الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء القص في سرد المزار للقاص عباس الحداد

مؤيد عليوي

2015 / 5 / 10
الادب والفن


بناء القص في سرد المزار للقاص عباس الحداد
ضمن القصص التي
نشرتها صحيفة (الأديب )الغراء في عددها (37) يوم 13 أب 2008 والخاص بالقصة القصيرة العراقية لأجيال الكتابة القصصية ما بعد الستينيات وكانت المزار ( للقاص عباس الحداد) –من التداعي – أو الحوار الداخلي للشخصية.
لقد تناولت هذه القصة ، بتفحص ،وبروية دونما عجل من أجل الإمساك بالنص ، من رأسه أسلوبيا ، ومن قبله بنيويا ، نفسيا فتداخلت المسكات تحت مشرط النقد / التحليل ، لينتج تقسيم جسد القص الى المقروءات الآتية :
المقروء الرئيس : يحمل إشارات دلالية تنفتح على المقروءات العامة ، وبهذا يكون عمود الخيمة في أداء دوره كما يؤدي السبب /الوتد /نسيج الوبر ، دوره في بناء خيمة السرد، وفي (المزار) القصة نجد المقروء الرئيس يبدأ من أول عبارة في النص: (( حتى هذه اللحظة لا اعرف كيف تطور الأمر ....)) وينتهي بـ (( .... لا اعرف ماذا افعل ولمن التجئ في موقف كهذا ؟ كان ملاذي ، وأنيسي)) .
المقروءات العامة
1- التمهيد :
أما المقطع السردي بعد المقروء الرئيس وقبل المقروء الأول ، فقد مثل تمهيدا للمقروءات اللاحقة بعده، بقصدية معرفية – إيضاحية – تحمل تاريخ (سلمان) وصفاته الجسدية ، وانه ذا عاهة ، كما تكشف تلك القصدية بداية علاقة (سلمان ) بـ (بنت الشيخ سادن المزار) الشخصية الرئيسة في السرد ،قبل تفجر صراعها معه .
فيبدأ التمهيد من (( بعد وفاة والدي بقينا في البيت الكبير وحدنا....)) ، وينتهي بكلام أم سلمان (( .... خذه يا يشيخ سيكون بإذن الله عونا لك، فهو يتيم وذو عاهة، وأنا امرأة مريضة ولن أعيش له طويلا )).
2- المقروء الأول:يبدأ بـ((نشأنا كصديقين حميمين...)) وينتهي بـ(( .... عما عزمت عليه) ).
3- المقروء الثاني: يبدأ بـ (( آه لتلك النظرة التي بقيت لسنين عدة.... )) ، وينتهي بـ (( .... أخذت السكين من يده وغرستها في قلبه )) .
4- المقروء الثالث: يبدأ بـ (( لماذا يتجاهلني، ألا أثيره...)) وينتهي بـ (( .... في دقائق معدودة أنهيت حياته، حياتي، هكذا وبكل بساطة )).
5- المقروء الرابع: يبدأ بـ (( لم يصدق المسكين أن الدم....)) وينتهي بـ(( .... وما لبث أن سقط منكفئا على وجهه جثة هامدة لا روح فيها )).
6- الخاتمة: وتبدأ بـ (( مضت السنين على ذلك....)) وتنتهي بـ (( .... عندها تتعثر الكلمات
7- على لساني وتلتوي ، فأعدو خارج البيت بحثا عن فسحة ضوء تهدئ أنفاسي الملتهبة )) وبالخاتمة ينتهي السرد.
ترتكز / ترتكن هذه المقروءات العامة على المقروء الرئيس بتواصل لغة التداعي ، عبر خيوطها الدلالية لتنتج/ تلد اللغة السردية بنية قصة التداعي – الدائرة النفسية / الحلقة اللغوية الكبيرة والمغلقة – داخل شخصية (المرأة ) سادنه المزار الشخصية الرئيسة ، ومن لغة التداعي / مفرداتها المؤثرة في بنية النسيج اللغوي للسرد : مفردة (العين) أو (العينين) ، وما يتصل بهما من أفعال ، وارتباطها بالحدث،المواقف ، ارتباطا متوا شجا بإحساس الذنب (القتل) الذي سببه خيبة أمل المرأة السادنة بعدم تحقيق رغبتها من (سلمان ) المقتول إذ نلحظ في توزيع هذه المفردة (عين) على المقروءات باسترسال التداعي في سرد الحدث ، الموقف –مقتل سلمان – من خلال استذكار الموقف بمؤثر ، محفز خارجي –العين – في جميع المقروءات كالأتي :
أ‌- المقروء الرئيس: الذي مثل البنية التحية للسرد ، والتي تحمل استشارات تنفتح على بنيةالمقروءات العامة ، ومن تلك الإشارات المتواشجة مع الحدث ،الموقف (قتل سلمان) ، مفردة (عين) أو ( عيني المرأة القاتلة ) وهي تتوسل دموع عينيها من اجل أن يباشرها (سلمان ) أو تباشره هي رغبة جسدية –سبب مقتل سلمان - .
وقد جاء في المقروء الرئيس: (( وللحظة قبل إنهاء الأمر فكرت أن بعض قطرات من الدمع على الخدين سوف يجعله يلين.... إلا أن عيني لم تجد بما تمنيته )) فالمفردة (عين) مرتبطة بالحدث /الموقف ، وهي آخر وسيلة حاولت المرأة استعمالها مع (سلمان ) قبل قتله.
إذ سترى أن هذه المفردة أو ما يتصل بها متكرر في المقروءات العامة متواشجة بالحدث نفسه / سلمان وكل ما يثر التداعي عند المرأة لارتباطها العميق بالحدث مما يجعلها ثيمه لغوية ذات دلالات سياقية ،أثرت تأليفيا /اتحاديا (فدراليا) في بنية السرد اللغوي .
المقروءات العامة
ب‌- التمهيد: ((.... يوم جاءت والدته، ورجت والدي بعييتين ضارعتين...)) وكما قدمنا التمهيد كان بقصدية معرفية .... فالعينين هنا لام سلمان تتوسل والد المرأة ، إذ الجو النفسي ذاته –التوسل- المرتبط بمفردة (العين) في المقروء الرئيس مع اختلاف الغاية طبعا ، وبهذا يكون التمهيد همزة الوصل ، نقلة بين جو نفسي واحد (التوسل) من جهة ما ، والحدث نفسه المرتبط بمفردة (العين) من جهة النظر ، وكلام العينين في الحدث ذاته ، فتأخذ مفردة (عين ) دلاله سياقية أخرى داخل سرد المقروءات العامة وهي المواجهة بين (سلمان /المرأة) أو (المرأة /سلمان ) Face to face .
ج- المقروء الأول : ((... وعيناه الحائرتان ، المندهشتان تحاولان جاهدتين أن تثنياني عما عزمت عليه )) إذ يتجلى أمامك ارتباط (عيني سلمان )بالحدث داخل المقروء الأول .
د- المقروء الثاني: (( آه لتلك النظرة ....)) / (( .... ولكن عندما أحطته بذراعي القويتين ، وجسدي كله يرتجف التمعت عيناه بذلك البرق المؤلم )) / (( ... كان يرى اضطرابي )) / (( .... تأملته طويلا وأنا ارتعد شهوة وألما )).
وهنا من خلال حاسة النظر / أداتها وما يتعلق بهما من أفعال : يرى / التمعت عيناه ، تأملته ، هنا مواجهة علنية في صلب الحدث الذي جاء مختصرا في هذا المقروء متواشجا بجذور البنية التحتية للسرد (المقروء الرئيس) من خلال توسل المرأة ودمع عينيها من جهة التداعي عندها –الحلقة الأولى – في الصراع .
هـ- المقروء الثالث : (( .... ولكن عندما لمحت عينه تلتهمان جارتنا فاطمة... )) (( .... لمحت عينيه تتلصصان علينا من ثقب الجدار....)) / (( ... تكرر تلصصه ...)) / (( .... أما أنا المتواجدة أمامه،ليل ، نهار فلم أر منه تلك النظرة المليئة بالشهوة ....)) . فثمة ثنائية في استعمال (العين) أو ما يتصل بها من أفعال... (فالمرأة ) ترى من خلال الأفعال ( لمحت ، لم أر ) دلالة نظرها الى تلصص (سلمان ) وتكرار التلصص أي أنها ترى عيني سلمان : التي حركت شهوتها فجأة وكانت السبب في تفصيل الحدث .
ثم تأخذ الأفعال المتصلة بـ (العين ) مأخذا آخر في الحدث إذ لم تر (المرأة ) (سلمان) ينظر إليها بتلك الشهوة في عينيه التي نظر فيهما الى جارتها (فاطمة) كما في آخر المقروء الثالث –أطول المقروءات - : (( .... وحرصت على أن يرى سلمان ....)) ، (( ..... وأنا امني النفس إنني سأرى العينين المتلصصتين ....)) ، فأخذت مفردة (العين) مأخذ اليأس من (سلمان ) وقد ارتبطت المفردة بهذا المعنى من المقروء الرئيس إذ لم تجد عيناها عليها بالدمع وهي تتوسل (سلمانها ) .
و- المقروء الرابع: لم ترد مفردة (العين) في هذا المقروء أو ما يتصل بها ، لانتهاء سرد الحدث في قصة التداعي للمرأة –الحلقة الأولى- بعد تفصيله في المقروء الثالث .
ز- الخاتمة: ((.... فما أن الحظ بريقا لامعا في عيني أحداهن حتى تومض في ذهني ليلة نهاية أيلول ....)) .
فتكشف الخاتمة سر التداعي عند الشخصية الرئيسة –المرأة – وان هذا السر هو(العينان ) التي تذكرها بعيني الضحية (سلمان) مثلما تقدم من المقروءات ... ، خاصة الأول والثاني والثالث .
وبهذا التداعي ينفتح المقروء الرئيس / البنية التحتية في السرد على بقية المقروءات بكل ما فيه من زمكانية القص / الحدث أو الموقف / الصراع ،داخل الشخصية الرئيسة (المرأة) .
أما زمكانية القص بحسب المقروءات فهي :
المقروء الرئيس : وفيه الزمان داخل القص : (( كانت ليلة من ليالي نهاية أيلول ، ليلة غاب فيها القمر حاولت أن أتنفس بعمق )) ، والزمكانية معا في (( ليلتها بقيت جالسة على حافة سريره )) ، والمكان في (( ورحت انقل أقدامي بالغرفة ،غرفته ))
المقروءات العامة
1- التمهيد : (( بقينا في البيت الكبير وحدنا )) / ((البيت)) / (( المزار )) والزمان (( منذ أن كان في العاشرة من عمره)) .
2- المقروء الأول : ((لكن في تلك الليلة التي غاب فيها القمر )) وهنا تنافي لفظي دلالي بقصد فني للزمان في المقروء الرئيس : (( الليلة التي غاب فيها القمر )) ، غايته أحداث استرجاع الزمان في المقروء الرئيس في ذكراه المتلقي لأحداث تواصل بينهما مما يحدث تداعي من نوع جديد غير المكتوب في القصة داخل ذاكرة المتلقي السلطوي وتأنيبه بتذكيره بجرائمه ضد الشعب العراقي لا سيما أن كتابة النص كانت عام 1998أما المكان (( تركته في غرفته )) تقابل (( ورحت انقل أقدامي بالغرفة غرفته )) مجمل زمكانية المقروء الأول تتصل بالحدث والصراع والشخصية الرئيسة (المرأة ) والشخصية الثانية الرجل (سلمان ) في المقروء الرئيس والمقروءات اللاحقة للمقروء الأول .
3- المقروء الثاني: (( آه لتلك النظرة التي بقيت لسنين عدة تقلق راحتي )) والمكان: (( البيت )) / (( المطبخ ) ).
4- المقروء الثالث: (( أنا امرأة تجاوزت الثلاثين من عمرها )) / (( جسدي الذي يتمرد في بعض الليالي )) / (( أما أنا المتواجدة أمامه ليل ، نهار )) / (( وفي تلك الليلة السوداء)) .
أما المكان ففي (( البئر القريبة من مقام النبي أيوب )) / (( لمحت عيناه تتلصصان من ثقب الجدار الذي يفصل بين غرفتينا )) / (( انقل الماء الى غرفتي )) / (( خرجت من غرفتي كالبوة الجريح )) / (( دخلت عليه غرفته وكان يستعد للنوم )) .
وهنا تفصيل لسبب تداعي الموقف / سبب مقتل (سليمان) / زمان الموقف ومكانه.
5- المقروء الرابع : (( يده ليمسك عمود سريره)) .
6- الخاتمة : (( مضت سنين على ذلك )) / (( ليلة نهاية أيلول )) / (( جوف الليل بهيم )) / (( فأعدو خارج البيت بحثا عن فسحة ضوء تهدئ أنفاسي الملتهبة )) .
لقد أخذت الزمكانية في النص موقعا مهما من السرد ، تارة في إشارة مشتركة ، وتارة زمانية أو مكانية كل على حد ، وبعد ما تقدم من وجودها في المقروءات ، نجد أن السرد يمتلك خيوط الزمكانية ... كأحد أهم خيوط التداعي المترابطة بالحدث / ليكون إشارة دلالية عن الحدث / الموقف داخل عملية التداعي –سرد القص- كما يأتي :
المقروء الرئيس : من الكلمات المقروءة يتحرك السرد حول الحدث/ الموقف (مقتل سلمان) بتداع يأخذ مفهوم أسئلة مرة تدور في نفس (المرأة ،سادنة المزار ، القاتلة ) ومرة حول سبب الحدث والموقف –الشهوة / الرغبة المستفيقة بنظرة من (سلمان ) لغيرة السادنة ) ومرة إحساسها يجلد الذات لما أقدمت عليه ولم تستطع تحقيقه ، إذ ينقل التداعي إنها كانت عارية تماما عندما رأت جسدها شاحب اللون : (( لمحت جسدي في انعكاس المرآة وقد شحب بشكل فظيع )) .
1) التمهيد : معلومات تعريفية بـ (سلمان / المرأة ) خالية الوفاض من أية علاقة بالحدث.
2) المقروء الأول : لقطة صورت آخر لحظة الجريمة (مقتل سلمان) إذ (( تركته في غرفته شبه عار والسكين مغروس في قلبه)) وهذا النوع من السرد يكشف خيط من الحدث –آخره- ليدفع فضول القارئ –المتلقي الى مواصلة التلقي بشوق أكثر – أي أن علاقة المقروء الأول بالحدث تمثل تمهيدا له ، بعد أن مثله التمهيد مقروءا مهما لسرد المقروءات العامة معرفيا ، في جانب الشخصية القصصية . ومن الممكن أن يكون المقروء الأول وحده قصة قصيرة جدا
3) المقروء الثاني : اختصار الحدث الموقف (مقتل سلمان) .
4) المقروء الثالث: تفاصيل الحدث، ومن الممكن أن يكون قصة قصيرة جدا.
5) المقروء الرابع: نهاية الحدث مرتبطة بالمقروء الثاني، بمعنى: المقروء الثاني + المقروء الرابع = قصة قصيرة جدا.
6) الخاتمة : لا وجود للحدث إنما أحساس المرأة وتداعياتها بعد سنين من الحدث الموقف ، مرتبط بالزمان أولا – الزمان الواقع في النص- أي زمان الحدث أثناء السرد- التداعي فالزمان اخذ سيمائية سردية تتكرر مع كل مقروء مقرونا بالحدث أو إشارة إليه فالليلة التي غاب فيها القمر = ليلة سوداء= ليلة من ليالي نهاية أيلول ، مما جعل المرأة تتذكر وتتداعى في (( ليل بهيم )) من البيت وتعدوا بحثا عن فسحة ضوء أما المكان في الخاتمة فهو البيت الذي يمثل كل ما يتصل بالحدث من مكان في القصة (غرفة سلمان) / فرغتها / ثقب الجدار بين غرفتها وغرفته ) / والمطبخ والسكين أداة الجريمة .ومن الممكن أن يكون المقروء الرئيس / الخاتمة ، قصة قصيرة جدا .
إذا أنتج السرد في قصة (المزار )للقاص عباس الحداد على وفق التقسيم أعلاه زمكانية / حدثا نسيجا لغويا من التداعي لا يخلو من الصراع الذي هو صميم مرتبط بالحدث برمته في واقع السرد ، والصراع هنا مرتبط بكل ما تقدم من التحليل ، إلا انه ينقسم الى قسمين :
صراع نفسي (صراع المرأة) مع نفسها بعد الحدث / الموقف وهو الدائرة /الحلقة الأولى / الكبيرة بالنص والذي نسميها بالتداعي ، ويكون داخله صراع نفسي ثان نتعرف عليه إثناء السرد ، بسبب الحدث/ الموقف في النص / السرد ليكون الصراع الثاني / الحلقة الثانية ، وهو على قسمين كما في نقطة (2) .
1- صرع داخل النص / السرد:
أ‌- صراع (المرأة ) من اجل تحقيق رغبتها الجسدية مع (سلمان) الذي أحجم عنها في إثناء السرد.
ب‌- صراع (سلمان) وإحجامه عن (المرأة) على الرغم من رغبته الجامحة اتجاه غيرها من النساء أي انه لم يكن عفيفا إلا معها وهذا ما دفعها الى قتله ونهاية ألصراع .
وهاتان الحلقتان من الصراع يمكن توضيحهما على الشكل ( رقم 1):




وبحركية الصراع داخل النص / السرد /التداعي من الحلقة ( 2ـب) يتصل بالحلقة ( 2ـ1) مكونا خيوطا في نسيج اللغة السردية مع الحلقة الأولى (1) عبر قنوات الحدث/ الزمان / المكان/ الزمكانية في كل المقروءات سمة أسلوبية هي : فنية حبك عناصر السرد باستعمال التداعي .
في بعض لغة السرد
أولا : الفعل الماضي (كان) ورد (11) مرة في السرد / (2) بصيغة الفعل المضارع + لم بدلالة الماضي ، موزعا على المقروءات كما في الجدول ذي الرقم 21) .
ت المقروءات الفعل الماضي (كان) حرف الاستدراك(لكن)
1 المقروء الرئيس 4 1
2 التمهيد 2 -
3 المقروء الأول 1 1
4 المقروء الثاني 1+ لم يكن 1
5 المقروء الثالث 1+ لم يكن 1
6 المقروء الرابع 1 -
7 الخاتمة 1 -


لقد تكثف الفعل الماضي (كان) (4) مرات في المقروء الرئيس ، ليمنحه دلالة الماضي مع دلالة تراكيب الجمل الأخرى ، على الماضي ،وليفيد السرد شكل التداعي أو ليقع المتلقي في الحلقة الأولى من الصراع النفسي الذي هو عملية استرجاع الحدث من ذاكرة الشخصية الرئيسة (المرأة ) ،فأفادت بنية اللغة في المقروء الرئيس من كثافة الفعل ( كان) لدلالة الماضي في المسترجع من الذاكرة ليكون مضمونا سرديا سرعان ما اخذ شكل التداعي .
ثم يقل الفعل الماضي (كان) تدريجيا في المقروءات العامة حيث التمهيد (2) / .... ، وبعد ان اخذ التداعي يبث حياته داخل المتلقي من خلال دلالة تراكيب الجمل بلغتها السردية ومن خلال استعمال الفعل (كان) أخذت المقروءات المتبقية تكتفي بفعل واحد .
ثانيا : تكرار حرف الاستدراك (لكن) في السرد(4) مرات كما في الجدول ذي الرقم (1) .
مثل حرف الاستدراك (لكن) في السرد برمته استعمالا لغويا خاصا في الحدث/ الموقف الذي بنيت عليه القصة بأسلوب التداعي ، فكان موجودا في المقروء الرئيس والمقروء الأول –التمهيد لتفاصيل الحدث فقط- كما اشرنا لذلك ، والمقروء الثاني ، وبداية المقروء الثالث قبل الولوج الى تفاصيل / أسباب الحدث/الموقف ، أما خلو المقروء الثالث بعد البداية من حرف الاستدراك (لكن) جاء نتيجة حتمية في السرد إذ كان الاستدراك في المقروءات السابقة إشارة لغوية مرتبطة بالتمهيد للحدث، ذات دلالة نصية في أسلوب التداعي لذا يمكن عد حرف الاستدراك واستعماله إشارة (سيمائية) في النص تحمل دلالة الاقتراب من التفاصيل والكشف عن سبب التداعي إذ كلما اقترب المتلقي من التفاصيل في المقروء الثالث يزاح من ذاكرته القرائية اثر الاستدراك الذي مر عليه في المقروءات السابقة لزحام التفاصيل في المقروء الثالث وعدم تكرار(لكن) مرة أخرى في المقروء الرابع /الخاتمة .
اقتراح / ملحوظة:
لو كان حديث (أم سلمان) الذي بين قوسين باللهجة العراقية المحلية ليميز شخصيتها الثانوية وليعطي نكهة عراقية تميز سرد قصة المزار (للقاص عباس الحداد) عن غيره من القصاصين العرب .

- بعض السمات الأسلوبية في السرد .
1- تم توظيف مفردة (عين) في بنية اللغة السردية توضيحا فنيا وأداة ناجحة في خلق دلالات سياقية مؤثرة في بنية التداعي.
2- فنية حبك عناصر السرد باستعمال أسلوب التداعي.
3- من الممكن جعل المقروءات التالية قصصا قصيرة جدا .
أ‌- المقروء الرئيس +الخاتمة.
ب‌- المقروء الأول فقط .
ج- المقروء الثاني + المقروء الرابع.
د-المقروء الثالث فقط .
4- مثلت لغة السرد وتراكيبها أسلوبا خاصا بالقاص عباس الحداد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي