الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر: درس شارلي إيبدو الفرنسي الذي فات الإخوان

التهامي صفاح

2015 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


حين وقعت واقعة الهجوم المسلح على مقر صحيفة شارلي إيبدو مع بداية العام الحالي يناير في فرنسا و التي أعلن المقبور مؤخرا بطائرة بدون طيار ناصر الإنسي ممثل القاعدة في اليمن مسؤولية القاعدة و التخطيط لها و تمويلها من طرف أيمن الظواهري (وارث الارهابي اسامة بن لادن على رأسها و الذي نتمنى ان تطاله طائرة أخرى) هب ساركوزي الرئيس الفرنسي السابق في اليوم الموالي بسرعة البرق لقصر الإليزي للرئاسة الفرنسية ليأخذ صورة أمام بهو القصر مع خصمه السياسي اللذوذ فرانسوا هولاند و يستقبله هولاند داخل القصر في إشارة وا ضحة وضوح الشمس أن الوحدة الوطنية ليست محل نقاش حين يتعرض المواطنون الفرنسيون لأي إعتداء خارجي بحجم الهجوم الذي تم على مقر الصحيفة .إشارة ساركوزي كانت خطوة ضرورية جدا لا يمكن لساركوزي أن يتحاشاها حتى لو كان يكره الجلوس مع فرانسوا هولاند جنبا الى جنب .ووقوفه هذا كان يعني أن خلافه السياسي مع فرانسوا هولاند لا يرقى لمستوى إلغاء الآخر و القضاء عليه سياسيا وبأي ثمن .
في مظاهرة الأحد الموالي في باريس و التي تمت تحت عنوان je suis charlie (أنا شارلي) شاركت كل الفعاليات الفرنسية سواء التي في الحكم أو التي في المعارضة بل حتى فعاليات و رؤساء و ملوك دول متضامنة مع الرشعب الفرنسي لتثبيت نفس الفكرة : الفرنسيون و أصدقاؤهم متوحدون ضد أعداء الوطن و حرية التعبير ولا يمكن بأي حال من الأحوال الرد على الكتابة أو الرسم إلا بالكتابة أو الرسم و ليس بفوهات البنادق .
قد يختلف البعض مع توجهات فرنسا و إختياراتها السياسية و نظرياتها الإقصادية والثقافية و غيرها كأن يكون ماركسيا شيوعيا أو إسلاميا مثلا .لكن هل سيختلف مع واجب وقوف كل الفاعلين السياسيين جنبا إلى جنب متوحدين متضامنين ضد أعداء وطنهم ؟ لا اعتقد ذلك .
في مصر أعلنت ما يسمى داعش مسؤوليتها على الهجوم البحري في شواطئ مصربالمتوسط .و اعلنت جماعات مخربة أخرى بأسماء أخرى المسؤولية على هجومات متكررة في سيناء و غيرها .لكن الإخوان الذين كانوا في الحكم وقفوا وقوف المتفرجين وبقوا ينادون ب"القصاص" اي الانتقام قتلا من الجيش و على راسه الرئيس السيسي من على منابرهم الاعلامية المختلفة التي تثبت من تركيا بل زادوا الطين بلة مع اقتراب موسم السياحة التي تدراموال طائلة على بلدهم بتحذير السياح وتهديدهم .بل ابعد من ذلك لا يتركون مناسبة او حدث يقع في مصر الا و مَأسَوه سياسيا (أي جعلوا منه مأساة) ليزيدوا المصريين ازمات .
لقد كانت واقعة شارلي ايبدو درسا فرنسيا بسيطا فات الإخوان المخربين كي يراجعوا أفكارهم و يتراجعوا عن أخطائهم و عدوانيتهم تجاه جيش مصرو شرطتها و اجهزتها الامنية و تجاه المواطنين البسطاء عوض الهروب للأمام والاستمرار في الخطأ و التواطؤ مع اعداء وطنهم من اجل القول انهم أحق بالرئاسة وحكم مصرمن غيرهم . وكما يقول التعبير المصري "لوكان قلبهم على مصر" لزهدوا في طلب حكمها مقابل أمنها و استقرارها عوض تأييد التخريب و الدعوة له .و لأنه في النهاية في الشدة يُعرف الصديق.
للاسف لا تزال قنوات التخريب الاخوانية تطبل و تزمر للتخريب خارج الزمن و القرن رغم انتهاء تاريخ صلاحيتها منذ زمان بعيد و كانها ليست من هذا العالم .لقد جاءت غريبة و هاهي تعود غريبة كما جاءت باذن نفس الاله الذي تكذب أمامه .فحبل الأكاذيب دائما قصير.
و تحياتي للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -