الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقليات معنية بأتخاذ الموقف الموحد من التكتلات والتحالفات لضمان حقوقها

عربي الخميسي

2005 / 9 / 30
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


أفرزت العملية السياسية التي جرت وتجري على الساحة العراقية منذ الاطاحة بالحكم البائد حتى اليوم ، دروسا قاسية وسلبية لمجموع الاقليات وحقوقها وما على الاخيرة الا التوقف عندها بتمعن تام ، وبعمق رؤية ، وبعد نظر في اجندة المراحل التالية التي تعتبر مصيرية بالنسبة لها وهي فرصة تاريخية لن تتكرر .

ورغم ما إعتاد البعض تسمية تلك المكونات الاساسية للشعب العراقي بالاقليات نسبة لتعداد نفوس ابنائها ، إلا انها كبيرة بانجازاتها و بعطائها الذي لا ينضب سابقا ولاحقا، وهي تشكل قطاعات مهمة وعريقة تنتسب عضويا وتاريخيا لهذا البلد العتيد، فالاخوة الاشوريين والسريانين والكلدانين والفيلين والايزيدين والشبك والصابئة المندائيين واهل الحق - الكاكائين وغيرهم ، هم من بناة حضارة وادي الرافيدن على ممر الازمنة والعصور منذ نشؤ الدويلات – المدينة في بلاد ما بين النهرين ، كما يروي لنا التاريخ وحتى العهود الاخيرة يوم نشؤ الدولة العراقية في اوائل القرن الماضي .



تشترك جميع هذه الاطياف بقواسم عديدة ، و بأمور كثيرة هي مصيرية ، أولها أحقية ابناءها بالاعتراف بهم قانونا من خلال تمتعهم الكامل بحقوق المواطنة ، باعتبارهم عراقيون اقحاح طالما جرى اقصاءهم و تهميشهم عمدا ، وابعدوا عن شرف نيل هذا الوصف وهذا الاستحقاق ، وثانيهما تعرضهم للغبن والظلم والمعاناة وفقدان العدل والمساواة في ظل الحكومات المتعاقبة ، بسبب إختلاف الدين والعقيدة وبدعوى حكم الاكثرية للاقلية ، هذا المفهوم الخاطئ الذي لا يتفق مع الاخلاق ولا مع العرف ، والمخالف كليا للأعراف الدولية والقوانين والمعاهدات والاتفاقيات ، وخير دليل هو تجاهل الدستور المطروح حاليا للاستفتاء ، من ذكر بعضهم رغم المطالبة الملحة وحتى الذين ورد ت اسماؤهم ذَكرت بصيغة خجولة من باب التفضل لا الاستحقاق . ولا ننسى إبعاد قطاعات واسعة منهم من الادلاء باصواتهم يوم الانتخابات الماضية دون وجه حق ، وغيرها من التصرفات التي تحد من ممارسة حقوقهم المشروعة باعذار واهية واسباب غير مقنعة .

إن كافة القيادات السياسية لهذه الطوائف تدرك جيدا ، وهي مؤمنة تماما بهذا الادراك، أن نيل حقوقها كاملة وتوفير الوسيلة لضمانها مستقبلا ، مرهونا كليا بانبثاق حكومة عراقية ديموقراطية بحق وحقيقة ، في دولة ذات مؤسسات دستورية وقانونية ضامنة .



ومن هذا المنطلق يجب على قياداتها الواعية ان تفتش من الان وقبل موعد الانتخابات القادمة ، عن الصيغة المناسبة لدخول هذه الانتخابات ، وبمعنى آخر ضرورة إيجاد نوع من الترابط ووحدة العمل فيما بينها لتوحيد خطابها السياسي وفق برنامج سياسي طويل الامد ، يًتفق عليه ، وليس مرحليا ينتهي بانتهاء الانتخابات ، ومن ثم الانضمام الى القوى العلمانية او التيار السياسي الديمقراطي اللبرالي المطروح على الساحة السياسية الان مع الاحتفاظ بخصوصيتها . والتعلم بأنها بمجموعها تؤلف قوى لا يستهان بها ذات وزن سياسي ، تملك قواعد جماهيرية واسعة ، وثقل له اهميته في كافة الميادين السياسية والثقافية والاعلامية ، وهي قادرة على أن تلعب دورا فاعلا ومؤثرا بمجمل النشاط الوطني السياسي ، وقوى ضاغطة تتصدى لكافة المحاولات الهادفة لعرقلة العملية المحورية لمجموع الشعب من اجل نيل حقوقه بكل اطيافه نساء ورجالا ، والوقوف بوجه التيارات المعوقة والواقفة من الضد لبناء وترسيخ الديموقرطية وحقوق المواطنة وحقوق الانسان وحقوق المرأة بشكل خاص .

ومن هنا يفترض بهذه الطوائف التي سميت بالاقليات ان تاخذ عبرة من هذه الدروس ، وأن تعمل بجدية لأيجاد نوع من الترابط فيما بينها وعلى مستوى القيادات التي تمثلها رسميا ، إبتداء من تنسيق انشطتها السياسية والاعلامية وتبادل المعلومات فيما بينها، كخطوة اولى نحو توحيد العمل والممارسة ، تعقبها خطة كاملة تتفق عليها الاطراف توضح فيها الاهداف العامة والخاصة والاسلوب الموحد للعمل الجماهيري ، وحشد الجهود والطاقات وتوجيهها لتصب في الجهد العام لباقي القوى العلمانية والديمقراطية الفاعلة في الساحة السياسية . كما عليها دراسة طبيعة واهداف التكتلات والاتلافات والتحالفات والموقف من شعاراتها المرفوعة ، ومما تضمره من توجهات دينية طائفية أو عنصرية قومية التي هي في المحصلة النهائية ، لا تخدم أهداف وحقوق الاقليات ذات المصلحة في التوجهات الديمقراطية الحقيقية التي هي وحدها تحقق الاهداف دون غيرها .



وهذه الدعوة ، إنما هي دعوة مخلصة موجهة لكل الاقليات وقياداتها الشجاعة للمبادرة الفورية لأتخاذ القرار الصائب في هذا الشأن وقبل فوات الاوان ، بغية َلم الصف الوطني وتوحيد القوى ، وعدم التفريط بالجماهير صاحبة المصلحة ، وضم صوتها الى كافة الاصوات الشريفة من القوى العلمانية او الديمقراطية ، التي تضع مصالح الشعب بكافة الوانه ومكوناته فوق كل المصالح ، والتي تعمل بامانة واخلاص من اجل عراق حر ومستقل وآمن واعادة البنية التحتية للبلد ، وتأسيس الدولة العصرية ذات المؤسسات القانونية ، بمساهمة الفرد والمجتمع كل من موقعه ، إنطلاقا من مبادئ حقوق المواطنة ، وعلاقات الاخوة العراقية الصميمية ، دون تمييز او تفريق لأي سبب من الاسباب ولينعم الفرد بالحياة السعيدة الكريمة له و لمستقبل الأجيال القادمة .

مع خالص الاحترام والتقدير لكل الاقليات العراقية وقياداتها الحكيمة

عربي الخميسي

المشاور القانوني لأتحاد الجمعيات المندائية في المهجر

آب /








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا