الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر للحوار بصدد المأزق الوطني والحلول التدريجية الممكنة!

أحمد الناصري

2015 / 5 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


وجهة نظر للحوار بصدد المأزق الوطني والحلول التدريجية الممكنة!

في حوار طويل وعميق متواصل، مع رفيق قديم، حول الكارثة التي يمر بها وطننا وشعبنا. وهو يعيش بين بغداد والناصرية ومدن رئيسية أخرى بسبب طبيعة عمله. مما يجعله مطلعاً ومتابعاً لكل ما يجري في الوضع ومن داخله وقريب من الناس وحالتهم ومطالبهم وحاجاتهم...
نحن متفقان حول طبيعة وحجم الكارثة النهائية التي يمر بها الوطن وأسبابها ومقدماتها وأدواتها ونتائجها... كما تحدثنا مطولاً عن الحالة والدرجة الحرجة التي وصل أليها الوضع، والتي قد تدعو إلى اليأس والقنوط والصمت، مع ما يمكن ان يحصل من انهيار تام في المستقبل المنظور، واحتمالات وتداعيات خطيرة أخرى. مع تصدع وتشوه كبيرين في بنية المجتمع والحياة العامة، وانهيار للفكر وقيم السياسة والثقافة والتعليم والإعلام. بسبب تركة الفاشية، ثم فرض النمط الطائفي المتخلف على المجتمع والناس بأساليب العنف والتجهيل والظلام. وغياب حركة وطنية لمرحلة ما بعد الاحتلال، تتبنى وتطرح المهام والشعارات الوطنية المطلوبة، وبالأخص غياب يسار جماهيري فعال ومبادر ومؤثر...
في هذا الخضم من الدم والخراب والهزيمة، تنطرح بشدة ملحة أسئلة ما لعمل؟ ومن أين نبدأ؟ وبم كيف نبدأ؟
يقول الصديق أن لا حل فوري أو قريب في الأفق، ولا إمكانيات موجودة له، لذلك فالمطلوب عمل تدريجي طويل، يبدأ بمعارضة سياسية للوضع القائم برمته، ثم البدء بطرح مطالب سياسية محددة يتبناها المجتمع والناس، لفتح ثغرة في جدار السياسة والسيطرة الطائفية السميك، وتفكيك البنية الداخلية للوضع.
من أبرز ما يمكن طرحه والعمل من اجله الآن، هو تغيير قانون الانتخابات، كأداة للسيطرة السياسية (قانون مفصل على القياس الطائفي ولمصلحته فقط). وطرح قانون انتخاب طبيعي حديث آخر، بدون مطبات والغام مقصودة، الهدف منها استمرار سيطرة وفوز الاحزاب الطائفية تلقائياً، وربط ذلك بقضية الحريات السياسية الحقيقية والتحول السياسي.
بعدها يمكن معالجة قضية الدستور ومشاكله الكبيرة وتشوهاته، مع الاستمرار بالنضال والنشاط المطلبي حول الخدمات الأساسية والحقوق العامة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... يمكن دعم هذا النشاط بتحرك شعبي وفكري وثقافي وإعلامي وقانوني متنوع وواسع...
مع ملاحظة أن الأمر لا يحصل بهذه البساطة والسهولة، لأن هذه القوى سوف تدافع بشراسة وبكل الأساليب عن مصالحها غير الشرعية في حالة تهديدها بشكل جدي. لكنه صراع شرس بين قوى ومواقف ومصالح، لابد من خوضه إلى النهاية.
هناك فراغ وصمت وتوقف في الوضع السياسي، وهذا يصب في مصلحة وضع المجموعة المهيمنة. بينما يمكن تحريك الوضع بطرح القضايا الرئيسية التي يواجهها المجتمع والناس وهم يتخبطون وسط جحيم الكارثة الشاملة!
هذه وجهة نظر بخطوطها العريضة العامة، تحتاج إلى حوار وتطوير، كي تتحول إلى مبادرة سياسية تشمل جميع المحاور السياسية والأمنية والاقتصادية الرئيسية، وجميع عناصر أزمة الانهيار. على أساس رفض ومعارضة الوضع السياسي القائم الذي فرضه الاحتلال وكل نتائجه المدمرة، للوصول إلى حلول تساهم في انقاذ لوضع وعدم تركه يسير إلى نهايته...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السبيل
Almousawi A. S ( 2015 / 5 / 13 - 15:13 )
ان اعادة سريعة لتاريخ الحركة الثوريه في العراق
ومراجعة الانظمه الحاكمه وفشل سياستها وادعاءتها
كفيل بصحوه الجماهير
خصوصا اذا ما ايقنت ان مسلسل الحرب ضد داعش
باق بقاء هذا النظام متعدد الازمات
وان الظرف الموضوعي ناضج
حيث تفكك السلطه وتناحرها حول نهب الثروه الوطنية
وعجزها الا امام تنفيذ سياسات القوى الخارجية
ولنا من تجربه الشعب المصري خير مرش ودليل
ولك التوفيق في ايجاد السبيل لانقاذ شعبنا العزيز


2 - العودة إلى الجماهير وتبني مطالبها وتحريكها...
أحمد الناصري ( 2015 / 5 / 13 - 17:09 )
نعم عزيزي أبا زهراء... معرفة طبيعة الوضع ومشاكله المعقدة والموقف الصحيح منها، والعودة إلى الجماهير وتبني مطالبها ومصالحها، عبر شعارات صحيحة ودقيقة ومتحركة وليس سياسة جامدة أو متأخرة تقف وتسير خلف الأحداث مثلما حاصل الآن...
المشكلة هي في غياب حركة وطنية جديدة تواجه مشكلة الاحتلال والطائفية والكارثة الحالية المتفاقمة والفراغ السياسي الحالي وتراجع المجتمع بعد ضغط طوي وعنيف غير أمراً كثيرةً... الكارثة كبيرة ومريعة تتمثل بفشل الدولة والمجتمع معاً والسياسة والثقافة والتعليم وكل ما موجود أمامنا. بينما البعض يتحدث في هذه اللحظة عن الانفصال والتقسيم تحت شعارات مزيفة استغلت الوضع وساهمت في الخراب كي تفرض صيغة تدمير الوطن...
الإرهاب والتدمير والفساد والتهديد بالانفصال كلها نتائج مباشرة للوضع ستبقى قائمة وتستمر به ومعه... يبقى الحل الوطني هو المطلوب والمفقود... مودتي.


3 - الأمل
Almousawi A. S ( 2015 / 5 / 14 - 14:35 )
عزيزي الوفي للرفاق والاصدقاء والمبادئ والوطن
للامانة تمنيت ان تبقى هذة المقاله كبذره يسقيها الطيبون حتى تثمر
وترددت في سرعه التعليق حتى لا اكون ارض صباخ
غير ان الشهامه خانتني
ومع هذا انقل لك نص رد ارا خاجادور حول نفس الغايه
أشكرك على مساهماتك وحرصك، تقول أمثال بعض الشعوب: إن الأمل لا يموت. وشعوب أخرى تقول: الأمل أخر مَنْ يموت. ينبغي على الثوري الحق ألا يفقد الأمل بالتغيّر إن عاجلاً أو آجلاً.
أما أين نحن الآن؟. فإننا نعيش في مرحلة مظلمة للغاية، وربما حين يصل الظلام الى ما تمر به شعوبنا المظلومة، فقد يعني ذلك أنه لم يبقى إلا البدء بالعمل المؤثر فعلاً في مسار الأحداث.
ولكي يبدأ المسار الآخر المطلوب، فلابد من إجراءات حازمة كثيرة تتخذها الحركات الثورية، وفي مقدمتها الإصلاح الداخلي.
اقدر عاليا اصرارك على الاستمرار في الطرق وعسى ان يفتح باب


4 - أين الأصدقاء؟ أين الحوار؟
أحمد الناصري ( 2015 / 5 / 14 - 19:04 )
عزيزي أبا زهراء... أنت تعرف من خلال متابعتك وحوارنا وتعليقاتك أنني لم ولن أتوقف عن طرح رأيي في كارثة الوطن ومحاولة المساهمة الموضوعية الهادئة في الحل المطلوب! وهذا عمل فكري وسياسي أو في الفكر السياسي الوطني وقضايا اخرى نقدية وخلافية تخص اليسار والحركة الشيوعية في بلادنا. الآن نحن نعاني من أزمة فكرية طاحنة وصلت على درجة توقف الحوار وعدم المساهمة به، وهذا ليس ضدي إنما توقف عام فهو غير موجود أو ضعيف منذ عقود وصلت إلى نهايتها الطبيعية.
لقد طرحت موضوعاً أو سؤالاً عن المدخل الممكن لتفكيك الوضع! ويمكن الرد على الفكرة وطرح فكرة أخرى. لكن لا شيء من هذا أو من ذاك! كان عدد المصوتين على التقييم 10 ووصل إلى 42 بالمئة، لكنني لم أفهم ما هو الموقف او الاعتراض؟! طبعاً هذا لن يدعوني للتوقف عن التفكير والكتابة والنشر لكنه يؤشر إلى حالة حرجة هي من أسباب ونتائج الكارثة في آن...
لقد كتبت مادة سابقة بعنوان أين الأصدقاء تحكي عن هذه القضية! شكراً لمتابعتك واهتمامك؟

اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية