الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة الأبية ليست لوحدها // تعقيبا على مقال الشيخ راشد الغنوش

عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)

2015 / 5 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


تحلم البشرية في أركان الأرض قاطبة، بعالم متحضر تسوده الانسانية والعدل والحرية والسلام والكرامة، والشعب الفلسطيني البطل حارس هذا الحلم وهذا التفاؤل الجميل، قدم التضحيات ودفع دمه في سبيل نيل هذا المنى. و في كل أمم الدنيا أحرار من نساء ورجال, لفلسطين في قلوبهم, نشيد أممي, راسخ رسوخ حلمهم بعالم أفضل.
,
الدرس الذي يجب استخلاصه من منازلة "الأمل والرصاص" التي دارت بين كوموندوس جيش العدو و أبطال قافلة الحرية، هو أن أهل غزة ليسوا وحدهم، بل معهم ملايين من امثالهم، في شتى اصقاع المعمورة، يحملون حلمهم ويكابدون ما كابد الفلسطينون والعرب جميعا. ما عاد هنالك مجال للتفاضل بين البشر الا بالانحياز لقضايا التحرر الانساني من كل أشكال الاضطهاد، والقهر، والاكراه، والميز العنصري. فبهذا الانحياز الأممي للحرية نكون ودونه لا نكون. وما عاد للانسانية من خيار لصيانة الكرامة الآدمية والسلام إلا التضامن لمواجهة النظام الرأسمالي صانع الماساة والجريمة.

الحقيقة واضحة، بينة، كشمس الضحى في ربيع الخليل، كالنخيل على ضفاف الفرات، كشموخ الفلاح البوليفي، كصوت كوبا الأبية، كالغضب في عيني أردوغان، كهمة شافيز العالية، كأغاني الحرية تنشدها صبايا اليسار الأروبي وترددها الملايين هديرا ونداءا "المجد لغزة الصامدة".

الحقيقة نراها، نلمسها، نتحسسها مرة في الحلق. هي العولمة الامبريالية، الأفعى الكونية، متعددة الرووس والسموم، تتغذى من ماسي الشعوب، من كل لون وعرق وجنس ودين، تتغذى من دموع اليتامى وعويل الثكالى، من دماء الشهداء وليل الأسرى الطويل. فلا أفق ولا حل الا بالثورة الأممية. هذه الزهرة الحالمة تحت الجليد، لابد لها من الرقص يوما، تحت الشمس وفي وضح النهار.

العدو هوالرأسمالية، مصنع الموت، نقيض الحياة والبقاء، فالبشر والشجر، وحتى البسمة على وجوه الناس، مهددة بالانقراض. ولا مفر. فإما إنسانية وكرامة وعدالة و إما همجية وعبودية.

غزة قلب الدنيا ومدماك الحراك العالمي، وضعت عصابة رأس المال، وعبيدها، وزبانيتها، من العرب والعجم في خندق العار والمذلة. و وضعت شرفاء الكون، حفاري قبر الأفعى في خندق الحلم المقابل. هي منازلة لا صلح فيها، ولا مهادنة، ولا تخفي وراء "الواقعية" والأسرة الدولية" ولا حرف لطبيعة الصراع بالتمترس خلف "الخصوصية" و"صراع الحضارات" و-" الحقد القومي" وتفاضل الأديان".

و"هل تحتاج معادلة بمثل هذا الوضوح إلى معاجم كي تفهم؟" . فغزة الفلسطينية العربية الكنعانية تقدم شلالات الدماء و ترفع راية الصمود، وتعري معاقل السوء. فالواضح أن الامبريالية الامريكية والاوروبية والصهيونية وأنظمة العمالة والاستبداد العربية، تقف متراصة الصفوف كأمة واحدة! في موقف موحد، تحكمه المصلحة المشتركة للصوص العالم؛ وكل بما استطاع إليه سبيلا يشرتك في ذبح الفلسطينين.

وفي المقابل، في الصف المقاوم لهذه المذبحة المعولمة، تقف غزة بكل ما فيها من كرامة وعزة، ومعها الجماهير الشعبية عربا وعجما، مسلمين ونصارى، بوذيين ومعتنقي الحرية. والدول التقدمية في كوبا وفنزويلا وبوليفيا، ونيكارغوا، والمكسيك، والجار التركي الذي يقترب من النخوة بقدر ابتعاده عن المستنقع الصهيوني .

غزة، شوكة في حلق أعداء البشرية، تجاوزت بصمودها، مربع الهوية والمذهبية الضيقة. تقرأ قرآنها بلغة جسورة أرحب من الشرق العربي ومن الذاكرة! فيأتيها الوعد من أوغو شافيز، الشيوعي، سليل بوليفر الفدائي الهندي، ابن اللاهوت التحريري، هذا الرجل المفعم برجولة ورثها عن أجداده الحمر، وتربى على الفكر الاشتراكي من شقاء العمال، وعرق الفلاحين، وقصاءد حرية أمريكا اللاتينية. ولذلك أشارت بوصلته إلى عروبة القدس، وسلامة العراق. فجاءت مواقفه صفعة على وجه الحكام العرب، خدم السياسة الامبريالية.

واستجاب لبسالة غزة، البروليتاري الجميل، ايفو موراليس،من هناك من قمة جبال الانديز، البوليفية؛ لبى نداء فلسطين وأقسم اليمين أن يطارد الصهاينة أينما لقيهم . وارتعش قلب القائد ماركوس المكسيكي، الثوري الذي لم ينس بعد كيف كان يحمل سلاحه ضد الطغاة والموت أقرب له من رمش العين، في سبيل رغيف بلا مذلة ونوم طفل بلا حزن.

وانحازت كوبا الأبية كعادتها لفلسطين. كوبا الشيوعية/قلعة التحدي، التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني منذ سبعة وثلاثين عاما، يوم أعلن قرمطي جزر الصمود فيدال كاسترو انحيازه للقضايا العربية العادلة، ضد الصهاينة قتلة الأطفال، ومسممي الزيتون ومغتصبي الذاكرة. الصهاينة الذين يتنافس دكتاتوريي العواصم العربية على تقبيل أيادهم الملطخة بالدماء، ونيل رضاهم.

ولا ننسى موقف دانيال اورتيقا الصنديني الأممي الراءع الذي أطرد سفير العدو الصهيوني ساعات قليلة بعد جريمة الاعتداء على قافلة أصدقاء غزة ورفاقها الأشاوس.

فالمجد كل المجد، لفلسطين أم الدنيا ولأحرار العالم! والموت لأعداء الحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الحبيب السابق-.. أطباء نفسيون يكشفون -الشخص الأخطر- في تتبع


.. لدعم -الصحة العقلية والنفسية-.. شركة صينية تتيح للعاملين بها




.. المستشار الألماني أولاف شولتس يتفقد أضرار الفيضانات بولاية س


.. العربية ترصد انتشال ضحايا القصف الإسرائيلي لمربعات سكنية في




.. الصين تروج لسياستها عبر مذيعي الذكاء الاصطناعي