الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجارب مسرحية عراقية في الظرف الصعب...الحلقة الثامنة

يوسف العاني

2015 / 5 / 12
الادب والفن


حين كنا طلاباً في معهد الفنون الجميلة، فرع التمثيل –في اوائل الخمسينات- كان طموحنا الحار يدفعنا الى ان نغير صيغة العروض المسرحية ومضامين المسرحيات التي يقدمها فرع التمثيل في المعهد بين حين وآخر، وان نخرج هذه المسرحيات من اطارها الجماهيري الضيق جداً الى نطاق اكثر سعة ورحابة وان نفتح الابواب امام الجمهور الواسع ليلتقي بهذا المسرح المتناغم مع روح الشباب من جهة ومع ادراك اهمية هذا المسرح من جهة اخرى, فكان علينا اول الامر البحث عن نصوص مسرحية نقترب بها من الناس, وحين اقول نقترب من الناس لا اعني ان نخاطبهم بصيغ متدنية بعيدة عن المشاركة الفكرية والضرب على وتر مداعبة العواطف والاضحاك فحسب وانما العكس هو الاصح ان نخوض من خلال مضامين المسرحيات في صلب قضايا الناس ومشاكلهم الاجتماعية والفكرية والسياسية, وكان علينا في مثل هذا التصور البحث عن النصوص.. المترجمة والمؤلفة –عربياً وعراقياً- او المقتبسة عن قصص او نصوص مسرحية اخرى نكيفها وفق امكانياتنا وادراكنا لهدف النص الذي نريد تقديمه, وهكذا كان النشاط دائباً في مجال هذا البحث النشيط وفق التصور المطلوب.
من المسرحيات التي ذاع صيتها آنذاك مسرحية (مسمار جحا) التي كتبها الاستاذ على احمد باكثير وكانت المسرحيات المطبوعة نادرة الوجود.. فكان اصدار هذه المسرحية بكتاب حالة من حالات الكسب المفرح.
كانت المسرحية طويلة جداً وكان فيها خط درامي يتشعب في تفاصيل تدخل في سياق الكوميديا والابتعاد عن الفكرة التي استهوتنا ووجدنا فيها هدفاً سياسياً يتلاءم وظروف العراق في ذلك الوقت.. (المسمار) الذي اتخذ ذريعة في ملاحقة الناس, وكنا نستهدف به (اتفاقية النفط) سيئة الصيت, ورحنا نكيف النص ونختصره حتى حولنا المسرحية الى فصلين فقط.
في ذلك الوقت لم تكن لدينا الامكانات العادية التي نستطيع توظيفها في صناعة الديكور ومتطلبات المسرح الاخرى.. كان سيد الموقف مخرج المسرحية الاستاذ ابراهيم جلال.. ومعه خلية نحل كل فرد منها يقوم باكثر من عمل ويتحمل اكثر من مسؤولية.. المرحوم الفنان الكبير جواد سليم جاء بتخطيط لديكور المسرحية.. تصور جميل وحالة من حالات ابداع جواد! ظل ابراهيم جلال يتقد ناراً في داخله.. فجأة وقف كالأسد الهصور وصاح (قوموا) ورفع اكثر من (مصطبة) كنا نجلس عليها.. ثم قال: هاتوا ماعندنا من (جنفاص).. غلفوا المصاطب.. وهاتوا الاصباغ المتوفرة وسوف يخلطها جواد.. وبدأ العمل.. وشيئاً فشيئاً وجدنا ان (الاكتفاء الذاتي) الذي رفعنا شعاره قد صنع لنا (ديكوراً) جميلاً حقق الهدف وطلعت مسرحية (مسمار جحا) والديكور الذي يبدو للناس ليس سوى حاجات الطلبة وادوات المعهد التي ستعود الى حالتها الطبيعية حين يرفع عنها (الجنفاص) وينتهي عرض مسرحية (مسمار جحا).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقات المشاهد الخطيرة يطالبن بالتمثيل العادل بين الجنسين


.. محمد إمام ينتهى من مشاهد فيلم شمس الزناتى في الفيوم




.. محمد صلاح طلع على المسرح يرقص مع محمد هاني وحماقي


.. كل الزوايا - الشركة المتحدة تنعي الكاتب الكبير فاروق صبري رئ




.. حاجة تحزن والله.. الفنانة رانيا فريد شوقي تعبر عن انزعاجها م