الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل نحن أحرار من ( ورق ) !؟

ناصر المعروف

2005 / 10 / 1
حقوق الانسان


هناك كلمات ( أغنية ) عامية عربية قديمة ، تقول مطلع كلماتها :

علـى خــدي أحـط إيدي ، وأحاسـب روحـي بـروحي
وأقول بيدي جرحت إيدي ، وزدت جـروحي ( بنوحـي )

وكلمة النوح والتي قد جاءت مابين القوسين تعني ( شدة البكاء والعويل ) !!

ولترجمت تلك المعاني لتلك الأغنية ( النقد ذاتية ) والتي أجزم كل الجزم ، أنّ غالبية أخوتنا وأحبتنا ( العراقيين ) يعرفون تمام المعرفة أبعاد معانيها ومغازليها ، بل حتى تلك المعاني ( المستترة ! ) والتي جاءت ما بين حروف تلك كلماتها بل وحتى مابين سطريها !!
فلهذا ، فنحن نعتقد أنّنا لسنا هنا معنيين تماما لشرحها لهم، فكما يقال دائما وأبدا ( اللبيب بالإشارة يفهم ) !!

ولكنّنا هنا نحن والله ( ملزمين ) بذلك الشرح والتفصيل وتلك الإضاءة والتنوير ، للباقية الباقية ، من بني يعرب ، من أبناء جلدتنا من هذه المنطقة الحزينة البائسة من العالم ، وخاصة للذين قد هربوا بجلدهم وعقولهم خارج نطاق هذا المستنقع ، لهذه المنطقة ، والتي نعيش ونحيا ما بين ( ربوعها !! ) بكل جدارة واستحقاق !! والعمل كذلك لمساعدتهم قدر الإمكان والمستطاع لفهم معاني الحقيقة لتلك الأغنية العربية القديمة الحزينة ، وخاصة للذين أيضا مازالوا لم يستوعبوا تماما الاستيعاب والفهم ما حدث، ومازال يحدث، بالعراق الذي قد تم تحريره !!

وهم الذين كانوا مازالوا ، لديهم بارقة الأمل والرجاء ، فيما كانوا يحلمون به ، من ذلك العراق الحر ، ومن ذلك العراق الجديد ، والذي لو بحثنا الآن ( وبكل أسى وحزن ) بكافة أرجائه وأركانه ( من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه !! ) لم ولن نجد إلا ذلك السراب الكاذب الكريه والقائم فقط على خيبة الأمل والرجاء من تلك الشماء والتي تدعى ( زاخو ) إلى الغالية العزيزة والتي تسمى بمنطقة ( الفاو ) !!

وباختصار شديد نقول : ـ

( أنّ الإنسان العاقل منّا يجب عليه أن لا يلقي اللوم ( كل اللوم ) على كائن بعينه ، وخاصة بأمر من الأمور، تسبب بجزء كبير في حدوثه وصنعه )!!

فلقد كانت ( الكرة ! ) والمتمثلة تماما بتلك الانتخابات العراقية والتي جرت فيما سبق ، وكذلك كتابة الدستور العراقي والذي يجري الآن العمل على قدم وساق لعملية إشهاره واعتماده ( كدستور دائم للعراق الحر والجديد !! )
فقد كانتا ( معا ! ) في مجملها بساحة أحرار العراق وشرفائهم ، وبالتحديد في نطاق ملعبهم وما بين أيدهم تماما ، ولكنهم والله ( واحسرتاه ! ) فقط أضاعوا الكرة والملعب معا ، وذلك عندما قاموا برميهما ( بقصد منهم أو بدون قصد !! ) بالمكان الخاطئ والقاتل والمفجع والمؤلم وتحديدا نحو الساحة الدينية حيث ( المذهبية والطائفية !! ) أو كما يعرفونها أهل العقل والتعقل نحو( الجحيم ) !! ولا شيء غير ذلك الجحيم !!

فها هي الحرية ( الوليدة ) تذبح بلا رحمة في بلاد الرافدين من جديد !!
وها هي الديمقراطية ( الناشئة ) والتي قد جيء بها بعد أنهار عظيمة من الدماء الغزيرة الطاهرة النقية قد سرقت من أفواه الأحرار الشرفاء !!
إلى جانب الكثير من ( الأموال والمقدرات والإمكانيات ) التي أهدرت وضاعت في مهب الرياح، والتي قد رست بنهاية أمرها بأحضان أعداء الحرية والديمقراطية !!
والذين هم ( بكل تأكيد ) أعداء العراق الحر والعراق الجديد !!

بل المؤلم أنّه حتى تلك ( الفسيفساء ) الجميلة الرائعة لمكونات الشعب العراقي والتي كانت كحبات ( المسباح ) الواحد ، والتي كان طاغية العصرين ونظامه الجائر يتغنى بوحدتها ليلا ونهارا !! ومن أنّه كان هو ونظامه العفن ، كان ممسكا بزمامها ( بالطبع بقوة الحديد والنار !! )
نرها الآن ( أي تلك الفسيفساء المترابطة ) وبكل ألم وحزن قد تقطعت وتناثرت حبات مسباحها الواحد في مواضع ومواطن وأماكن شتى ومختلفة ومتباعدة !! ولم يبق الآن من الشأن العراقي ( بمجمله ) شيئا مفيدا وجميلا ليتم ذكره بالخير الكثير والوفير!!
بل لم يعد كذلك ما يستحق حتى الالتفات إليه ولو كان قليلا !!
فالظاهر والعلم عند المولى وحده أن بعض الأخوة بالعراق أو حتى خارجه !! وحتى ما بعد تحرير بلادهم من طاغية ونظام جائر ( لم يبق ولم يذر) لم يستفيدوا من درس الظلم ( الصدامي ) ونظامه شيئا يذكر !!
بل ( وكما نرى وبأمهات أعيننا ) أنّ عدوى الظلم الصدامية هذه قد انتقلت ( وبقدرة قادر !! ) إلى صفوف المظلومين أنفسهم !!

ولهذا كله ولغيره، نقول: لا عزاء بعدها لكم أيها الأحرار الشرفاء، ولا حتى عذر مقبول لديكم !!

فشعلة المؤازرة والمساعدة والمساندة لكم ( من داخل العراق وخارجه ) نرها ( وبكل حسرة وندم ) قد أصبحت تخبو وتنطفئ رويدا رويدا !!
إن لم نقل من أنّها قد خبت وانطفأت فعلا !!

فلقد ( استسلمتم ) أيها الأخوة والأخوات من أحرار العراق وملحه الأصيل وبكل سهولة ويسر، برفع تلك الرايات البيضاء لقوى التخلف والتزمت الدينية المتأسلمة المتشددة المتطرفة ( الشعية منها أو حتى السنية !! ) لتسرح وتمرح بالساحة العراقية وحدها !! ودون أدنى حسيب لها أو حتى مجرد رقيب !! بل ولتقرر ( هي وحدها !! ) مصيركم ومصير أجيالكم ومصير بلادكم الحاضرة منها والمستقبلية عبر ذلك ( الظلام الدامس والمخيف ) والتي سطورها بكل خبث ومكر شديدين بدستور بلادكم !!

ودون حتى أن يكون لكم ذلك الأثر الواضح و الجلي والمستنير، ليسجله التاريخ العراقي الحديث لكم ، ويحسب فيما بعد لصالحكم !!
ويؤسفني كذلك أن أقول أن البعض منكم قد تساقط ( كالذباب الجائع ) على غنائم حرب التحرير ونسوا وتجاهلوا بأطماعهم وشهواتهم وأهوائهم المعركة الكبرى والعظيمة المتمثلة بتلك الانتخابات السابقة ، والتي لم يستعد لها كما استعد لها تماما غيركم !!
والتي كان من أعظم آثارها الجسيمة والخطيرة ، هو ضياع كلمتكم العليا التي كانت يجب أن تقال في كتابة دستور بلادكم الدائم ، لهذا نقول من أنّنا جميعا ودون استثناء قد ( رسبنا !! ) تماما بالساحة العراقية المحررة ، وذلك في أول اختبار حقيقي وواقعي لنا !!
فلقد ضاعت الفرصة التي كانت متاحة لأحرار العراق، لأنّنا وباختصار شديد وبالفم الواضح والصريح: لم نكن في حقيقة أمرنا إلا ( أحرار ) من الورق !!

ملاحظة هامة :-

قد يقول قائل أن هذا التوقيت لمثل هذه المقالة النقد ذاتية، غير مناسبة تماما وخاصة لتلك الأخبار المؤلمة المفجعة ، والتي تتوالى كل لحظة وأخرى للحديث عن تلك الأنهار من الدماء البريئة الطاهرة النقية ، والتي تجري الآن ( وبلا رحمة تذكر ) بالعراق المحرر !!
ولكن ليعلم الجميع وخاصة أخوانا وأخواتنا من الأحرار الشرفاء ، أنّه بينما نحن مشغولين تماما بالفعل و ردة الفعل الغاضبة الحانقة لمثل هذه الأعمال الإرهابية المجرمة ، فإنّ غيركم وتحديدا من ( خفافيش الظلام ) من أصحاب التيارات الدينية ، يواصلون الليل بالنهار( وعلى نار هادئة ) بإصدار تلك الطبخة الدستورية القانونية الدائمة للبلاد والعباد ، ظاهرها والله رحمة وداخلها الكثير من العذاب والسم الزعاف ، ونظرة ولو بسيطة وقليلة لبنود ذلك الدستور المقترح ، والذي كتبوه وسطروه بأياديهم الظالمة لنفسها ووطنها وللشعب الذي ائتمنهم في غفلة من أمره ، لتضح لنا وبالدليل القاطع ما نرمي إليه تماما !!
فمتى إذن يكون ذلك الصحيان والاستيقاظ من قبلكم ؟! هل بعد ( خراب البصرة ) وللمرة المليون !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا