الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافات الاستراتيجية بين داعش والقاعدة

شجاع عدي الحمادي

2015 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


الخلافات الاستراتيجية بين داعش والقاعدة
بعد ان أعلن المدعو أبو بكر البغدادي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) دون استشارة تنظيم القاعدة مخالفاً بذلك قيادته المركزية، دفع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل شريط صوتي بإلغاء هذا الإعلان واعتبار الدولة الإسلامية في العراق والشام فرعاً تابعاً للقاعدة , مبينا أن جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة , و الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، والولاية لجبهة النصرة لأهل الشام هي سوريا, ويرى الظواهري ان أبو بكر البغدادي فق أخطأ بإعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام دون استشارة ، وايضاً أخطأ الشيخ أبو محمد الجولاني (زعيم النصرة) بإعلانه رفض تنظيم (داعش) وإظهار علاقته بالقاعدة دون أن استشارتنا .
فبهذا التسجيل ازدادت الخلافات بين الطرفين لاسيما بعد رفض البغدادي لما جاء في كلام الظواهري, أعقب ذلك سجال إعلامي بين الطرفين سلاحه الأشرطة المسجلة, وبعدها وصل الخلاف إلى ذروته حين اندلعت معارك عنيفة بين جبهة النصرة (فرع القاعدة في سورية) وداعش مطلع سنة 2014 أدت إلى مقتل المئات من الطرفين، وانتهت بسيطرة مسلحي التنظيم على أجزاء مهمة من محافظة دير الزور شرق سورية.
هذه المعارك كانت البداية لقطع كل صلات تنظيم القاعدة بـ(داعش ) ووصف تنظيم أبو بكر البغدادي من قبل أيمن الظواهري بأنه تنظيم "متوحش" وهمجي ولا يتبع الشريعة الاسلامية وهو مثال سيء للمسلمين الذين يؤيدون القاعدة.
ان وجود مثل هذه الخلافات يدفعنا التفكير بأن القاعدة تخشى من تفكك في التنظيمات التابعة لها وسعيها الى السيطرة على كل التنظيمات المتشددة بما فيها ( داعش ) ، والقضاء على كل محاولة لسيطرة على موارد التمويل وبسط نفوذه على التنظيمات الصغيرة.
هذا من جانب اما من الجانب الفكرية فلا نجد أي اختلاف في المرجعية الفكرية للتنظيمين فكلاهما حسب رأي الاغلبية ينتميان لنفس الأصول المرجعية الأيديولوجية، بمعنى أن من يعود لتتبع مسار كل الحركات المتشددة في العالم العربي سيجد أن الأصل واحد, ويوضح تلك المرجعية في تصريح لموقع (راديو سوا) بكون تلك التنظيمات تمثل حركات سنية، تنهل جميعا من فكر ابن تيمية، ليخلص إلى أن ( المرجعية في نهاية المطاف واحدة).
لكن هنا نحن نؤكد بالمقابل على ان هناك اختلافات في طريقة التنظيميين من حيث ارتكاب ما يصفه بـ(الفعل الإرهابي)، فـ(داعش) في نظر كل المراقبين لهذا التنظيم يتعامل بمنطق الدولة أي أن له أرضا يدافع عنها ويحاول السيطرة على أراض أخرى، عكس القاعدة التي (تعتمد أسلوب التفجيرات والعمليات الانتحارية، ولم تفكر بمنطق الدولة بل بمنطق التنظيم)، على حد وصفه.
اما من الجانب العسكرية، فأن تنظيم ( داعش ) الارهابي يستخدم عقيدة قتالية أقرب إلى عقيدة الجيوش النظامية، إلا أنه يحصر ذلك في سورية والعراق، أما في بقية الدول فليس هناك فرق بالعقيدة العسكرية للتنظيمين فكلاهما يركز على أسلوب التفجيرات والعمليات الانتحارية المفاجئة.
لذا فأن الفرق بين التنظيمين يكمن في طموحاتهما، تنظيم القاعدة مثلا لم يذكر إطلاقا أنه يريد الحكم والسلطة، كما توضح البروفيسور كاثرين براون، أما (داعش) فيطالب علنا بالحكم ويطلب من المجموعات الأخرى بأن يكونوا جزءا من نظامه الجديد.
في شمال سوريا وفي غرب العراق استطاع تنظيم (داعش) أن يحتل منطقة جغرافية وأن يؤسس فيها نظام حكم شبيه بالدولة، وطالب أبو بكر البغدادي بزعامة العالم الإسلامي بإعلانه الخلافة، وهذا لم يصله أو يطلبه تنظيم القاعدة الأم إطلاقا.
الفرق الثاني بين التنظيمين يكمن في الاستراتيجية، حسب الخبيرة براون، قيادة تنظيم القاعدة المركزية قررت عدم الخوض في نزاعات دولية مع الدول وحكامها في شمال إفريقيا وفي الشرق الأوسط، وتركزت حرب تنظيم القاعدة ضد (العدو البعيد) الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، أما تنظيم (داعش) فيهاجم مباشرة جميع الدول في محيطه ولا يقوم بأية هجمات في أوروبا ولا في والولايات المتحدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة