الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبات الحلم

شذى احمد

2015 / 5 / 11
الادب والفن


كل خرس من بعد سكوتك باطل .. هكذا قالت لي بوابة الكهف الذي هربت له
كل صوم من بعد صيامك ترف. لانه كلفك اللحم والعظم
كل حفو من بعدما تقرحت رجليك في طرقات المدن المنهكة ادعاء

هاهي الايام تقول ان الخرس والصوم والتحفي ودائع سلمناها امام زنزانات القهر الذي تعيشه مجتمعاتنا،ودخلناها غير إمنين.
فنحن لم نعد الا ثعالب بائسة تطاردها كلاب صيد في ومن كل مكان

لم يبقى الكثير وان كان كل شيء على حاله
فالمادة التي لا تفنى استحدثت الدمار واستبدلت صفاتها الحياتية برذاذ الموت

حتى بقايا المتعة ـ الخردة ـ التي كنا نخبئها في جيوبنا بحثا عن بائع طيب نشتري منه حلوى امل . نهبوها من جيوبنا المثقوبة


تصحر المنطق . ولم يعد يهزك منظر الضباع والوانهم وما يتعاطونه فوق شاشات التلفاز وصفحات النت حيث يتزاحمون ويتحدثوا عن الوطن!.
صرت تسير في طرقات المدن العالمية الهانئة ـ لحسن حظك ـ وتسأل كم اساوي فانا من جنس يباد ويفنى

لم تعد حدقات العين التي تتسع دهشة وتغرق بصمت طويل تنبئك بما تفكر به وهي تسمع من اين اتيت
لم تعد تشفع لك اي كتب أوتاريخ ام اغنية وفن لتتدارك نظرة الازدراء ، بعدما اعلنك الاعلام بالصور القميئة التي تغلف شاشاته......


كل الازرار تقودك لبث مشترك . وكل الحلول معطلة الا هدير القنابل والرصاص والدم والموت
وما زالت الحياة تستمر. ويحتفى بالزائرين المبدعين القادمين من اطراف العالم الاخر

اولئك الاكثر اهمية من قطيع الشعوب التي انت منها والذي ينحر منه كل يوم قرابين لكن لا احد يعرف لاي الهه واي اجر واي نبي
المسيحي ينحر والايزيدي ينحر المسلم ينحر . وماذا لو اعترض احد تسمعهم يصرخون: لا يهمنا عدد الذبائح
فالوليمة كبيرة ، وديننا يستحق كل هذا البذخ.

وهناك في منطقة ظل خافت يهلل لمغامر اعتنق الدين الذي ينحر من اتباعه الالاف. ويضع داعية نيشان الزهو
ويعدنا بالجنة والفوز العظيم . ويلوح باشياء لا نعرف ماهي لان عيوننا مغرورقة بالدموع وايدينا منشغلة بجمع
اشلاء البضاعة المستهلكة من ذوينا ، من ولدوا مسلمين وقتلوا بلا عزاء.

لم يعد ترف الحرية والبحث عن الحقوق والمساواة ممكنا بعدما سلبت نساؤنا كل شيء الولد والشريك والبيت والغد.
لم يعد يلوح في الافق اي امل بمهاترات فجة بين كاتبة وقارئة يقفان على طرفي نقيض


لم يعد للصفيق متسع من الوقت ليخرس صوتا على النت فبندقيته محشوة برصاص مجاني ، كل ما عليه ان يطلق
كما يريد ومتى ما يريد وعلى اي صدر يريد. فالرصاص متوفر والحمد لله . والموت لا يعرف الشبع.

الم اقل لك ان كل خرس عدأ خرسك باطل
وكل صوم عدا صومك الذي حررت به امة ترف

سلام عليك وعلى روحك العظيمة غاندي اينما كنت!!!.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب