الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقف الحرب – عقد مؤتمر دولي لمعالجة ظاهرة الإرهاب.

الحزب الشيوعي السوداني
(Sudanese Communist Party)

2001 / 12 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


بيان من الحزب الشيوعي السوداني

وقف الحرب – عقد مؤتمر دولي لمعالجة ظاهرة الإرهاب.
تتولى هيئة الأمم مع ممثلي الشعب الأفغاني التوصل إلى ائتلاف متوازن ومستقر للحكم.

إنشاء صندوق دولي لإعادة تعمير أفغانستان.


نعيد ونؤكد إدانتنا للارهاب، لكن نرفض خيار المصيدة: إما مع أمريكا أو مع الإرهاب! نحن ضد الإرهاب، وبذات الإرادة والمنطق ضد انحياز أمريكا لإسرائيل وتبرير إرهابها لشعب فلسطين، وانفرادها بامتلاك أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط! ومع إدانتنا للارهاب، لا نسلم لأمريكا بحق التعريف وحيد الجانب للإرهاب، أو حق وضع قاموس جديد للمصطلحات وتفسيرها، وحق ان تنفرد بوظيفة الاتهام والقضاء والجلاد. وفي ذات السياق، لنا قاموسنا الذي يدعم نضال فتح وحماس والشعبية والجهاد والديمقراطية وحزب الله، لأنه امتداد لنضالنا الوطني ضد اغتصاب الأرض وهتك العرض السياسي.
نقر للشعب الأمريكي بحقه في عدالة دولية تلاحق وتعاقب من دبروا ونفذوا تفجيرات الحادي عشر من أكتوبر، وإزهاق أرواح ما يزيد عن سبعة آلاف من الأبرياء من مواطني أمريكا وثمانين دولة. لكن ما من عدالة سماوية أو أرضية تبيح لأمريكا ان تعبئ ترسانتها العسكرية التي كانت تدخرها للحرب العالمية الثالثة، لتقصف شعب أفغانستان بالصواريخ بعيدة المدى وتمطره بالقنابل الموجهة بالليزر، وان صاحبها الإسقاط الجوي للإغاثة – وكأنها تُدمي وتضّمد، "تفلق وتداوي"!
نعيد ونؤكد ما سبق وذكرناه في بياننا الصادر عقب التفجيرات:- " ورغم ان أمريكا هي المتضرر الأول من الأحداث، إلا إننا نرى ان محاربة الإرهاب كظاهرة دولية، لا تضطلع بها أمريكا بعيداً عن راية الشرعية الدولية والأمم المتحدة…."، لكن الإدارة الأمريكية، تحت هول الصدمة، اختارت ان تنفرد بالقرار والتنفيذ، وتضع الشرعية الدولية أمام الأمر الواقع، وكأنها كانت تبحث عن ذريعة ومبرر لترجمة أحادية القطب إلى استراتيجية سياسية عسكرية لفرض هيمنتها على كوكب الأرض، ووضع يدها على المفاصل الحاسمة لمصادر الطاقة - البترول والغاز – في آسيا الوسطى وبحر قزوين – بعد ان أتاحت لها " عاصفة الصحراء " السيطرة والحماية على مصادر الجزيرة العربية – وان تحتل موقعاً فاعلاً في قلب المثلث النووي الأسيوي: الصين ، الهند ، باكستان، وتستكمل تطويق إيران وتعزيز العقوبات على العراق!
نلمح خلف السرعة المحمومة التي حركت بها أمريكا ترسانتها العسكرية، نوايا كانت مبيتة، وخططاً سياسية عسكرية كانت معدة سلفاً، ترعاها دوائر المصالح في الإدارة الأمريكية، خشيت ان تفلت منها الفرصة الذهبية التي أهداها إياها الإرهاب الأحمق، والتعبئة الوجدانية والكبرياء الجريح وإحساس المهانة في أوساط الرأي العام الأمريكي.
وتتمثل تلك الدوائر في : المجمع الصناعي العسكري الذي انحسرت

مصالحه نسبياً بنهاية الحرب الباردة والعودة للوسائط التقليدية للرأسمالية بالتوسع في الإنتاج الحربي لتجاوز الركود وإنعاش الاقتصاد - وفي بارونات احتكارات البترول العملاقة وثيقة الصلة بعائلة بوش – وفي غلاة اليمين في قيادة الحزب الجمهوري الذين يوالون الضغط على بوش الإبن، ليواصل من حيث انتهي رونالد ريقان وبوش الأب، لاستعادة مناخ الحرب الباردة وتجاوز اتفاقيات الحد من انتشار الأسلحة النووية والمضي قدما في تنفيذ برنامج حرب النجوم ونصب جدار الصواريخ – وفي رغبة الانتقام – تعويضاً للفشل – لدى وكالة المخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي وما تمتعا به من سمعة أسطورية وموارد بشرية ومالية غير محدودة، وأسبقية في تجنيد اكثر العقول ذكاء في الجامعات ومراكز البحث، والتعامل بأحدث وسائط ثورة العلم والتقنيات.
• تلتقي مصالح تلك الدوائر الأمريكية وتتضافر – رغم تناقضات المنافسة، مع مصالح مؤسسات وآليات الشكل المعاصر للهيمنة الإمبريالية، مجسداً في هيمنة الاحتكارات متعددة الجنسية والوزن الراجح للاحتكارات الأمريكية في بنيتها – وفي الاجتماع السنوي لقادة الدول الكبرى السبع لضبط إيقاع استراتيجية الهيمنة وامتصاص حدة التناقضات – وفي وظيفة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية – وفي اكتساح كل الحواجز والموانع أمام حركة رأس المال عبر الكرة الأرضية، والانتشار السرطاني لرأس المال الوهمي في مضاربات الأسهم وأسعار العملات، وبسرعة نبض الحاسوب – وفي الذراع العسكري لتلك الهيمنة، حلف الناتو!
• على ان دوائر الإمبريالية المعاصرة أخطأت الحساب، حين توهمت، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انها انفردت بالسيادة على مصير العالم، وفرض "أممية رأس المال" ، كما تقول الصحف – تحت ستار مصطلح العولمة! وإذا بها تفاجأ بالسرعة والعفوية التي تجمعت بها عناصر ومقومات أممية مضادة، وفي قلب الدول الكبرى السبع – أممية العمل والشعوب والعقلانية والاستنارة والإبداع والقيم الإنسانية وليدة عصر الأنوار والثورة البرجوازية في مجتمعات تلك الدول، أممية حقوق الإنسان والديمقراطية التعددية والعدالة الاجتماعية، أممية حق العاملين والمنتجين في ثمار إسهامهم في ثورة العلم والتقنيات، وحق شعوب العالم الثالث في محاربة الفقر ودرء الأوبئة والمجاعات وإعفاء الديون! أممية توحد مشاعر وتطلعات قوى اجتماعية متعددة المنابت والمشارب الاجتماعية والسياسية والفكرية، من مؤسسات رجال الدين في أقصى اليمين إلى منظمات الفوضويين في أقصى اليسار، ظلت تلاحق في دأب ومثابرة اجتماعات ومحافل مؤسسات وآليات الهيمنة الإمبريالية من مدينة سياتل في أمريكا إلى مدينة نابولي في إيطاليا – وكان ومازال لها فضل ابتدار المسيرات والمظاهرات الداعية لوقف الحرب ضد أفغانستان، بدء من مدينة نيويورك وميدان حدث التفجيرات، لتتداعى حركة الاحتجاج في المدن الأمريكية ومدن الدول الكبرى السبع وبقية القارات.
• حذرنا في بياننا سالف الذكر، من مخاطر ومحاذير الاتهامات العشوائية ضد العرب والمسلمين، والملاحقة الأمنية على الهوية، ونحذر اليوم من التلويح باسم العراق في أجواء هستريا الجمرة الخبيثة، قبل ان تستوثق أمريكا ان كان لماكفي، ناسف عمارة أكلهوما توأماً كيمائياً أو جرثومياً في المجتمع الأمريكي ومعامل ترسانة أمريكا من الأسلحة الكيمائية والجرثومية! وليت الإدارة الأمريكية اتعظت من تجاربها السابقة في هذا الصدد : تجربتها بعد هجوم اليابان على بيرل هابر وهستريا الشك التي دفعتها لحصر وحجز مواطنيها من أصل ياباني في معسكرات عازلة، ثم تراجعت واعتذرت. وتجربتها مع هستريا العداء للشيوعية والخطر الأحمر في الخمسينيات، ولجنة ملاحقة النشاط المعادي لأمريكا، برئاسة السناتور مكارثي وعضوية القاضي بارنيل توماس وعضوية رتشارد نكسون، وما أشاعت من إرهاب فكري وإدانات مسبقة!
• ومن سخرية الأقدار ان القاضي توماس أدين وحكم عليه بالسجن لتزوير كشوفات وقوائم المرتبات والإجور بإضافة أسماء وهمية. أما نكسون فقد أنهى حياته السياسية بفضيحة ووتر قيت ! ثم تجربتها في اختلاق ذريعة توسيع رقعة الحرب في فيتنام، حيث افتعلت وكالة المخابرات قصف سفينة أمريكية في خليج تونكن، لتبرير توسيع رقعة الحرب أمام الرأي العام الأمريكي المعارض للحرب ويطالب بعودة أبنائه أحياء من فيتنام وليس أشلاء في توابيت! وقد يعودون أشلاء في توابيت من أفغانستان إذا اتسعت الحرب البرية. فالقصف الجوي الذي حسم الحرب في صربيا وكوسوفو لا تتوفر له كثافة الأهداف في أفغانستان.
• دخلت الحرب أسبوعها الثالث، وكيلا تمتد إلى شهرها أو عامها الثالث، نضم صوتنا إلى نداء شعوب العالم وصوت العقل، لوقف الحرب، وعقد مؤتمر دولي لمعالجة ظاهرة الارهاب، وان تتولى هيئة الأمم مع ممثلي الشعب الأفغاني التوصل إلى ائتلاف متوازن ومستقر للحكم، وإنشاء صندوق لإعادة تعمير أفغانستان.

الخرطوم : 24 أكتوبر 2001 ‎ سكرتارية اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوداني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة