الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(3)

ماجد الشمري

2015 / 5 / 15
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


"بدون تحرر المرأة لن تكون ثورة،وبدون ثورة لن تتحرر المرأة"
-لينين-

هذا الازدواج المتناقض الذي ترزح تحته المرأة ينمو ويتجذر بالايديولوجية الدينية الرعوية الابوية السائدة والمهيمنة،والتي معيارها ورمزها للشرف هو(الانثى المغلفة)والمختومة بالشمع الاحمر كقيمة القيم العليا!!والحرمان العاطفي والجنسي كواقع معاش يدعم هذه الثقافة،وهذا الفهم كلاشعور جمعي وفردي يخضع له الجنسان معا(الرجل والمرأة) كمسلمات اجتماعية،غير قابلة للسؤال!فالمرأة لاتجد نفسها الا منظورة من زاويتين مختلفتين:فالاسرة(الاب،الاخ،الزوج،العم)،والعرف الاجتماعي العام،مكبلان بقيود التقاليد الهرمة والتي عفا عليها الزمن،يأبون ان يروا في الانثى(انثى)!فهذا يترتب عليه الممارسة والاشباع الطبيعي للغرائز البشرية،والذي هو دنس مرفوض وعار وتلويث للشرف المصان الا من خلال مؤسسة الزواج المشرعنة دينيا واجتماعيا،ومن الزاوية المقابلة نجد الرجال اللاهثون كالكلاب المنتعظة من الحرمان والجوع الجنسي الكافر!لا يريدون ان يروا منها سوى الانثى(الانثى)!نداء الطبيعة المدمر اذا لم يلبى فانه يقوض المجتمعات ببطء..الايديولوجيا الدينية البطرياركية السائدة لاترى في الممارسة الجنسية المباركة شرعيا في دائرة الاسرة ،الا وسيلة للانجاب والتكاثر وزيادة النسل،لا لللذة او المتعة الخالصة لافراد احرار كغاية وهدف طبيعي وحق انساني لايقبل السلب،وينظر للمرأة كموضوع او وعاء لاذات او كيان او طرف مشارك في النشاط الجنسي!ولا حاجة لذكر ما تحفل به مجتمعاتنا من فضائح وظواهر سرية مسكوت عنها او عرضة للتجاهل والاخفاء!!...ان مشكلة المرأة ليست مسألة جندر بحتة،كما وانها ليست ايضا من ضمن مشكلة الصراع الطبقي فقط،انها مشكلة ثقافة الرجال الذكورية ايضا.ورغم الخصوصية لقضية المرأة والتي تميزها وهي مهمة،الا انها اولا واخيرا قضية الصراع الطبقي الشامل عموديا وافقيا داخل المجتمع،فالطبقي والجندري مفهومان متلازمان ومتكاملان لاينفصلان،والنضال النسوي يجب ان يمارس على كل الجبهات والحقول،وفي وقت واحد،ولا يجوز اختزال قضية المرأة الى البعد الطبقي فقط،فوضع المرأة ليس نتيجة لذلك الصراع،بل هو احد ابرز العوامل،وان تسيد الرجل داخل مؤسسة الزواج والاسرة نتيجة لتفوقه الاقتصادي،وبمجرد حدوث المساواة الاقتصادية في الاجر والعمل،يتنفي اضطهاد المرأة وتبعيتها للرجل في كل شيء!!هذه اوهام!!فحتى لدى ارقى دعاة تحرير المرأة من مثقفين ومفكرين نجد تمييزا واضحا ضد المرأة،وان كان مستترا!!فدونية المرأة وقوامة الرجل عليها هو فيروسا خبيثا ومنتشرا يعيش في الخلايا العقلية والنفسية والثقافية دون رادع او مناعة عند الرجال وتقبلته المرأة وصار جزءا من بنيتها العقلية والسايكولوجية،ومن العسير التخلص منه.ويبقى التمهيد للحل الجذري لاشكالية بيت العنكبوت هذاهو القيام بعملية(بروسيس) التغيير الاجتماعي الطبقي،وعبر صراع تشترك فيه المرأة مع الرجل لقلب الاوضاع الاجتماعية المتخلفة،وبدءا بالمفاهيم والقيم السلفية المتعفنة،وانتهاءا بدحر الطبقة البرجوازية الكمبرادورية الطفيلية والتابعة لمراكز الرأسمال المالي المعولم السائدة ايديولوجيا وثقافيا والمتسلطة سياسيا واجتماعيا،والتي من مصلحتها ابقاء الثقافة الذكورية-لانها ثقافتها-احتقار المرأة وتبعيتها،ولكون اضطهاد المرأة مزدوجا فهي اجيرة رب العمل وعبدة العبد!فيجب ان يكون نضالها ايضا مزدوجا:مع الرجل العامل طبقيا،وضد الرجل البطرياركي ثقافيا وتربويا.ان تركيز النشاط النسوي كممارسة او فكرداخل دائرة جنسية احادية ومقفلة عن المشاكل الاساسية في المجتمع الطبقي-ان حرية المرأة الحقيقية هي بالنهاية حرية اجتماعية،اي دخولها المجتمع والفعل فيه-لايساعد كثيرا على تغيير وضعها بل ربما يؤدي على المدى البعيد،وبعد تطور المجتمع الى نوع من الرفض النسوي ضد الرجل،تحمل ملامح انعزالية على غرار ما نشهده في بعض الحركات النسوية(الفيمن)في اوربا وامريكا وافريقيا..ان نضال المرأة في عصرنا الراهن هو نضال شائك ومرير وطويل وعسير،ويجب ان ينصب على جبهتين:الاولى النضال ضد الامتيازات التاريخية المتعسفة والتي كرستها المجتمعات الابوية للرجل،والسعي من اجل الديمقراطية بكل معانيها،والمساواة في كل الحقوق:من سياسية وقانونية ومدنية واقتصادية،والتغيير الجذري والشامل للمناهج والسرديات المنحازة والمتبنية للفكر الغيبي والذكوري.والجبهة الثانية هي النضال مع الطبقة العاملة يدا بيد ضد المجتمع الطبقي،والكفاح ضد الاستغلال والاغتراب والهيمنة التي تستلب الجنسين معا،و من اجل عالم افضل وجديد وحر.."فقط في المجتمع الشيوعي،وبعد اختفاء الزواج الاحادي البرجوازي،واختفاء سببه الملكية الخاصة،سينشأ نمط جديد من العلاقات الحرة بين شخصين،بين الرجل والمرأة،تدوم مادام الحب وتنتهي بأنتهائه،وهكذا يتحرر الجنس نفسه من التشيؤ البضاعي،من التقاليد والاخلاق القمعية،فقط في الاشتراكية وفي طورها الارقى يسود مبدأ اللذة على مبدأ الالم..عندها تمتلك المرأة جسدها المصادر منها اليوم لتستخدمه كما يلذ لها هي لاكما يلذللرجل المالك لها"..ولكي نحقق ذلك يجب القضاء على (المنيتور)الوحش الرأسمالي العولمي المتوحش وامتصاصه لدماء الكادحين،نحتاج الى سيف ثيسيوس وخيوط اريادن!!!!!!نعم يقع عبء تحرر المرأة على عاتقها اساسا ولكن يجب ان تتضامن مع الرجل من اجل تحرر العمل وفي نفس الان ان تقف مع اليسار الثوري من اجل تحطيم مايكبلها ويستعبدها كجنس ثاني اقل قيمة من الرجل وتلك لعمري مهمة شائقة تأخذ زمنا دهريا مترع بالصراع والكفاح!!......................
.................................................................................................................................................................................
...وعلى الاخاء نلتقي....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوعي بواقع المرأة .
محمد عبد الجبار ( 2015 / 5 / 15 - 19:56 )
الهدف من المقال هو نشر الوعي بواقع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي ومحاولة هدم البناء المشوه الذي بنى المجتمع نظرته عن المرأه وهي عن نفسها و يجب ان تسعى هي لتغييره . هذا ما فهمته من المقال وشكرا لك على هذا المقال المفيد .

اخر الافلام

.. شهداء وجرحى إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرا


.. الشرطة الأمريكية تعتقل طلبة معتصمين في جامعة ولاية أريزونا ت




.. جيك سوليفان: هناك جهودا جديدة للمضي قدما في محادثات وقف إطلا


.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي




.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة