الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غازي وسليم ..رحلا في اسبوع واحد

يوسف العاني

2015 / 5 / 13
الادب والفن


من كثرة ما فارقت من الاحباب والاصدقاء والاقارب .. قررت ان لا اقوم بواجب الوفاء لهم .. كتابة أو رثاء ..! بل احبس مشاعري في نفسي واتوسل بالدمع تعبيرا عما في الذات عتمة او مرارة او حسرات .
وما كنت أدري ان الموت سيكون على عجلة ليخطف خلال اسبوع واحد صديقين عزيزين .. وفانين كبيرين لا امتلك القدرة ازاءهما على الصمت وقطع حبال الوصل والوفاء فأكتفي بأن احضر مجالس الفاتحة واخرج دون ان يأخذ القلم الناطق دوره في التعبير عن خوالج الحزن الدفينة التي عودتها ان تكون كلمات مخلصة ووفية على الورق تأكيدا على ذلك الحزن وتسجيلا له .
غازي التكريتي ... من منا لم يصفق له أكثر من مرة على المسرح في العراق وفي المهرجانات المسرحية خارج العراق ... فنان بنى نفسه بالكفاح الفني المتواصل كي يكون في الصف الاول وفي الرعيل المتقدم من ممثلي العراق المبدعين ... المسرح والسينما والتلفزيون .. ذاك الهدوء المشع في العينين والصوت النافذ والرجفات المختزنة والمعبرة عن مشاعر الفرح أو الحزن أو القسوة أو الوفاء ..
رجل كافح وكافح ليكون فنانا كبيرا فكان ...! آخر مرة التقيت به في ستوديو الاذاعة يمثل دورا في مسلسل كنت قد كتبته .. كان تعبا .. لم يقدر ان يتابع حتى حروف وكلمات دوره .. طلبت منه ان يستريح ، وطلبت من المخرج ان يعطيه وقتا اطول ، في التسجيل او الاعادة لان ماكان يدقمه مؤثرا وحميما وصادقا .. ورجوته الاعتناء بنفسه .. فنظر الي ولم يقل كلمة !
وفي المدن الثلاث .. كان محمد شكري جميل – المخرج – يسير بتؤدة ومحبة وعناية .. فقد كان التعب يهزه دون رحمة واشياء كثيرة اثقلت عليه حياته حتى راح يتهرب منها ، كان يقارن – دائما – بين ما كان وبما هو فيه ويستعيد نماذج من ادواره التلفزيونية والمثيرة ! ويستعيد (الشيخ ضاري) في " المسألة الكبرى " ... وشخصيات كثيرة واثيرة عندنا وعنده . غادرنا ورحل .. وهو يجاهد في ان يتمسك بالبقية الباقية من صحته وقواه .. صمت وغاب ..!
كيف لا اكتب عنه هذه الكلمات القليلة المتواضعة .. والتفت الى ممثل كبير ثان " سليم البصري " ، الذي آثر الصمت على ان تيار الرداءة ، فغفا غفوته الابدية وهو يطالب ان يأتيه ابنه ورفيقه وشريك ابداعه " حمودي الحارثي " كي يراه قبل ان يموت في مستشفى النعمان ، اراد ان يشاهد (عبوسي) عساه ان يغفو اغفاءته الابدية وعيناه ممتلئتان بصور خالدة من ابداعاته الغارقة في الصدق والمحبة والعفوية في (موس الحلاق) ، وان سليم البصري غاب والعيون لا تستطيع ان تضيع صورته البليغة المؤثرة حتى بعد موته .
وداعا يا غازي وداعا يا سليم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو