الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية

كريم كطافة

2005 / 9 / 30
الصحافة والاعلام


لقد اشتكى السيد (حبيب الصدر) مسؤول شبكة الإعلام العراقية، التي أُريد لها أن تكون بديلاً وليس وريثاً لوزارة الإعلام العراقية، في لقاءه مع السيد (رئيس الجمهورية) وبالفم المليان من ضغط وتدخلات في شؤون وشجون الشبكة. وقد تفاعلت تلك التصريحات أثر ذلك اللقاء، لتخرج منها رائحة شواط، ليس من الصعب معرفة مصدره. تبين أن السيد رئيس الوزراء والمتحلقين في دائرته، يحاولون جعل الشبكة تأخذ دورها كأي وزارة إعلام عربية في خدمة من يحكم. وفحوى المشكلة هو لغوي قاموسي كما يبدو لي، لعل السادة لم يهتدوا بعد إلى الفرق بين الوريث والبديل. إذا كان البديل يستبدل الشيء بغيره فالوريث يتورثه بكل جيناته السيئة والحسنة.
هكذا يشتد أوار الصراع الخفي والمعلن بين أن تكون الشبكة جزءاً من المحاصصة الجارية على الأرض أو أن تكون فوق المحاصصة (فوق الاتجاهات والميول). لكننا، راقبنا وشاهدنا كيف تحولت القناة وبالتدريج من اللون البنفسجي (العلاوي) الذي كانت عليه قبل الانتخابات الأخيرة، إلى اللون الأسود (الشيعي)، الذي يُراد لها أن تتقمصه إلى الأبد وكأنه لون العراق الوحيد. واضح أنها دخلت خيمة المحاصصة، ولا أدري أين وضعوا تصنيفها؛ هل هي ضمن الوزارات السيادية التي يتقاتل عليها المتنافسون أم ضمن الوزارات التافهة التي تعطى لهذا أو ذاك من باب الترضية، وإذا كانت سيادية هل سياديتها من الدرجة الأولى أم من الدرجة الثانية، وإذا كانت تافهة هل هي بتفاهة وزارة الثقافة مثلاً أم بتفاهة وزارة شؤون المرأة..؟.
هذا الأمر بالتحديد يجعلنا نخشى من قوادم الأيام، ماذا سيحدث بعد الانتخابات القادمة.. هل سنشهد بلوى البلاوي.. !!؟ أفترض، والافتراض مو حرام؛ أنها قد ترسو بعد الانتخابات القادمة لتكون أنفالاً خالصة للتحالف البعثي-السلفي، الذي يجري الإعداد له على قدم وساق. عندها، وحسب المنطق السائرة عليه الآن، سيجبرونها مجدداً على تقمص اللون الجديد، رغم أني لم أعرف بعد ما هو لون (البعث) الحقيقي من بين الألوان. حينذاك، سيراقب المشاهد العراقي وهو مالكها المفترض قانوناً، عملية متدرجة من الانتقال، تبدأ باختفاء الأناشيد الحماسية التي تتغنى الآن برموز الشيعة الدينيين والدنيويين، لتحل بدلها أناشيد ما زال طعمها المر عالقاً في ذاكرتنا. أناشيد أم المهالك وفيلق الفيالق وأمة الأمم وجامع الجوامع ورجل الرجال وفلتة الزمان.. وها يا سعد يا جدنا.. وبدلاً من البرامج التي تعمل على إدامة ذاكرة الشعب العراقي التي تقدمها قناة (العراقية) الآن؛ مثل برنامج (الذاكرة)، الذي يسعى لأرشفة وتوثيق 35 سنة جريمة مستمرة وقتل جماعي بحق العراقيين على أيدي البعثيين وبسببهم.. سينعشون ذاكرتنا بتلاوة مسلسل جديد، يكون معمولاً على غرار مسلسل (الملف) للسيد (فيصل الياسري) صاحب التحويشة التي فتح بها قناة (الديار) الفضائية، المسلسل الوثائقي الذي قدم انتفاضة 15 محافظة عراقية من اصل 18 محافظة سنة 1991، على أنها زوبعة غوغاء وعملاء ومجرمون ورعاع يقابلهم على المتراس الآخر بعثيون شرفاء ووطنيون..!! سيعمل البرنامج على تقديم كل الشعب العراقي هذه المرة على أنه عميل للاحتلال الأمريكي والموساد الإسرائيلي والماسونية والشعوبية والشعبوية.. فقط لأنه لم ينصر القائد في حفرته الدورية. ليعملون لاحقاً على تبديل عنوان البرنامج الراهن (الإرهاب في قبضة العدالة) والذي تحول في الحقيقة إلى إرهاب للمواطن عبر إدارته وتقديمه بأضعف وأسوأ الوسائل الفنية.. سيستبدلونه ببرنامج جديد سيكون عنوانه (القاضي في قبضة السياف). وحتى لا نضجر ستتحفنا القناة كل ليلة وقبل النوم بأدعية وقصص قادمة علينا من كهوف (تورا بورا) وقال الراوي وأردف الواوي. حينها سوف لا نفكر حتى بالاحتجاج، احتجاج على من ولماذا.. ألم تكن القناة علاوية ثم تحولت إلى شيعية، لماذا لا تتحول إلى بعثية- سلفية.. هل حظ البعثيين عاثر.. لو تمويلهم ناقص..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب