الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشاء الاخير

مشتاق جباري
كاتب

2015 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو الرجل القصيربعين البعض (قصير النظر ) وهو يحاول استغلال حالة الضعف والحرب التي تعيشها الدولة الام لأعلان دولته الكردية ,وقد تجاوز سياسيو كردستان البراغماتية السياسية المعتادة ليدخلوا حالة اللامنطق واللاوضوح ,والعشاء الاخير للرئيس بارزاني (الرجل القصير والسريع الحركة والمحمل بأحلام الاسلاف وطموحاتهم )يختتم كل زياراته ويشدد خلال تصريحاته على حق تقرير المصير ,لاشك ان الدولة الكردية قادمة ,ولكنها لن تهدأ او تجد الطريق امامها سالكآ في واقع مليء بألمتغيرات المتلاحقة وهذا ما يتخوف ويحذر منه شركاء البارزاني وهم الذين يحملون نفس الحلم ولكن رؤيتهم تختلف عن رؤية البارزاني الذي يرى ان الوقت قد حان لأعلان دولته حتى لو بمنطق القوة ان اقتضت الضرورة ,ولايمكن للدول الضامنة والمتعهدة بحماية الدولة الموعودة ان توفر ما يجعل الشعب الكردي ينام مطمئنآ في جباله ,هذه حقيقة اصبحت جلية بعد ماحدث ولازال يحدث عسكريآ وسياسيآ واقتصاديآ ايضآ ,وفرضية التقسيم التي يرى الاخرون انها مشروع حدد معالمه جون بايدن بشكل غير مباشر اصبحت تظهر وتتحدث عن نفسها بقوة خصوصآ بعد المشروع الامريكي الذي قدم للكونغرس عبر احد النواب ومن ثم تراجع عن النقطة التي تتحدث عن تسليح دويلات لادولة وهو بالون اختبار اطلقه الامريكيون لعرفة ردود الافعال لدراستها جيدآ وتوقع ما تحمله من جدية في الطرح وقد كانت ردود الافعال شديدة جدآ من قبل المكون الشيعي وقياداته التي حملت معها حتى التلويح بألقوة المفرطة عبر تصريح السيد هادي العامري زعيم منظمة بدر المنخرطة في القتال ضد داعش بقطع يد من يريد ان يعبث بأستقرار العراق ,ولايبدو الامريكي مستعجلآ في تحقيق ما يريد ,والاستعجال هو الحالة المتحكمة بأفعال مسعود البارزاني الذي يصول ويجول (سياسيآ ) وهو يملي شروطه على الاخرين ,والعشاء الاخير لن يكون بين بغداد واربيل فقط بل انه قد يصل في رائحة شواءه الى غرب العراق الذي يغلي تحت نيران الحرب مع دولة الخلافة التي تحمل ايضآ حلمآ اخرآ من احلام اليقظة التي اصبح العراقيون يعيشون فيها كثيرآ هربآ من واقع مؤلم ,وحلم الدولة المستقلة اعتقاد غرس في الاذهان المرهقة بفعل الاحداث الدموية المتعاقبة التي جعلت الجميع يعتقد انه عصآ سحرية تحمل كل الحلول, وقد وصلت عدوى الانفصال الى غرب العراق وصولآ الى البصرة التي تلوح بألفدرالية وهي تخجل او تتخوف من الحديث عن الانفصال ولكنها حين تشعر بلذة اللامركزية الكاملة ستطالب بألانفصال وهذه احدى المؤشرات الواضحة على حالة اللانضوج السياسي والاداري في العراق ,ولانريد ان نتحدث بألفرضيات ولنقل ان الحالة الكردستانية مختلفة جدآ عن غيرها,ولنبحث مع حكومة بغداد عن حلول لمشاكل كثيرة يسعى العبادي وفريقه لأحتواءها وتقريب وجهات النظر للخروج بحلول تقنع الجميع ,وربما تكون رحلة السيد عادل عبد المهدي وزير النفط العراقي الى كردستان هي احدى الخطوات على الطريق الصحيح رغم الظغط الكبير الذي يتسبب به السيد مسعود بارزاني على حكومة بغداد بسبب تصريحاته ونواياه الواضحة ,وليس بعيدآ ايضآ يتحرك العيساوي والنجيفي الى واشنطن للشكوى والبكاء والمطالبة بألتسليح وكبح لجام الميليشيات التي يمدتحها تارة زعماء السنة بقولهم ان الحشد الشعبي هو الضمانة لامن العراق وتارة يذمونها ويصفونها بصفات كثيرة حين لاتجري الرياح بما تشتهي سفن السياسة ,ومع المتغيرات الكثيرة في المنطقة ومع تصاعد دخان الازمات واختفاء افاق الحوار والوسطية والهدوء في التعامل مع مشاكل المنطقة يرتدي سياسيو الواقع في العراق ثوب المشاريع الاقليمية ,ويعمل المتطرفون من كل الجوانب على اضعاف الدولة اكثر مما هي ضعيفة عبر توجيه الضربات المتلاحقة لها اعلاميآ او سياسيآ او حتى ميدانيآ كما حدث في احداث منطقة الاعظمية الاخيرة التي صفق لها الانفصاليون وبكى واشتكى منها الوطنيون ,ولايريد الشعب العراقي عشاءآ اخيرآ على بقايا منازله او على بقايا جثث ابناءه المقطعة ,بل يريدونها بردآ وسلامآ ,وهي لاتكون بردآ وسلامآ لأن الذين يعملون على حفظ مواقعهم والانتصار لمشاريعهم لايفهمون لغة الفقراء والخائفين وانما يفهمون لغة الارقام والمتغيرات وفرض المنطق بألقوة ,وهي لغة موت وتخلف ورجعية ,وقد استنسخت كل التجارب السيئة في المنطقة لتطبق في العراق من جديد مع اجراء بعض التعديلات عليها,ترى هل سينتصر الاعتدال والوسطية ام اننا على اعتاب زمن الدويلات المتناحرة ...؟ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل