الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر

احمد عبدول

2015 / 5 / 13
الادب والفن


الامام (موسى بن جعفر ) هو سابع الائمة المعصومين لدى الشيعة ( الاثنا عشرية ) ,والذي يصادف ذكرى استشهاده يوم غدا الخميس ,حيث يشهد ضريحه المبارك التفاف جماهير المسلمين من داخل العراق وخارجه من كل عام كما تلتف اسراب الفراش على مصدر النور .
الذي يطلع على مفردات شخصية الامام موسى بن جعفر يجد انها شخصية قد اختطت لنفسها طريقا مميزا وسط مجتمع يموج بشتى صنوف المحن , والاضطرابات والنزاعات السياسية والاجتماعية والثقافية .
فقد سلك الامام الكاظم طريق الاستغراق في عبادة الخالق من جهة حتى لقب براهب بني هاشم ,ومن جهة اخرى التزم الامام بخط الصفح والدفع بالتي هي احسن واشاعة روح المحبة والتسامح كأسلوب للتعامل والمعالجة مع مختلف المواقف والقضايا ,حسب ما ورد في كتب التاريخ التي تناولت سيرته العطرة .لم يرهب الامام الكاظم الاجهزة القمعية والعسكرية التي اعتمدها العباسيون في تدعيم اركان حكمهم الغاشم ,لكنهم خافوه وهابوه وتوجسوا منه ,على الرغم من عدم ايمانه بالعمل المسلح طريقا للتغيير المطلوب ,بل ان الامام لم يكن يؤمن بالقوة كحل لما تمر به الامة آنذاك من محن وابتلاءات ,ومع كل ذلك فقد تنقل الامام من سجن الى اخر والسبب في ذلك ,ما كان يتمتع به من (كارزما )جماهيرية تشكل بطبيعة الحال تهديدا مستمرا لمجمل الاوضاع التي بنيت جرف هار .
لقد عرف عن الامام انه كان لا يتعامل الا برد الاساءة بالإحسان ,كما لم يعرف عنه انه اعطى اي دور للعنف في حلحلة ما استعصى من الامور وما ادلهم من الخطوب ,حيث اعتمد جملة من الوسائل الاصلاحية والتربوية البعيدة عن استخدام القوة وتفعيل جانب الاحتكاك والتصادم .
لم يخرج الامام الكاظم شاهرا سيفة بوجه حكام بني العباس لكنه كان يمثل ثورة اخرى ومن نوع اخر الا وهي ثورة الخلق الرفيع, والسلوك المتوازن ,ونكران الذات ,وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية , وتفعيل جانب الحوار والقاء الحجة واقامة الادلة والبراهين العقلية والمنطقية والاخلاقية في التصدي .
لا يكفي بحال من الاحوال ان نعرف ان الامام موسى بن جعفر قد استشهد مسموما في سجن السندي بن شاهك وفي عهد الرشيد تحديدا ,بل ان الاهم والاخطر من ذلك ان نعرف ما اعتمده الامام من مبادى وقيم واخلاقيات تتفق وتتماشى مع معطيات سياسية واجتماعية وثقافية تميز بها عصره وتفرد بها دهره ,وما احرانا اليوم ان نكون بمستوى المسؤولية ونحن نتصدى لمختلف الضغوط والتحديات على المستوى الديني والوطني والاخلاقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا