الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة للنقاش : نحو مرجعية جامعة للشعب الفلسطيني

خالد خليل

2015 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


لقد نجح اعداء فلسطين ليس فقط بتمزيق فلسطين وإنما ايضا تمزيق وتفتيت التمثيل الفلسطيني والوحدة السياسية ، حيث لم تعد منظمة التحرير ممثلا وحيدا وشرعيا وكذلك السلطة الوطنية اصبحت تمثل فقط جزءا من الشعب وجزءا من الارض.
هذا التمزيق التدريجي للوطن والقضية الوطنية هو نفسه السبب الرئيسي في تراجع القضية المتواصل منذ البدايات الاولى للحديث عن تسوية.
القيادات الفلسطينية على اختلافها تعاني من ازمات بنيوية ادت الى ازمة ثقة مع الجمهور الفلسطيني. وهذه القيادات اخفقت في احياء القضية وسلمت بالأمر الواقع المفتت والممزق. القيادات نفضت يدها منذ عقود عن الداخل وها هي في الطريق لنفض يدها عن الشتات.
الوسيلة الوحيدة لتجدد القضية الفلسطينية هي اقامة اطار فلسطيني جامع يتجاوز الجغرافيا والكيانية. هذا الإطار او الحزب يجب ان يجمع كل فلسطيني يدافع عن حق العودة ويطالب بالحرية للأرض والشعب.
هذا الحزب يتجاوز التعصب الحزبي والإيديولوجيات ويسمح بالإبقاء على الانتماء لحزب وطني آخر.
هذا الحزب هو حزب الثوابت التي تمثل كل الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده والعضوية مفتوحة لكل من يؤيد هذه الثوابت وهو حزب وطني قومي وأممي ويهدف الى تجنيد الملايين في صفوفه من جميع المشارب والانتماءات الفكرية بدون حدود أو قيود سوى دعم الثوابت المذكورة : الحرية لفلسطين وشعبها وعودة لاجئيها.
هذا الحزب تطوعي ويخوض اعضاؤه نضالات على كافة المستويات كل بحسب مكان تواجده وإمكانياته المتاحة محليا ودوليا.
الانطلاقة من الداخل الفلسطيني
وإذا كان المفاوض الفلسطيني وافق مرغما او راضيا في اتفاق اوسلو على اعتبار فلسطينيي الداخل شانا إسرائيليا ، فان التطورات النوعية المتتابعة للحركة الوطنية في الداخل نسفت من حيث المبدأ هذا الاعتبار وكرست مسالة الهوية والانتماء والتلاحم الفلسطيني ، وظهر ذلك في الاحداث والحراكات والنضالات التي تواصلت منذ ذلك الحين وما زالت ونذكر منها على سبيل المثال يوم الارض وهبة اكتوبر والاحتجاجات ضد عدوان اسرائيل على لبنان في تموز عام ٢-;-٠-;-٠-;-٦-;- والمظاهرات الكبيرة التي عمت المدن والقرى العربية اثناء العدوان على غزة عامي ٢-;-٠-;-٠-;-٨-;- و ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;- والعدوان على غزة عام ٢-;-٠-;-١-;-٢-;- والحرب الاخيرة عام ٢-;-٠-;-١-;-٤-;-.
مقابل هذا الزخم النضالي لفلسطينيي الداخل الذي زادت في تكريسه تلك المحطات تحاول اسرائيل جاهدة مواصلة سياسة التمزيق والتهميش والعزل ضدهم من خلال استعمال اساليب القمع والعقاب الجماعي من اعتقال وتضييق وهدم ومصادرة للأرض والحقوق، الامر الذي قد يؤدي احيانا لتراجع او نكوص في العملية النضالية ، خاصة في ظل غياب مرجعية شاملة للشعب الفلسطيني والتركيز فقط على وجود مرجعيات مناطقية مثل لجنة المتابعة في حالتنا نحن فلسطينيي الداخل او السلطة الوطنية في الضفة والقطاع او ان شئت منظمة التحرير التي اصبحت مغيبة كممثل شرعي ووحيد للشعب في كافة اماكن تواجده كما كانت معرفة قبلا.
الحديث عن هذه المحطات ودلالاتها يؤكد ضرورة التأكيد على العودة للحديث عن استراتيجية فلسطينية جديدة تقع في صلبها مسالة تشكيل او اعادة تشكيل مرجعية وطنية شاملة لكل اجزاء ومناطق الشعب الفلسطيني تحافظ على الثوابت الوطنية لهذا الكل . مرجعية من هذا النوع ضرورة ملحة ولا بديل عنها خاصة وان شعبنا الفلسطيني موزع على مناطق منفصلة قسرا عن بعضها ، والمرجعية الوطنية الجامعة المتمسكة بالثوابت التاريخية غير القابلة للاختزال هي الضمان للانتصار مهما طال الزمن وهي السد المنيع امام اي انزلاق او انحراف سياسي قد يطرأ في اي مرحلة من المراحل حتى تحقيق هذا الانتصار لفلسطين وعلى كل الصعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا