الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا صديقي العزيز شاكر جواد كاظم (ابو زيد )*

عبد الحسن حسين يوسف

2015 / 5 / 14
الارهاب, الحرب والسلام


وداعا صديقي العزيز شاكر جواد كاظم (ابو زيد )*

عبد الحسن حسين يوسف

يا صديقي الراحل العزيز

اني مؤمن ايمانا مطلقا ان الانسان لا يموت مرة واحده ولكن يرحل على اجزاء تصغر هذه الاجزاء او تكبر تبعا لاسباب رحيلها وبرحيلك عزيزي الغالي فأني لا ارثيك ولا ارثي الجزء الذي رحل من جسمي معك بل ارثي الجزء المتبقي من هذا الجسم الذي تحول برحيلك وبرحيل الاحبة الذين سبقوك الى جزء لا يستطيع ان يتحمل رحيل أي جزء غير الجزء الذي رحل معك ولا يريد ان يفقد جزء آخر بل يرغب ان يرحل ما تبقى منه مرة واحدة ليودع مأساة يسميها الاخرون حياة في حين انها مكان للتعذيب لا يقل عن ما لا قيناه معا في غرف تعذيب الجلادين في حكمهم المقيت ..
ايها الصديق العزيز .....
انت تعرف اني لا اتفق معك فكريا فانت من حزب الدعوة الاسلامية وفقدت في انتمائك لهذا الحزب ثلاث من اخوتك في مقصلة صدام حسين وفقدت والديك الذين لم يتحملوا رحيل اولادهم في يوم واحد فرحلوا بعدهم سريعا وانت الذي فقدت سنين من عمرك متنقلا بين سجون الطاغية ومعتقلاته وتعتقد انت الى يوم رحيلك بتفجير اجرامي نفذه ايتام صدام ولكن بلباس ديني ان النهج الاسلامي هو الحل لمشاكل العراق وانا الشيوعي الذي يحمل معه أربعون سنة من الالتزام الفكري والتنظيمي والذي اعتقد والى يوم رحيل ما تبقى من جسمي ان الفكر الشيوعي هو الحل ....
عزيزي الراحل ...لم تمنعنا ألتزاماتنا المتناقضة من ان نكون صديقان لا يمر يوما واحد دون اتصال ونقاش بيننا على النت او على الهاتف ولا يمر اسبوع دون ان نلتقي في المقهى القديم في شارع السعدون الذي عندما كنا شبابا نسميه (مقهى المعقدين ) والذي كنت اسميه انا (مقهى الاممية الثانية) وذلك للخليط الفكري غير المتجانس لجلاسه.
يا صديقي العزيز سوف لن افارق هذا المقهى بل سأجلس فيه لاعيش مع الجزء الراحل من جسمي.... .
سأجلس بنفس المكان الذي تعودنا الجلوس فيه.... .
سأتذكر نفس الكلمات التي كنت تقولها في مزاحك المستمر مع جعفر صاحب المقهى....
سيبقى جعفر معجبا بصداقة حميمة بين اثنين نقيضين فكريا أحدهم شيوعي والاخر من حزب الدعوة الاسلاميه ....
سوف لن افارق مشغلك الذي اسميته (آفاق الحروف ) بعد ان اقنعتك بالابتعاد عن الاسماء الدينية التي كنت ترغب ان تسميه بها...
سوف لن اترك اولادك زيد ومصطفى واشجعهم ان لا يتركوا هذا المشغل لانه عنوانهم وعنوانك ومكان لأحد أجزائي الراحلة.....
ساعيش بما تبقى من جسمي بعد رحيل الجزء الاكبرمنه بالفقدان المستمر لمن احب بالامل بان رحيل بقايا جسمي لن تستمر طويلا لانها لا تتحمل رحيل جزء آخر عزيز منها دون رحيل باقي اجزائها مجتمعه .....
املي المطلق ان الحياة لن تستمرطويلا تحت حكم الطواغيت وان الليل لن يطول وان الفجر أت لا ريب فيه ....
عذرا ياصديقي العزيز ان رثائي قد تاخر لانشغالي بمرافقة جثمانك من المستشفى وبحضور عزائك كما ان هول الصدمة افقدني النطق واوقف تجميع الكلمات لدي لان رحيلك اكبر من الكلمات يا جاري وصديق العمر الراحل شاكر جواد كاظم (ابو زيد ) ........
..........................................................................
*لقد رحل صديقي ابو زيد في التفجير الاجرامي الذي طال المواطنين في مساء يوم الثلاثاء الفائت 13 - 5 -2015في منطقة الباب الشرقي وتوفى في المستشفى بعد ان عجز الاطباء من انقاذه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ