الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجهاض

شقرون رضوان

2015 / 5 / 16
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


ياتي النقاش الحالي حول موضوع الاجهاض ضمن سياق عام تتسارع فيه الاحدات و يحاصرفيه المستقبل بمجموعة من النصوص القروسطية وفي سياق زمني تسود فيه سلطة الماضي الذي ينبغي التسليم بمقتضياته و حاضر يبحت عن ذاته وبين الرغبة في التواصل مع المستقبل و الرغبة في تجديد الذات الحاضرة تظهر ظواهر تفرض مصداقيتها و لمعالجة هذه الظواهر يقتضي الامر وجود اساس مادي و جهاز فكري و فلسفي يتمكن من الامساك بالمسببات و اقتراح الادوات القمينة بمعالجة كل ظاهرة منن الظواهر او موضوع من الموضوعات.
• ان الحديت عن ظاهرة الاجهاض ليس هو الحديت عن رخصة الاجهاض ،فالاجهاض من حيت كونه عملية قيسرية يمكن ان تكون بارادة الطرفين و يمكن ان تكون برضى طرف دون طرف اخر اما داخل اطار رسمي او غير رسمي و موضوع نقاشنا هو الجانب الغير الرسمي او الغير المشروع.
اذا انطلقنا من فكرة اساسية مؤداها ان القانون الجنائي يجرم العلاقات الجنسية خارج المشروع اي مؤسسات الزواج فان اية محاولة للحديت عن الاجهاض بمنطق الغير المشروع يجعل الشرط الاول مفقوداوللتحاور مع هذه الظاهرة التي و ان لم نتحدت عنها فهي تمارس بطرق غير مشروعة ينبغي الوعي بان كل ظاهرة اجتماعية هي امتداد لظواهر اخرى . وان كان المشهد الحالي يجعل من النقاش حول الاجهاض نقاشا اللحظةفان التعبئة الاعلامية للموضوع و النقاشات الدائرة حوله تفتقد لارضية التواصل معه الامر الذي يجعل الخطاب تسوده الضبابية ..
ان البحت عن رخصة الاجهاض داخل فصول المؤسسات المهتمة بالمراة و ما يحمله بطن المراة هو حديث عن امتداد الثاني للاول بيولوجيا و عاطفيا بحيت يصبح ما تحمله صورتها و امتدادها و كما ان من حق المراة تحديد اختيارها و تحمل مسؤولية الاختيار في التعامل مع جسدها و ما يخرج منه او ما يضاف اليه لهذا، فان التعامل مع حق المراة في تحديد نسلها هو امر وارد لاننا خرجنا من الاسرة الممتدة الى الاسرة الذرية و هدا ناجم من طبيعة الحال عن التحولات الاقتصادية و التي اضحت تفرض على المجتمع نمط عيش غير النمط التقليدي الذي كان يدور في فلك القبيلة او العشيرة.
لهذا فان التسريع من وسائل الضبط و الرقابة لا يعني البتة ضمان التوازن السليم في المجتمع بقدرما يعكس توجه الترسانة القانونية نحو تقنين جسد المراة بما يتناسب مع منطق التعدد و التبعية للسلطة الذكورية و اجترارها بدون رغبة او لنقل على مضض.و بالتالي تصبح المراة خاضعة للهندسة الاجتماعية بحمولاتها الايديولوجية القروسطية و لهذا فموضوع الاجهاض هو موضوع يدخل ضمن خانة الحريات الشخصية و التي من المفترض ان يتم التعامل مع هذا الموضوع بنوع من الشفافية لان اقرب طريق لتفهم و فهم هذا الموضوع هو محاربة من يستغلون ضبابية هذا الملف من اجل الاشتغال في الخفاء كخفافيش الظلام الامر الذي يشكل خطرا على صحة المراة التي هي اساس المجتمع.
اما الحديت عن دور المراة باعتبارها ماكينة تفريخ بمنطق الولود فان الرسالة ينبغي ان تكون واضحة بدون تشفير لمن يهللون للخطاب الاسود بمعطيات اقل ما يمكننا القول عنها انها تفتقد للجدية في القول و الفعل فما الذي يمكن ان تفيدنا به المالكية في هذا الموضوع اليس التطاحن بين المالكية و الحنبلية و الشافعية و الحنفية يعد مبررا شرعيا لقبول هذا الموضوع ؟!!ام ان موضوع المراة و ما يرتبط بها يعد منتوجا استهلاكيا يحق للكل الخوض فيه بمنطق التمركز حول الانا الذكورية التي تشبعت بثقافة القسمة الثنائية و الفصلية بين انا و هي:
ان حق المراة يتوقف عندما تكون الخلفية الفكرية لمن يقولون انهم يهتمون بموضوع المراة بانها تمتلك نصف الحق فكيف يمكننا مشاركتهم في موضوع نعلم نتائجه منذ البداية لان مقدمات الحكم عليه قائمة في شبه الثقافة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -