الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البديل / الثقة في الفعل السياسي

محمد التهامي بنيس

2015 / 5 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



بعد الانقطاع عن استمرارية أفكار الاشتراكية العلمية التي تبناها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية منذ سنة 1975 . إلى وفاة القائد المناضل عبد الرحيم بوعبيد . وبعد تقلص تلك الرابطة التاريخية بين هذا الحزب والجماهير الشعبية وخاصة عند الاستمرار في تدبير الشأن العام – ولو بحسن نية إكمال الأوراش – بعد هذا الانقطاع وتقلص الروابط التاريخية الجماهيرية . حلت كارثة الانبطاح الكلي إثر تكليف بيادق سياسية باقتحام المؤتمر الوطني التاسع وفرض قيادة جديدة تثقن فن الانبطاح للنظام , كما تثقن استعمال العنف إزاء الإخوة , غير مميزة بين قوة الرأي الآخر وحجته وبين منزلق العنف اللفظي والجسدي , لدرجة أن أصبح من الصعب التعايش مع أناس يرون أنهم وحدهم على صواب ويملكون وحدهم حقيقة الوضع . زيادة على رفض هذه القيادة الاستماع للضمير الاتحادي . وعصبت عيناها وهي تشرع في تنفيذها لأجندة تفكيك وتقزيم إشعاع هذا الحزب ورموزه ومناضليه ونضالية شبيبته وأخلاقية نسائه . وتكسر ذراعه النقابي بالتشرذم . لحد اقتناع الرأي العام والقوات الشعبية أن لم يعد هناك من فرق بين الأحزاب ( أولاد عبد الواحد كلهم واحد ) حيث الكل يسبح في فلك التزوير المفضوح والظلم السائد , والكل يأتمر بأوامر السيد المطاع الذي يزداد غلظة وانتفاخا وأنانية بعد هذا وذاك .. تأكد أن المغاربة عامة وحركة 20 يبراير واليساريين خاصة . لا تعدمهم مبادرة الإنقاذ التي جاءت مستجيبة لانتظار الشرائح المجتمعية التقدمية – والتي مهما تأخرت كتيار للانفتاح والديمقراطية بذريعة الحفاظ على الوحدة داخل نفس الكيان القائم – جاءت تلبية لنداء الفاعلين الذين افتقدوا لفضاء ديمقراطي رحب , يستجيب لرغباتهم وطموحاتهم من أجل حزب تقدمي حداثي يساري حقيقي , يحمل مشروع البديل السياسي المطلوب , تلتحم فعالياته كنخبة سياسية طامحة للتعامل الإيجابي مع حقائق العصر واهتمامات المغاربة شبابا وشيبا . رجالا ونساء . مقتنعة برفض الاشتراكية الجامدة والمنبطحة بنفس درجة رفضها للبرالية المتوحشة أواستغلال الدين لأغراض سياسية . راعية مدافعة عن الرعاية الاجتماعية والصحية والبيئية والتعليمية بكل ما يندرج فيها من ثقافة ورياضة وفن وإبداع . والاهتمام الكبير بالفئات المعطلة , والفقيرة , والمهمشة . قناعة من هذه النخبة أن النزوع إلى حرية الإنسان والعدل الاجتماعي , هدف من أهدافها التي لا يمكن أن تسقط وإن سقطت أيديولوجية الاتحاد الاشتراكي وأيديولوجية الأحزاب الفاشلة . وبهذه القناعة المترسخة منذ لحظات التأسيس وانطلاقا من التجربة الميدانية والتشاركية مع نخب من المجتمع المدني . تريد أن تحدث ثورة في استعادة الثقة المفقودة وتغيير المزاج السياسي للجماهير بما يقوم على التوازن الدقيق والمدقق بين الحقوق والواجبات . الضامن للاستقرار السياسي وليس الجمود السياسي . والمراعي للبعد الاجتماعي للتنمية والمحارب لكل أشكال الفساد , بمنهج واقعي قابل للتنفيذ , مبتعد عن الأحلام والوعود المعسولة التي تدخل في إطار ( كلام الليل يمحوه النهار ) أعتقد أن ثورة استعادة الشعب لثقته في الفعل السياسي , تبدأ من نموذج التطور الديمقراطي الذي يحتفظ للدولة بخصوصيتها وبرمزية المؤسسة الملكية وصلاحيات ممثلي الأمة من خلال البرلمان والحكومة المقتدرة والمؤسسات المنتخبة جهويا وإقليميا وقطاعيا وفي إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة . الكل من موقعه ينتج البديل المجتمعي المنشود , غير مراوغ أو ملتف أو متحايل أو منبطح , يحرق الأوراق ويتلاعب بسيادة الشعب ويهدر الوقت الثمين , مما يتيح فسحا أخرى لتغلغل الاستبداد والفساد ويزيد من تعميق الأزمة وتشديد الاحتقان على كل المستويات . وقد جاء في توصية أول بيان سياسي صادر عن اللقاء الوطني التأسيسي لمشروع البديل السياسي . التأكيد على إيلاء العمل الجمعوي المؤسس على خلفية فكرية تقدمية وحداثية , ما يلزم لإنضاج أسس ومقتضيات النقاش العمومي حول قضايا الشأن العام في مختلف تجلياتها وامتداداتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية , وإبداع وابتكار كل الأساليب التي يتيحها القانون في التواصل الميداني مع الشباب ومع مختلف الشرائح الاجتماعية وفي نظرنا – الذي يحتاج ليعمقه ذوو الاختصاص – أن هذا البديل يقيم عمده على أساس مبدأ المسؤولية المشتركة , التي لا تقوم على يقينيات سياسية عتيقة أثبتت الأحداث فشلها عالميا , وخاصة في الاقتصاد السياسي الضيق الذي نراه إما : 1- يتسم بمعدل منخفض للبطالة ولكنه يرفع من معدل عدم المساواة 2- أو يتسم بمعدل منخفض لعدم المساواة ولكنه يرفع من معدل البطالة 3- أو كما هو الشأن مع الحكومة الحالية تتفشى اللامساواة وترتفع نسبة البطالة رغم الزيادات في كل المواد والإبقاء على الأجور متدنية . مما يندر بالمصير المجهول ويقينية البديل هي إمكانية بلوغ التطور كميا وكيفيا بما يعفي المغاربة من التكرار العقيم . لأنه يقوم على كل المساهمات التي تعطي خطوات إلى الأمام بمشاركة الأطراف الغيورة بحق على مآل المغرب والمغاربة في إطار تصور معاصر تشارك فيه الجماعة وليس الفرد فقط وبدون أي احتكار لا من طرف جماعة ولا من طرف فرد . ومع ذلك لا ينبغي الادعاء أنه بديل يحمل السعادة النهائية الكاملة للإنسان المغربي . وإلا فهذه مجرد أسطورة . ولكنه بديل يسير في اتجاه بلوغ أقصى حد ممكن من هذه السعادة , وأقصى حد ممكن لتحقيق الكرامة للمواطنات والمواطنين . وهذا ليس مستحيلا ولا حلما مثاليا . إذ مع الانخراط الجماعي في معالجة إشكالية توزيع الثروة وتوزيع المعرفة . يصير كل مستحيل ممكنا في إطار لن يكون سياسيا فقط . بل اقتصاديا وثقافيا وأخلاقيا وتربويا تعليميا وإعلاميا . و .. و .. يمكن معه الحد من عدم المساواة والحد من ارتفاع معدل البطالة وخاصة في صفوف حملة الشهادات العليا , والطاقات المبدعة والكفاءات التي لم تجد فرصتها في إفادة مجتمعها وضمان العيش الكريم . والحد من الكيل بمكيالين في التعامل مع الحركات النقابية . وخاصة ما تعانيه مركزية الفيدرالية الديمقراطية للشغل الشرعية . من مضايقات . فهذه الأساليب لا تزيد إلا من الاحتقان الشعبي المنذر بالانفجار المجهولة عواقبه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا