الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانفصال ومقدماته ... وعفن الاتفاقيات السرية!؟

عبد علي عوض

2015 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أمس 9/5/2015 إحتفلَت الشعوب المحبة للسلام وفي صدارتها شعوب الاتحاد السوفيتي السابق بالذكرى السبعين للانتصار على الفاشية، وبما أنّ جمهورية روسيا الاتحادية الحالية تمثل الوريث الرئيسي للاتحاد السوفيتي لكونها الجمهورية الوحيدة من بين خمس عشرة جمهورية /جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق/ ألتي أخذَت على عاتقها الايفاء بالتزاماتها الدولية في مجال مديونيتها والاتفاقات الدولية الأخرى ... فقد إهتمّتْ بذلك الحدَث العظيم وكرَّست جهود مضنية قبل أكثر من شهرّين في مجال الفن السينمائي التمثيلي والوثائقي، الملفت للانتباه أمران من خلال متابعتي للأفلام السينمائية والوثائقية الروسية... الأمر الأول هو توحّد جميع قوميات الاتحاد السوفيتي آنذاك وألتي تتعدى ألـ 140 قومية للوقوف بوجه الاعتداء النازي الفاشي الهتلري، والأمر الثاني هو الطلب الذي تقدّم به السجناء القابعون في السجون السوفيتية من أجل الالتحاق بجبهات القتال دفاعاً عن بلدهم وإنطلاقاً من إنتمائهم الوطني، فمنهم من إستُشهد في سوح القتال وآخرون عادوا سالمين يحملون أوسمة الشجاعة والاستحقاق ... /الدواعش العراقيون يخرجون من السجون بالدفاتر ويعودون مرة أخرى إلى تنظيماتهم الارهابية/. وبالنسبة لعراق ما بعد 2003، فالبلد لم يستكن بسبب نزوات حب السلطة من قبل أركان المحاصصة المقيتة وجهل وفساد القائمين على إدارة الدولة ألتي عززها وعمقها دستور صِـيغَ لخدمة أقطاب المكونات الطائفية والاثنية حصرياً، تلك الرؤوس هي التي مزّقَت النسيج الاجتماعي العراقي وأصبح الآن من الصعب توحيد الجهود لمواجهة داعش ومن يقف معها من وراء الحدود، والعراق ليس كثير الأعراق كما كان الحال مع المجتمع السوفيتي، لذا نرى فصائل الحشد الشعبي تتحرك بتوجيهات قياداتها وعشائر غرب العراق لايجمعهم جامع وقوات البيشمركة تقاتل داعش مستخدمة سياسة "قضم الأرض" بالحاق ما تسمى المناطق المتنازع عليها إلى الاقليم ... هكذا هو الحال بين مَن يريد إستغلال الظروف القائمة لتعزيز رصيده الجماهيري في الانتخابات القادمة وبين من يهرب إلى الأمام لعقد إتفاقات سرية مع تركيا... فعن أي وحدة وطن وترابه يجري الحديث!؟.
أغـربـوا عـنّـا أيها العـرب!
لا أحد يستطيع إنكار وتزييف التاريخ حول الظلم الذي وقع على الكرد وكانت خاتمته حملتا الأنفال وحلبجة، وما نتج عن ذلك من ردود أفعال سلبية في الوسط الكردي تجاه الأنظمة المتعاقبة ألتي حكمت العراق، وهذا العامل وحده لايكفي لاعلان إنفصال إقليم كردستان، بَل يجب تعبئة الشارع الكردي من خلال زرع حالة الكراهية لكل عراقي عربي. وقد أخذا على عاتقهما الحزبان الكرديان "الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني" تنشئة أكثر من جيل من الشباب الكردي يحمل عقلية (أنّ كل عراقي عربي هو صدام حسين، وإحتقار اللغة العربية باعتبارها لغة الأعداء!)، إضافةً إلى زرع مفهوم أنّ إقليم كردستان مستعمَر ويجب أن يتحرر بانفصاله عن العراق!.. لذا ليس غريباً أن نسمع عبارة " أغربوا عنّا أيها العرب" إذ أول مَن رددها متنبي الكرد الشاعر الشيوعي "شـيركو- طفحَت عرقيته على أمميته!"، في حين تعلم جيداً قيادتا الحزبين الكرديين أنَّ الكثير من العراقيين العرب دخلوا سجون العهدين العارفي والبعثي بسبب دفاعهم عن مظلومية الأكراد. نهجت الأحزاب الكردية طيلة إثنتي عشر عاما طريق البراغماتية "الانتهازية اللاأخلاقية"، فمن ناحية تدّعي إنتماءها إلى الوطن الفدرالي العراقي الموحد وعلى أرض الواقع نجد سلوكيات مغايرة لانجدها في أي نظام فدرالي بالعالم. ومادامت الأمور تسير بهذا الاتجاه فلا يبقى سوى أن يتوحد العرب والتركمان والآشوريون والسريان والكلدان ليكونوا شعباً عراقياً موحداً ويتخلصوا من ذلك العبيء /إقليم كردستان/ ويعطونه إنفصاله وعزله كلياً عن العراق لكونه أصبح يشكل عبئاً خطراً لايقل خطورة عن داعش ولأنه يمثل الذراع الطويل للموساد الاسرائيلي في العراق! ... وهنا يجب التأكيد على أنّ إنفصال الاقليم لا يشمل المناطق المتنازع عليها لأنها أراضي عراقية، لابَل حتى محافظة دهوك، فنصف أراضيها وساكنيها من الآشوريين – سكان العراق الأصلاء. وبعد إعطاء الانفصال يتوجب بناء حاجز من الأسلاك الشائكة مع منطقة منزوعة السلاح حفاظاً على أمن البلد ويحرّم التعامل مع الجزء المنفصل وتبقى حدوده مع تركيا فقط، حيث لايمكن أن تكون حدود العراق الشمالية ملاصقة لاسرائيل! ولدينا مثال حي، وهو ما يحدث في مصر، فهي تعاني من النشاط التجسسي الاسرائيلي في داخل الأراضي المصرية منذ تطبيع العلاقات بين الطرفين، ومرّات عديدة مسَكتْ جواسيس يعملون لصالح إسرائيل!... وبالعلاقة مع ما ذكرته، فانّ الدول الدافعة بهذا الاتجاه والجاهزة للاعتراف بالجزء المنفصل هي إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي. إن عملية عزل الاقليم بالطريقة ألتي ذكرت هي الحل الوحيد حفاظاً على وحدة ما يتبقى من أراضي العراق وإفشال المخطط الاسرائيلي لتفتيت البلد بمساعدة الأحزاب الكردية وجمعية الصداقة الكردية الاسرائيلية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة