الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخلف من جعلني انحاز

فريد جلَو

2015 / 5 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


الزمان : اواخر عام 1963
المكان : مدينة المنصور في بغداد
على اليمين دار حديثة لموظف عصامي انتقل اليها حديثا مع عائلته وانا احد افرادها , وعلى اليسار عائلة مكونة من زوجين شابين وطفل في ربيعه الثالث اسمه ( مخلف ) وهي ايضا انتقلت حديثا من لواء الدليم وبنت لها عشا مكون من غرفة واحدة من اللبن ومسقفة بجذوع الاشجار وسعف النخيل ,اما اليمين واليسار فممكن ان يتبدل عندما يستدير الانسان , احببت مخلف بشكل غريب , لهذا تقربت من العائلة بعد ان صادف انَ مخلف ابتعد عن ذلك الكوخ مطاردا دجاجته الوحيدة وفزعت امه لابتعاده كثيرا ولم تعرف اين هو ولكني كنت اراقبه فلبيت نداء استغاثتها وركضت وراء مخلف لأعود به مع الدجاجة , وكان ان حظيت في مساء ذاك اليوم بتكريم ابو مخلف لي واستضافني في عشهم المتواضع وتفاجئت بوليمة كانت الدجاجة ضحيتها , وكما عبر الأب انها بمناسبة سلامة مخلف , ومنها بدأت زياراتي المتكررة لتلك العائلة , وفي يوم ممطر كنت اجالسهم واذا بالمطر ينفذ من السقف ليستبيح كل المكان حتى اغطيتهم , وخرج ابو مخلف في ذلك المطر ليردعه عن استباحة عرينه وخرجت انا عائدا الى قصرنا ( بمواصفات ذلك الزمان ) لأجد الدفأ والشاي الساخن وفراش وثير دافئ .

اليوم التالي
خرجت من باب المدرسة لأجد ابي في سيارته ينتظرنا انا وأخوتي مع ضيف حل علينا في الايام الاخيرة وهو عمي البروفيسور ذو الجنسية الامريكية , جلست الى جواره وكعادتهم اخذ يمازحني وايضا يسألني عن المدرسة ونشاطي الصفي وبكل فخر قدمت له دفتر الأنشاء حيث حصلت على درجة كاملة في موضوع عن المطر , وبعد ان امعن في قرائته التفت الى ابي ليقول له ( احذر ان ابنك سيكون من الجماعة مستقبلا ) واذا بأبي يرد : ( طبعا عمامه منو ..خواله منو ) لم افهم مغزى ذلك الحوار لكني اعلم ان احد أعمامي المسجون بتهمة سياسية قد اطلق سراحه قبل فترة وجيزة , اما خالي فلم يطلق سراحه وهو متهم بنفس التهمة .
اما من يشاء ان يعرف ماذا كتبت عن المطر فقد شتمته بأدب شديد لأنه هو والشتاء اعداء الفقراء , فبالأمس قد اقتحم عرين ابو مخلف وللقصة بقية .
تفاجئت بعد ايام من ذلك الحادث ان ابا مخلف وعائلته قد هاجروا مرة ثانية فجأة ولم اعرف وجهتهم , وبعد ايام جاءت سيارة الى المنطقة تحمل ثلة من المسلحين يسألون عن ابي مخلف ويهددون بأن من يعرف شيئا عنه ويكتمه سيعاقبونه بشدة وميزت شيئا غريبا يشتركون فيه وهي خرقة خضراء يضعونها على زنودهم , وتجرأ خباز المنطقة ليسألهم عمَا فعله ذلك الرجل فأجابوا بأنه شيطان احمر خطر ثم رحلوا بعد ان اطلقوا بعض العيارات النارية في الهواء .
الا يستحق مخلف ان انحاز له وامثاله من الفقراء ؟؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا