الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معجزة في زمن صعب ..العازف عباس يوسف انموذجا .

حمزه الجناحي

2015 / 5 / 14
الادب والفن


لابد ان تتوقف عن التفكير وانت تستمع لذالك الشاب المتالق وهو يداعب بأنامله تلك الاوتار هو من يأخذك ويضعك في عالمه يجعلك تسلم له كل حواسك ثم تنطلق مع تلك الاصوات المغادرة من تلك الآلة باتت هي الاخرى تستسلم لموسيقى يوسف وهما يطيران في فضاء خارج فضاء الحاضرين ويتبعهما من يستمع لهما وقد فارق كل شيء الا العيش مع معزوفة الحب الذي لحنها يوسف محلقا بذالك الحب الشبابي الى مديات رائعة لم تكن يوما تحلم بها وأنت تشاهد تلك القامة الحلية وهي مفمضة العينيين وتمزق بأوتارها كل حواجز الالم والاسى الذي يعيشه العراقيين حتى وكأنك تتمنى لو ان تلك المعزوفة لا تنتهي ابدا ..
هكذا رايت يوسف عباس وهو يترنم امام كل هذه الحشود التي تتغذى اليوم على هذا الاسلوب في العزف الذي قل نظيره الا عند بعض من سمعنا لهم معزوفات قليلة وغادروا بلا توثيق ملحن لايشق له غبار فلقد لحن كلمات شيخ الشعراء مظفر النواب (موحزن لكن حزين )وهو لم يزل في الثالثة عشر من عمره وعندما اسمعها لذويه لم يصدقوا الخبر حاز على جائزة قرطاج وبالمرتبة الاولى في منافسة شديدة ليصبح اصغر عازف يحصل عليها له من المعزوفات التي هو لحنها ويعزفها مع فرقة موسيقية او لوحده مثل حلبجة والحب ودجلة الخير التي لحنها وهو يتنقل برشاقة في المقامات دون ان يؤثر ذالك الانتقال على استمراية عزفه وخفوتها في خلال سنة واحده وهو يدرس في المعهد العربي في القاهرة دعي لقامة حفل موسيقي مع استاذه نصير شمه المتالق اثبت يوسف انه الشخص الثاني القادم من ارض الرافدين ليعزف للعالم معزوفات عراقية ترسم للمستمع روعة الطبيعة والانسان العراقي المتميز وفي اي مهرجان يشترك فيه يوسف يسلم القائمين انه الحاصل على جائزته ليس مجاملة لهذا الشحرور القادم من بابل بل لأنه يوسف الشاب القادم بآلته التي يعزف وكان تلك الاصوات خارجة من نبضات قلبه ليسمع الحاضرين الحان صعبة لم يتوقع احدا ان يسمعها من تلك الانامل الصغيرة الانجازات لهذا الفتى الذي بلغ اليوم السابعة عشر لم تتوقف فهو اول عربي حصل على الدخول في الموسوعة الامريكية للموسيقى للعام 2014 كأحسن موسيقي هو والفنان العالمي مارسيل خليفة وهو من مدرسي بيت العود العربي وعضوا في الاوركسترا العربية وهو اقدر العازفين على عزف اصعب المعزوفات ..
تتوالى الدعوات لهذا الشاب الفلتة الذي يعيش العصر الذهبي لفنه المتميز والمتالق من القاهرة الى بيروت الى شمال افريقيا بل ان بعض الدعوات تصل الى ان يكون استاذا لأقدم المعاهد العربية في المغرب والجزائر وبغداد بزغ نجم هذا الفتى عندما استضافته احدى القنوات وهو لم يزل بعد في الثانية عشر من عمره وهو يعلن انه يريد التفوق على الاستاذ نصير شمه ويتلقى نصير ذالك الخبر وهو الموسيقي الخلوق ليلتقي بيوسف ويربت على كتفه ليجد فيه موهبة موسيقية لها مستقبل واعد ويفتح له افق اوسع من ذاك الذي هو يعيشه ويتكفل بدراسته في القاهرة ام الموسيقى وعلومها تلك المدينة التي ظهر منها عبد الوهاب وسيد درويش وحليم وام كلثوم اهرامات يجد الكثيرين من الطموحين انهم صغار امام تلك القامات والارث الموسيقي الثر فينسحب البعض والبعض الاخر يتردد لكن يوسف عباس يقبل التحدي واثبات الوجود ليكمل الدرب المعبد الطويل وفي غضون عام واحد ونصف العام فقط يتخرج يوسف وهي اقصر فترة يتخرج فيها عازف من المعهد العربي ليصبح استاذا في ذالك المعهد لآلة العود ويتخرج على يديه العديد من العازفين لهذه الآلة الاسطورية هل مبالغة اذا صنفنا يوسف عباس من انه من افضل العازفين العالميين على هذه الآلة كما صنفته الكثير من الاختصاصات وتوقعت له ان يكون له بصمات واضحة جدا في عالم التلحين ..
الكتابة عن يوسف عباس ببضع سطور اجحاف بحقه يبلغ يوسف من العمر اليوم 17 عشر عاما حيث ولد في الشهر الثامن من العام 1994 ولم يبخل هذا الشاب في سعيه ليقدم لبلده الجريح الامل في الكثير من المعزوفات التي لحنها وهو يجعلك تعيش الايام القادمة ايام امن وسلام وحرية بعيدا مما يعيش فيه العراق وأهله ,,من بابل مهبط الحضارات يأخذ يوسف على عاتقه ان يعيد لبابل حضارتها ثانية هذه المرة وبعفويته وبأسلوبه المتميز ليظهر الى العالم انه البابلي الاصيل الذي يعرف العالم معنى ان يخرج عازفا من بابل وهو يقف بجانب ايقونة القوانين الحمورابية التي لم تترك خطا لم تمر عليه مسلة حمورابي ..
لابد لحكومة العراق اليوم الالتفات لهذا الشاب وابداء العناية وتوفير كل مستلزمات التطور له لتجعل منه شخص أخر كنصير شمه وهو يشق طريقه نحو النجومية العالمية ويشار له بأنه يوسف العراقي واضعا علم العراق على كتفيه وهو يعزف للعراق ..
موطني موطني
الجلال والجمال والسناء والبهاء
في رباك في رباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء
في هواك في هواك
هل اراك هل اراك
سالما منعما وغانما مكرما
هل اراك في علاك
تبلغ السماك تبلغ السماك
موطني موطني

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م