الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العاملة والأسرة

طاهر مسلم البكاء

2015 / 5 / 11
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


منذ فجر التاريخ كانت المرأة تمارس العمل جنبا ً الى جنب مع الرجل ،ومع انها امتازت بجسد اكثر رقة وأقل قوة غير ان الرجل لم يستغني عنها لما تلاقح من علاقة غريزية جمعتهما بعضهما بالبعض الآخر .
مبكرا ً أعطت الطبيعة للمرأة عمل خاص ارتبط بخاصيتها في حمل الجنين ومن ثم الرضاعة والأمومة وما ارتبط من مهام المنزل الأخرى ،وكأن الرجل قد اقتنع بالعمل خارج المنزل وتوفير العيش للعائلة فيما كانت اعمال البيت من حصة المرأة .
لقد تحولت خصوصية المرأة في الحمل والولادة الى حجة تمسك بها الرجل لفترات طويلة عبر التاريخ ،وكان هدفها الخفي هو احكام قبضة الرجل على المرأة وامتلاكها بأنانية نالت من حريتها الشخصية ومن كفائتها العامة في الحياة بحكم تقييدها في اطار حياتي محدد والحد من اختلاطها ،وقد تحولت في بعض المجتمعات الى علاقة شبيهة بالعبودية .
اما في المجتمع الأسلامي فقد اعطيت المرأة حقوق كبيرة ،حملتها الى مرتبة المضارعة مع الرجل مع التوازن في الحفاظ على مقومات تماسك الأسرة ، كما ذكر القرآن الكريم ادق التفاصيل الحياتية التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة بما يعطيها الحقوق والحرية المتزنة والتي تكفل بناء اسرة كفوءة ،غير ان التطبيق ظل بعيدا ً عن ذلك في أغلب البلاد الأسلامية ،وظلت الأعراف الأنانية المتشددة هي الحاكمة .
المرأة تبدع في معترك الحياة :
كما ابدعت المرأة في ادارة شؤون المنزل وتربية الأطفال ، فأنها خاضت معترك الحياة جنبا ً الى جنب مع الرجل في العديد من الأختصاصات والمهن التي كانت لفترات طويلة حكرا ً على الرجل ،ففي اوربا بدأت نسبة النساء العاملات تفوق 50% كما انها اصبحت علامة المؤسسات الحديثة في أغلب دول العالم ومنها الدول الأسلامية ،وقد بدأت تسن التشريعات الميسرة لعمل المرأة دون التأثير على عملها الرئيس في الأمومة والطفولة ،وبدأ الرجل المتمدن يفضل المرأة المتعلمة العاملة التي تشاركه هموم مصروفات الأسرة كما يشاركها هموم المنزل ،غير ان هذا يؤشر تقدما ًولكن بنسب بسيطة جدا ً حيث لاتزال المرأة تعاني الجهل والتخلف واغتصاب وانتهاك الحقوق سواء من الرجل أو عامة المجتمع .
المطلوب وقفة مع المرأة :
مما لاشك فيه ان المرأة نصف المجتمع وهي التي تسهر على تنشئة وتربية النصف الآخر ، ومما لاجدال فيه ان من النساء طاقات جبارة في مختلف مجالات الحياة وخاصة اذا توفرت لها نفس ما يتوفر للرجل من فرص التعليم وممارسة الحياة ،وبالتالي فأن اهمال هذه الطاقات الكبيرة هو تكبيل للطاقة الكلية للمجتمع وتقزيم لأمكانياته .
وقد اثبتت الدراسات الواسعة على ان المرأة المتعلمة العاملة ، مع توفر الأسناد المجتمعي ، هي اكثر انتاجية على الصعيد الفردي والأسري والمجتمعي ، كما انها تكون أفضل حالا ً وأكثر قدرة على تطوير ذاتها .
حق المرأة على المجتمع :
على المجتمع تيسير عمل المرأة بالأعمال التي تناسب بنيتها اللطيفة وكذلك التوفيق بين عملها الطبيعي داخل البيت وعملها خارج البيت وهذا ما تعمد اليه اغلب المجتمعات المتحضرة حيث توفر للمرأة اجازات مسموحة خلال الحمل والولادة ،وتوفير دور الحضانة ورياض الأطفال ، كما تكفلت التكنلوجيا الحديثة في تسهيل عمل المرأة داخل البيت فلم تعد تقوم بأغلب الأعمال المنزلية الشاقة .
الألتزام زينة المرأة العاملة :
بالمقابل فأن على المرأة العاملة ان تلتزم بأسرتها وتماسكها ويكون عملها اساسا ً لسعادتها واستقرارها لا العكس ، حيث تعمل ،ما امكنها ذلك ،على الحفاظ على ثقة زوجها وعدم الأنخراط بأي عمل دون ان يكون هناك تفاهم وموافقة الزوجين على ذلك ،ودون ان يكون له اي تأثير على اطفالهما ونمو الأسرة وبنائها ،وان أصبح الخيار يؤدي الى تفكك الأسرة فأن الخيار يجب ان يكون بأتجاه الحفاظ على الأسرة وحتى لو ادى ذلك الى ترك العمل الخارجي كون الأسرة هي مملكة المرأة بدون منافسة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جندي تونسي في هجوم على دورية عسكرية قرب الحدود الليبية


.. فرنسا: لـماذا تـوصف الانـتـخـابـات الـتـشريـعية بالتاريخية؟




.. خسارة لا يمكن تصورها.. عائلة في غزة تروي الكابوس الذي عاشته


.. د. حسن حماد: البعض يعيد إحياء الخلاف القديم بين المعتزلة وال




.. التصعيد في لبنان.. تحذيرات دولية ومساع اقليمية لمحاولة تجنب