الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل ثورة جنسية عربية

عبد الحميد عبود

2015 / 5 / 9
العلاقات الجنسية والاسرية


بيان لرجل واحد من من أجل ثورة جنسية عربية

لم أستغرب البتة وقوع الربيع العربي فهو تحصيل حاصل ، بل استغربت ان الشرارة أشعلها بوعزيزي بدل ان تشعلها بوعزيزية تضرم النار في الحرملك وداخل حوزة النجف والأزهر والزيتونة والقيروان والحرم المكي ، على ما يظهر فإن عدد النساء الجريئات قليل والمضحيات منهن منه أقل والبوعزيزيات صفر ، حريمنا ما زلن في الحرملك قنوعات ومقتنعات بدورهن في التفقيس والطبخ والتبصير في فنجان القهوة وتعزية انفسهن بحرية افتراضية من خلال الفايسبوك والمسلسلات المكسيكية المدبلجة ، ينبغي الاعتراف ان الأمور ميؤوس منها لذا قررنا ان نواصل إشعال الحرائق ، وقد حققنا تقدما طفيفا، صار بوسعنا ان نخوض بالسياسة وأن نتفلسف بالدين ، اما الجنس ثالث ثلاثة فما زال محرما ، ذلك ان الرقيب( الأخلاقي) ليس خارجا عنا بل فينا، شيء واحد ينقص الذكور وهو الضروري ، حرية الأُنثى , وأقصد حريتها في التصرف بجسدها ، أن تغطي جسدها او تعريه ،ان تمارس الغرام خارج مؤسسة الزواج ، وان تكدس عشاقها بالجملة والمفرق ، وان تحب وتبغض وان تنجب وتجهض ، المعطيات الملموسة تثبت اننا بعيدون عن هذه الأمنية ، بَيْدَ إننا نقترب منها ونحن نبتعد عنها، فكلما تفاقم الكبت والتكبيت تتوهج فينا شعلة حرية لامحدودة، كلما تقلصت الروح ( الله) في حياتنا يتجلى الجسد (الإنسان )ومنذ بدأنا نعرف حقيقة الجسد لم تعد الروح روحا الا في أضيق حجمها، ويقيناً أننا سنتحرر بكل ما يقمع حريتنا ، الإسلام من حسناته القليلة انه بنفيه للحياة يغرز فينا غريزة الحياة ، ويفسح المجال لسوء الفهم ، وأحيانا يقلب المفاهيم ، هو دين توحيدي غير انه فصامي ، فصم الطبيعة إلى سماء وأرض ، وفصم السماء إلى جنة وجهنم، وفصم السلوك إلى حلال وحرام ، وفصم المجتمع إلى أُنثى وذكر ، ومن أجل ان يوصل الأرض بالسماء اضطر ان يفصل الإنسان الدنيوي عن دنياه، ومن أجل ان يحرر الذكر استعبد الأُنثى (وهكذا استعبد الجنسين )، ومن أجل ديمومته شرّعَ لعلاقات القوة مبيحاً لأولي العزم والحزم ان ينكحوا أربع نساء شرعيات (زائد مئات المحظيات ) بينما أباح لبقية عباد العباد ممارسة العادة السرية التي يمكن اعتبارها ركنا سادسا للاسلام ،الحضارة بتاعنا مكتوب عليها ألا تكون إلا ذكورية ، هذا واضح بشكل فاضح، ولغتنا جزء لا يتجزأ من ذكورتنا بدليل إن جمع المذكر يشمل المذكر والمؤنث فيما جمع المؤنث مخصوص بالإناث، وتقريبا فإن جل اسماء النساء ممنوعة من الصرف ، وماذا أقول عن شبابنا الأغرار اللي ما شافوا العري الأنثوي الا في صور البورنو ؟ ، أيورهم تظل منتصبة على الهباء( أشباح المنقبات والنينجات ) بعضهم يغمى عليهم ليلة الدخلة خوفا من البعبع المنتظرهم بين الفخذين ، وبعضهم الآخر يغتصب الخادمة الفيليبينية لأنها تلبس سروال جينز ، الإسلام من شدة روحانيته وسم المسلمين بالجسدوفوبيا ، ذنّبَ جسد الرجل لأنه يعيق روحه ، كما ذنَّبَ المرأة التي تهيج جسد الرجل ، وهكذا اختزل مشكلة الرجال في النساء وحدهن ، كثير من رجالنا الأللاويين يحتقرون أجسادهم فيمارسون الغرام مع حريمهم تحت اللحاف وبعد ان يطفئوا الكهرباء ، ومن مقتهم للتعري يثقبون السروال الداخلي الضيق عند مستوى القضيب وينكحون ، وهناك من الآباء ( الخليجيين) الميامين من يذهب ليخطب لإبنه فتعجبه الصبية ويخطبها لنفسه ، عادي جدا فجيناتنا الإسلامية مبرمجة على النكاح لا على العشق ، ونفرج عن كبتنا بالشذوذ والجهاد الشرجي، اما العشق الطبيعي فنرفضه لأننا مش طبيعين، أقسم لكم ( باللات ) ان أجدادنا الجاهليين كانوا أسعد منا بأشواط ، كانوا يفسقون ويخمرون بدون خجل ، وكانوا يشعرون الشعر بدون رقيب ، وكانوا يتضاجعون علنا حول الكعبة (كما فعل عساف نائلة ) بدون عقدة ذنب ، كانوا ينصبون للخمرة نصبا فإذا عطشوا شربوه ، وكانوا يقيمون للتمر صنما فإذا جاعوا أكلوه ، ثم جاء الصلعم بفكرة الطوطم وخرب حريتنا ، ولسنا وحدنا ، الهنديات الحمر كَنَّ يَعتبِرْنَ سترَ العورة اعتداءا على الاحتشام العام ، ثم جاء الفاتحون الإسبان بتزمتهم الكاتوليكي وأطروهن في إطار الكبت ، مجتمع الطوارق العتيق كان متريركيا تلعب الأنثى فيه دورا أساسيا الى ان جاء الاسلام فمسخها من قائدة الى منقادة ، كل مآسي الإناث تبدأ مع الأديان ، فالله اخترعه اليهود لصالح الذكور ولطالح الإناث ، والبطريرك موشيه ( الذي تعريبه النبي موسى) أوصى بقية الذكور في وصاياه العشر قائلا: "لا تشته امرأة جارك" ولم يقل للأُنثى "لا تشتهي زوج جارتك" ، الإسلام بفصله بين الجنسين أخرجنا من طبيعتنا الإنسانية وجعلنا نلهث وراء اللذة بحيوانية ، بدليل اننا كلما صادفنا مئذنة تناطح السماء نصادف حولها ماخورَيْن مطمورين تحت الأرض ، الاستعمار الإسلامي( وهو أخبث الاستعمارات) استطاع بتكتيك فرّق تَسُدْ ان يفرّق الجنسين وان يفصل الواحد إلى اثنين ، لكن تاريخ البشرية يعلمنا ان أفق الأديان محدود وطريقها مسدود ، وبكل تأكيد سنتحرر بالحاجة الغريزية المقموعة فينا ، وخيارنا لم يعد بين الايمان والعقل بل بين الجسد وانفلاش الجسد ، ليس هناك من قانون يحظر اللذة ، حب المرأة يعني حب كل النساء ، والخيانة الزوجية مشروعة اذا راعت الأصول ، فالأنثى التي تخون ذكرا واحدا هي امرأة وفية لرجلين ، أنتم تسمون هذا "كيد النساء" وأنا أسميه "كيف النساء" ، الجنس ليس نزقا ولكنه فكرة جديدة عن الحرية ، ولكن لماذا أركز على الجنس وفي الحياة يوجد مشاكل أخرى سوى الجنس ، كالكبت والعقد النفسية والإخصاء والاستمناء والفياغرا والشبق والحقن المهيجة وأفلام البورنو وأمراض السفلس والزهري ؟ رغم اني اقل هوسا منكم فإني مهووس بما يكفي لأنادي بعادة الاعتبار للتعري باعتباره فنا من الفنون الجميلة ، رغم كوني أقل كبتاً منكم فإني مكبوت كفاية لأطالب بثورة جنسية (الثورة ان لم تكن جنسية فهي ردة ) فكل شيء في حياتي يدور حول الجنس وكل شي في حياتي يُدَوِّرُه الجنس ، أنا العربي الوحيد بين العربان ، نصف مليار أخرس يتكلمون بفمي ، ولن أجد بينكم من يفسح الطريق لكلماتي وهذه يحزنني لكني سأتكلم فأنا وحدي أعيش للجسد بوصفه تجسيدا للروح ، الجنس هو الأقوى فينا ، وهو مجاز للحرية وغريزة مضادة لكل أيديولجية مضادة للجسد ، أجَلْ، لقد نضجنا وصرنا نجيد التفكير خارج النصوص جاعلين من شياطيننا آلهة، أفلتنا من مجال الاخلاق ودخلنا في الفوضى الخلاقة ، لا نعرف الى أين نحن ذاهبون لكننا لا نكترث ما دام بيرقُ الثورة الجنسية يبرق ، لقد كبرنا حقا وتكبرنا على الله ونصوصه المقدسة واسمائه الحسنى ونريد أن نغير اسمائنا من عبدالله إلى عبداللات ، ومن عبد اللطيف إلى عبد الجنس اللطيف ، ومن عبد الودود إلى عبد النهود ،ومن عبد ربه إلى عبد زبه،ومن عبد الحسن والحسين إلى عبد الحسناوات ، نريد تحرير الحرمة من الحرملك ، وتحرير الرجل من السلملك ، وتحرير الجسد من الروح، وتحرير الأرض من السماء ، وتحرير التعليم من مناهج التعليم ، تحرير الضمير من وخز الضمير ، تحرير المدنس من المقدس، وتحرير اللغة من اللغو ، تحرير الواقع من المثالية ، تحرير الأنثى من الذكر ، وتحرير الذكر من الإله ، وتحرير الأمر من احتكار ولي الامر ، نريد أن لا يكون ثمة حد لإرادتنا ، نريد الحج إلى جبل التوباد مش إلى جبل عرفات ، نريد امرأة حرة واحدة على الأرض مش سبعين حرمة في السموات البعيدة ، نريد أن نبني جنتنا على الأرض ونحفر فيها انهارا من لبن وعسل وحيامن ، ونريد حياة جنسية طليقة وجامعة للجنسين النقيضين والمثليين ، ولن نكتفي بأن نريد بل سنفعل ما بوسعنا لنحقق إرادتنا ، الشعب يصبو للمستحيل لذا وجب عليه ان يشرع بتحقيقه ، امتلاك الجسد مقدمة لامتلاك الشخصية ، الشعب يريد إسقاط الله ليعبد المرأة ،تحرري أيتها الجميلة وحررينا ، إخلعينا من عصمتك ، إخلعي كل شيء: الحجابَ والنقاب والملاية السوداء ، واصلي الخلع ، حمالة الصدر والميني جوب ، نريدك عارية كالتماثيل الإغريقية ، كوني فتنة وافتنينا ، خالفي نفسك وفاجئينا ، إذا لم تستطعي أن تكوني مُدْهِشة فإياكي ان تكوني ، لتكن عهارتك تؤاماً لطهارتك ، انزعي السترنغ بثقة وطمأنينة ، وليكن عريك فعل مقاومة واحتجاج بوجه الأغنام القطيعية ، مارسي الخطيئة بكل قلبك فالخطيئة أضمن طريق للجنة ، اسحقي خجلك( وخجلنا) كليًا، استجيبي لاندفاعاتك الشبقية فكلما عظمت ذنوبك كبرت حريتك ، لا تخافي من الله فهو ( ان كان موجودا) سيحفظ لك مكانا فوق بين القديسين والشهداء وبقية الزناة ، لوَّني جسدك بلون الشبق لا بلون النسيج وزيف العفة ، كوني إنسانة بالغة وبالغي في إنسانيّتك ،عريك جمالك الخاص وأنوثتك وفرادتك واتقانك لفن الكينونة ، ‬لا تخافي يا بنت بلادي فأنا معكي ، أنا وحدي معكي،

عبد الحميد عبود رحالة فلسطيني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أيهما حطم الانسان، الله أم الانسان نفسه؟
salah amine ( 2015 / 5 / 9 - 20:31 )
لقد خلق الانسان، الله، من أجل تحطيم أخيه الانسان. لقد صور له قوة خرافية، لا حول لها لها ولا قوة، وتحدث باسمها، وقتل واغتصب باسمها، وفعل جميع المنكرات بها، منها هذا الموضوع الذي تفضل الأستاذ عبد الحميد عبود، بمعالجته. لقد ارتكب الانسان أكبر خطيئة في حياته عندما خلق هذا المارد الخيالي. لو لم يكن الله مخلوقا لما سكت والناس يتحدثون باسمه، لو لم يكن الله مخلوقا لرفض هذه المعتقدات البالية، ورفض تلك القوانين الظالمة حيث تمجد العنصرية والاستغلال واللامساواة، وحق الانسان في الحرية والتمتع بحياته كما يشاء وكما يريد، ومنها الحرية الجسدية طبعا. أننا ننتظر بفارغ الصبرأن يخرج هذا الله من عقلنا ومن شعورنا حتى نتحرر من الكوارث التي نسبت اليه

اخر الافلام

.. رغم إعاقتها أثبتت ذاتها في مجتمعها وتسعى لتعليم غيرها


.. 3 شابات تحرزن جائزة الشعر الكردي للشباب




.. حرية الملونين عنوان مسيرة يوري كوتشياما


.. تضييقات ومحاكمات العمل الصحفي في تونس بات جريمة




.. الصانعة آسية جميل