرة المقدسة , مقسومًا لي أن أرافق روحك الملازمة لروحي , وأكمل الطريق معها بنكران لذاتي والامتزاج بذاتك .
ليس من عاداتي أن أفلسف الامور واسوقها لمناحي أخرى كالولوج في الأمور الغيبة أو ما وراء الطبيعي والمعهود لكني بدافع كشف سرّ هذه المشاعر التي أعجز عن معرفة ما هي ؟
إنّ نكران الذات من أجل سعادة ذات أخرى يرتبط بعمق الاتصال الروحي الذي لا يخص علم الغيب لكنه عبارة عن ارتباطٍ خفيٍ يبعث بشعور غريب لمَنْ تتأصل له مشاعرنا رغم بُعد المسافة التي قد تفصلنا عنه , وكأنه يُكلمنا روحيًا حيث يرسل بأرواحنا واعز قلق شديد يأخذنا صوب أحساس مجهول يلحّ ويلحّ علينا , فأعتقد أنّ هذا الشيء يكمن عند نوعية نادرة من البشر تجمعهم أواصر مشتركة .
والشيء الملفت للنظر أو من الامور المصاحبة لهذا النوع من الارتباط , شعورنا بتسارع بنبضات قلوبنا من دون سابق تفكير ويرافقها آلم مُوجع ليس لسبب عضوي بل ألم داخلي قوي يشل باقي أجزاء الجسد ومجموعة أحاسيس خفية تشدنا نحوه وتهز كياننا ونصبح أسرى له لأيام وشهور وربّما لسنين .
أما في حالات الاتصال المباشرة يعطينا طاقة روحية عجيبة تتخلل كل خلايا اجسادنا وتلامس عمق دواخلنا ونبقى معها نشعر بالحياة لمدة غير متناهية , لطالما كان هذا الشعور يشدنا نحوه فلا أعرف حينها تفسير مشاعر الفرح أو الحزن التي تظهر علاماتها واضحة علينا وأحيانا نشعر بأنها تصله عبرَ الاثير , أو عبرَ مجموعة كلمات نفرد بها دون سائر الناس .
وعند التفكير بمدى عمق هذا نوع من الارتباط خُلدتْ لنا قصص وحكايات تروي أحداث واقعية عن حبٍ كُتب له عدم الاكتمال لكنه عاش خالدًا مدى الدهر , ومن خلال قراءاتي المتواضعة وجدتُ أن ما يحدث بهذا اليوم هو نسخة عن ماضٍ , على الرغم من رفضي لنهايات بعض القصص التي تجعلني أسيرة لحزن لا يُحتمل , فمن أيام قرأتُ أن الكاتبة الفلسطينية مي زيادة أحبت الأديب اللبناني جبران خليل جبران حبًا جمًا , وعاشت حياتها تحلم برؤية وجهه وتكتب له أروع الرسائل حتى صارت مثلًا للحب الطاهر , أما عن القصص القديمة فتعلق قيس بليلى ليس من فراغ والذي أطلق عليه بالمجنون ليلى وحب عنترة لعبلة بنت عمه وحب أمرئ القيس لليلى الاخيلية , كذلك قصص الحب المبثوثة بين صفحات قصص ألف ليلة وليلة وعلى رأسها حب شهريار لشهرزاد , وفي الغرب قصص كثيرة من أشهرها قصة روميو وجوليت التي حضت بشهرة متناهية النظير, كما وهناك ملايين الحكايات التي أغفل عنها التاريخ ولم يذكرها الأدب لكن جاء السرد الروائي ليخلد البعض منها كإحدى رائعات ماركيز روايته (حب في زمن الكوليرا) التي جسدت حبٌ من أجل الحب ذاته وعاش فلورينتينو من أجل فرمينا داثا عمرًا بلغ خمسين عامًا حتى يحقق هدفه في الزواج بحبيبته , وهذه النماذج حقيقة وابطالها حقيقيون مثلنا , إذن هم دليل على أن الحُب الروحي حبًا حيًا مستمرًا مع استمرار الحياة الإنسانية , مهما اختلفت الظروف واستبدت الحياة وقسيت وظلمت , فالإنسان إذما عشق بحبٍ خالص وبنفس راضية وقانعة بأن هذا الشخص هو سبيلها لتعش الحياة بسعادة أبدية فلا خوف ولا وجل ولا تردد في الاستسلام لهذا الحُب الروحي الطاهر والنقي مهما طالت الأيام وطالت الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??