الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ومن .. يساند الإحتلال

محمد محبوب

2005 / 9 / 30
الارهاب, الحرب والسلام


منذ سقوط سروال القائد الضروره في التاسع من نيسان أبريل عام 2003 ونحن نطالع يوميا سيلا كثيرا من التصريحات الحكوميه وغير الحكوميه والمقالات والتحليلات , الجميع يلعن الإرهاب ويعلن البراءه منه , و أشهد الله إن لا أحد يمتدح الإرهاب لا من المشاركين في العمليه السياسيه الجاريه ولا حتى من المعارضين لها , ولم يرتفع صوت في العالم العربي مباركا الإرهاب لا رسمي ولا شعبي , والشهاده لله فأن السيد عمر موسى مالبث يكرر تصريحه الشهير ( لازم ندين أوي ) , وكذلك الأشقاء في سورية لاينفكون من لعن الإرهاب ومطاردته على الحدود مع العراق وكذا الحال مع السعودية وأيران والأردن ووو.

وهكذا لاتوجد مشكله , الإرهاب منبوذ ومدان , وهو ماأكده كذلك الشيخ حارث الضاري حيث يصدر عن هيئة علماء المسلمين يوميا الكثير من التصريحات الصحفيه التي تدين الإرهاب.

لماذا يئن المواطن أذن ! لماذا تبكي الإمهات والزوجات الثكلى , لماذا يصرخ العراقيون ويستصرخون الدنيا كلها ؟!

الجميع متفقون على إدانة الإرهاب الرئيس بوش والرئيس الأسد والملك عبد الله والجماعه في أيران ودول الجوار كافه , بإختصار شديد لايوجد أحد في العالم يعتقد إن الإرهاب عملا محمودا بما في ذلك شيخ الإرهاب نفسه أسامه بن لادن, بل أكاد أجزم لو أجرى السيد عبد الباري عطوان مقابلة صحفيه مع إبي مصعب الزرقاوي على طريقة مقابلته الشهيره مع
بن لادن ووجه له سؤالا حول الإرهاب لما تردد الرجل لحظة واحده في إدانته وبطريقة أشد من إدانة الشيخ الضاري بل أكثر حدة من إدانة الدكتور أبراهيم الجعفري رئيس الحكومه العراقيه.

أين المشكله بعد ذلك ؟! من المسؤول عن قتل الأبرياء في العراق ؟!

والله لن أبالغ لا قليلا ولا كثيرا , إذا قلت أن جميع الذين يدعون للفصل بين الإرهاب والمقاومة هم مسؤولون عن إزهاق الأرواح ونشر الخراب والفوضى في البلاد ,

ولكي تتضح الصورة أكثر وأكثرعلينا أن نعلن عن هوية هؤلاء , ولن نذيع سرا إذا قلنا إن بعض الطاقم السياسي الحاكم اليوم في العراق ضالع في أعمال الإرهاب بشكل أو بآخر , وفي مقدمتهم مسؤولون من الصف الأول في الحكومة فضلا عن الأعوان والمناصرين وجوقة المطبلين من المحللين والمروجين , ومن الغريب إن عدد هؤلاء في إزدياد مضطرد ولا سيما في أوساط الحكومه.
ولكن كيف أُتيح لدعوة مشبوهة أسسها وأطلقها أيتام النظام السابق أن تحظى بكل هذا العدد من المؤيدين والأنصار في أوساط الحكومه والمعارضه على حد سواء ؟!

هؤلاء المتورطون في أعمال الإرهاب جميعا عبروا بإستفاضه أو على عجل عن تفهم مايسمى بأعمال المقاومه ضد الإحتلال والدعوه الى الفصل بين مقاومه شريفه وأخرى غير شريفه , الأمر الذي شجع على ظهور جناح سياسي لهؤلاء المقاومين وصاروا لايترددون من التحدث بأسم مقاومتهم الشريفه من على المنابر والفضائيات دون وجل أو خوف , ووصلت الوقاحه بهم حد المطالبه في المشاركه في الحكومه الحاليه المنتخبه.

في تصريح لوكالة رويتر الأخباريه أكد حاجم الحسني رئيس الجمعيه الوطنيه إدانته لإعمال الإرهاب في العراق ( لكنه ) طالب بالتفريق بين مقاومه شريفه ومقاومه غير شريفه !!

وتظل أشلاء العراقيين ودمائهم المهدوره تتسائل , هل يمتلك هؤلاء المقاومون الشرفاء سيارات مفخخه شريفه وقنابل شريفه وسكاكين شريفه , وكيف يمكن لهؤلاء الساده الشرفاء أن يستهدفوا سياره أمريكيه مصفحه وسط شارع عراقي مكتظ باللحم العراقي غير المصفح.

يؤكد الشيخ حارث الضاري وأعضاء هيئته ومجلس الحوار الوطني بأستمرار على حق هؤلاء الشرفاء في مقاومة الإحتلال ( ومن يساند الإحتلال )!!! , وهي مقاومه مشروعه في الدين والقانون الدولي ! , وهم يروجون لذلك بصوت عال والغريب إن كتلتي الإتلاف العراقي والإتحاد الكردستاني صاروا يتعاطون بشكل طبيعي مع هذه المقوله ويؤيدونها على إستحياء.

ماالذي يحدث ؟!

الحكومه المنتخبه تطلب رسميا تمديد بقاء القوات المتعدده الجنسيات وهذا يعني إن الشعب يرغب ببقاء هذ القوات!!! وفي نفس الوقت فإن الساده في الرئاسه والحكومه والبرلمان يعبرون عن تفهمهم للمقاومه الشريفه ضد الإحتلال ! ويسمحون للجناح السياسي للمقاومه الشريفه ! بحرية الحركه والترويج لهذه المقاومه التي تستهدف القوات الأجنبيه
ومن يساندها , هذه القوات التي يفترض إنها موجوده بقرار من الشعب !.

ماهذه اللعبه الدمويه ضد أمن المواطن والوطن , الحكومه المنتخبه تطلب تمديد بقاء قوات الإحتلال وفي نفس الوقت لاتتخذ أي أجراءات ضد الذين يروجون علانية لمايسمى بالمقاومه الشريفه بل صارت تبدي تفهما لمثل هذه المقاومه !.

إن على الحكومه أما أن تطلب من القوات الإجنبيه الرحيل فورا وتسحب بذلك بساط الذرائع من تحت دعاة المقاومة الشر .. يفة أو تعتقل الداعين للفصل بين الإرهاب والمقاومه وفي مقدمتهم مسؤولين كبار في الرئاسه والبرلمان وفي الحكومه نفسها.

متى يتوقف هذا العهر السياسي الذي تمارسه أطراف في الرئاسه والحكومه والبرلمان ونخب سياسيه أخرى على حساب حياة المواطن وأمن البلاد.


كاتب وأعلامي أكاديمي ومدير المركز العراقي الألماني
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر