الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان سعدي الحلي ونواب البرلمان العراقي . .!

أحمد الشحماني

2015 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية




لو تمعنا في طبيعة الشعب العراقي لوجدناه شعب يعشق الحياة فتراه رغم جراحاته واحزانه وترسانة الموت اليومي الذي يتلاقف ابناء الوطن والذي تتناقله كل محطات الاخبار العربية والدولية وتنشره صحف العالم اليومية والاسبوعية يميل الى اطلاق وتوليف النكات الساخرة والجميلة المريّحة للأعصاب وكأنه يستمع لموسيقى رومانسية هادئه تنسيه هموم الدنيا وعذابات القلق اليومي وهو بذلك يمارس جزءا من طقوسه الترويحية رغم جراحاته واحزانه الممتدة على مدى خاطة العمر . . . !

ولأن الشعب العراقي ابتلعته حيتان الفقر وداسته اقدام الحصار والجوع والفاقه لسنوات ونخرت كيانه الاجتماعي مافيات الفساد وسرّاق المال الحرام لم يجد له متفسا يذهب اليه غير اللجوء الى عالم النكات لكي ينفس ولو جزءاً بسيطاً من احزانه وهمومه اليومية.
تلك النكات لها عوالمها الجميلة في تحريك المشاعر, فمثلا ها هو رئيسنا الغالي السابق -الميت الحي - الطالباني الذي اتحفنا بنكاته الساخره, وحمداً وشكراً لله اننا لم نراه اثناء فترة رئاسته لجمهورية العراق الاتحادية الفيدرالية الديمقراطية مثل باقي رؤساء دول العالم يتفقد الفقراء والايتام او يشارك الشعب في معاناته وحرمانه لأبسط مفردات الحياة اليومية ولكننا والحمد لله جنينا منه ارثاً حضارياً عظيما ستتناقله الاجيال القادمه جيلاً بعد جيل في كيفية توليف النكات الساخرة وربما سنتفاخر به يوما ما بين شعوب المعمورة. . . !

ولكي ارجع بذاكرتي قليلاً الى الوراء, من النكات المسلية والظريفة التي كان يتداولها الناس وخاصة الشباب في فترة النظام السابق لتهديم جدران الصمت والخوف والألم الذي كان يتسيد المشهد العراقي والتي غالباً ما كانت الناس وتحديداً الشباب منهم يلجؤون الى متنفسهم الوحيد الجميل والمريّح للأعصاب إلا وهو اطلاق النكات الساخرة, تلك النكات التي غالبا ما تكون حصة الأسد فيها للفنان الشعبي المرحوم ابو خالد (سعدي الحلي) وسعدي الحلي يعتبر من الشخصيات المحببة لدى الشارع العراقي وربما تتجاوز حدود شعبيته وشهرته لتصل الى الكثير من البلدان العربية - احد تلك النكات التي اشتهرت في فترة الثمانينيات من القرن الماضي والتي لصقت له بسيكوتين التحبب لشخصيته ايام الماضي البعيد القريب (الله ما اجمل ايام الماضي . . . العمر يمضي ونحن نمضي والسنوات تهرب مسرعة ومازال العراق سفينة منخورة وسط بحر متلاطم الأمواج تأخذه امواج وترده امواج . . .!)

النكته تقول: بان الفنان سعدي الحلي كان مسؤولا عن حلقة اجتماع لرفاق بدرجة نصير في حزب البعث وهم كبار في العمر, وسعدي البياتي (الفنان العراقي الأخر) كان مسؤولا عن حلقة اجتماع مؤيدين في الحزب وهم صغار في العمر وبما ان الفنان سعدي الحلي كان كما تقول النكته مغرماً بصغار السن من اليافعين فأذا به أحد الأيام يأتي ويطرق الباب على الرفيق سعدي البياتي ويقول له: ماذا لو تبدلني او تبادلني, أعطيك كل عشرة انصار مقابل مؤيد واحد؟ !!!
وكما معروف ان النكات تحمل في طياتها احيانا كلام تهكمي لاذع او استعارة او ما شابه ذلك من استعراضات الحياة ولكن بصور تجسدها كلمات النكته بأسلوب فيه من المرح والضحك الشيء الكثير. . .

ما اريد ان اذهب اليه في هذه السطور وأضمن فيه النكته المنسوبة والملصوقة بسيكوتين المحبة والتودد للفنان المحبوب سعدي الحلي واتساءل بكل ما احمل من حب ومشاعر وطنية صادقة لهذا الوطن المذبوح من الوريد الى الوريد - من تلك النكتة المضحكة الساخرة اخلص الى السؤال التالي: لماذا لا نستبدل الكثير من نواب برلماننا المحنطين الذين لا يعرفون من الوطن إلا اسمه ومن السياسة إلا قشورها, لماذا لا نستبدل كل عشرة نواب (كما يقترح سعدي الحلي) رحمه الله, بنائب برلماني واحد من االبلدان التي تطبق مباديء الديمقراطية الصحيحة بمنتهى الوضوح والشفافية ليشاركوا آلام وهموم وتطلعات الشعب ويساهموا في سن وتشريع قوانين تصب لصالح الوطن والمواطن بدلا من نواب برلماننا المحنطين الذين يتحفونا بين الحين والحين في سن وتشريع قوانين تتماشى مع حجم قياساتهم ونزعاتهم السلطوية والحزبية والفئوية.

اعتقد لو افترضنا جدلا وسمحت لنا قوانين النظم الديمقراطية الدولية بذلك المشروع التبادلي فستتغير بلا شك خارطة الصراعات السياسية وسنخلص الى معادلة متوازنه في اقرار قوانين للصالح العام وتنتهي لغة المحاصصة وسيشعر الشعب بان مشكلتنا تكمن في هؤلاء البرلمانيين المتحابين المتخاصمين (الاخوة الأعداء) الذين يمتصون دماء ابناءنا ويذبحون الوطن مستندين الى شعارهم الأنتهازي (الغاية تبرر الوسيلة) . . !
هنالك نظام دراسي تبادلي تطبقه الكثير من البلدان الاوربية وامريكا وهذا النظام الدراسي التبادلي معمول به في الكثير من الجامعات العالمية هدفه اغناء ورفد الطلبة بمصادر وانظمة دراسية متعددة والاستفادة من المناهج والخبرات الاكاديمية والبرامج الدراسية المختلفة واعتقد لو كان بامكاننا استبدال نوابنا بنواب برلمانين آخرين اكثر نزاهة وامانة وحرصا وتفاني ضمن برنامج تبادل النواب البرلمانيين مع الدول ذات الانظمة الديمقراطية الاكثر تطورا ورقيا ونضجا وشفافية لكنا قد حققنا انجازاً ومكاسباً كبيرة ضمن فترة زمنية قياسية مع الحفاظ والمحافظة على وحدة العراق وعلى اموال ميزانية العراق المنهوبة ولكني اعتقد جازماً بأن نواب برلماننا لو طرح مثل هكذا مشروع سيرفضونه جملة وتفصيلا لأنه ببساطة سيحرمهم من كافة الامتيازات والحمايات وسيحرمهم من نفش ريشهم ويضع حداً لغرورهم وتبخترهم وسيحرمهم من الرواتب الخيالية التي لا توفرها لهم كل برلمانات الدول الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تبادل
حمورابي سعيد ( 2015 / 5 / 14 - 16:02 )
اخي احمد....واي دولة ديموقراطية تقبل بهذا التبادل ؟ اتبدل الورد بنواب لعبة اللكو؟تحياتي

اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟