الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تساؤلات ملحة حول دور المرجعية

احمد عبدول

2015 / 5 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما يراودني ذلك التساؤل الملح والمتأخر نوعا ما, والذي لم استطع منه فكاكا طيلة عدة سنوات ,التساؤل باختصار هو كالآتي لماذا دعت المرجعية ابان الانتخابات الاولى عام 2005 الى انتخاب قائمة تمثل مكون مذهبي معين من مكونات الشعب العراقي ,وكان ان تكرر الامر عام 2007 عندما عادت المرجعية لتدعوا الى انتخاب قائمة تحمل ذات المواصفات التي تمتعت بها القائمة السابقة (القائمتين الشيعيتين 169,والقائمة 555) .
لا اكتم القارئ اني كنت احد من انتخب القائمتين وبالتعاقب ,فقد كنت كالكثيرين يشدني الحماس اتجاه من شكلوا اعرض جبهة مسلحة بوجه اعتى نظام ديكتاتوري عرفه تاريخ المنطقة ,كان ذلك الدافع الاكبر الذي جعلني اتحمس لانتخاب القائمتين ,وهو دافع مشروع ,ضمن تقاليد النظام الديمقراطي الذي استبشرنا به بعد عام 2003 ,ومع كل ذلك فقد كان الخوف يراودني من حين لآخر على المشهد السياسي داخل العراق ,الذي اخذ يعاني اضطرابا كبيرا بسبب اعتماد لغة النسب والارقام على اسس طائفية ومذهبية وعرقية .
لقد اخذت التساؤلات في السنوات الاخيرة تلاحقني بشدة وهي تسعى للمزيد من الاجوبة والتوضيحات ,فكيف غاب عن حسابات مرجعية النجف ان الدعوة لانتخاب قائمة تمثل مكون مذهبي معين ,ليس له عهد بتجربة واقعية في السلطة من جهة ومن جهة اخرى انه مكون غير مرحب به من قبل سائر القوى التي تمثل الثقل الاكبر على المستويين العالمي والاقليمي سوف يسهم في تفاقم الاوضاع داخل العراق ؟كيف غاب عن حسابات مرجعية النجف ان الدعوة لانتخاب قائمة ذات لون واحد سوف تزيد من احتمال تعرض وحدة العراقيين الهشة اصلا الى مزيد من الانقسام والتشرذم ؟.
لماذا لم تدع المرجعية الى انتخاب قائمة وطنية شاملة تضم مكونات الشعب العراقي , تشرف هي على تكوينها وتقف على تشكيلها , عبر سلسلة من الوكلاء والمعتمدين ؟لماذا لم تدع المرجعية الى تشكيل جبهة انتخابية تضم ابن ميسان والبصرة والنجف وكربلاء الى جانب ابناء صلاح الدين والانبار والموصل ؟فاذا غاب ذلك الامر عن حسابات المرجعية بالأمس , فهي اليوم مطالبة ومن باب اولى بتفعيل ذلك المشروع الوطني الذي نحن بأمس الحاجة اليه للخروج من قمقم الطائفية التي سوف تحيل العراق قاعا صفصفا .
قد يقول البعض ان الاقدام على ترشيح ودعم هكذا قوائم من قبل مرجعية النجف ليس بالأمر السهل والهين ,فقد تقف بعض الكتل والاحزاب موقفا سلبيا من هكذا توجهات ,ومثل ذلك الامر غير مستبعد الا ان المرجعية الدينية وبما تمتلكه من قوة وتأثير على مجمل المشهد السياسي داخل العراق سوف يكون بمقدورها تلافي حدوث اي مضاعفات تعيق تشكيل هكذا قوائم , ,فضلا عن انها باتخاذ مثل تلك الخطوة تكون قد جربت ما لم تجربه بالأمس لعله يكون سببا من اسباب عودة عربات سكة القطار العراقي الى وضعه الطبيعي والامن .
الحقيقة ان امر طرح هكذا تساؤلات يعد امرا منطقيا ,لا سيما ونحن اليوم مطالبون بمراجعة الكثير من قناعاتنا السابقة ,وهذا لا شك نابع من خوفنا على مصير بلادنا ومستقبل ابناءنا ,الا ان ما يعد غير طبيعي ان لا نجد من يكلف نفسه عناء الاجابة على تلك التساؤلات الملحة والمنطقية والمبررة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدسات الكاميرات تلتقط غفوة لـ بايدن خلال حفل أندريا بوتشيلي


.. عمليات بحث عن ناجين بعد قصف منزل بحي الشيخ رضوان




.. أمريكا تفرض عقوبات على الجهات التي تمكن أنصار الله من تحقيق


.. سوليفان: المقترح الإسرائيلي الذي كشف عنه بايدن يمثل خارطة طر




.. أخبار الصباح | الجيش الإسرائيلي والمخابرات عرفا بهجوم 7 أكتو