الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقابر الجماعية .. عناوين الشهادة العراقية

حسين علي الحمداني

2015 / 5 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



مثلت المقابر الجماعية التي خلفها النظام البائد في العراق سمة هذا النظام في سنوات حكمه الطويلة حيث شكلت هذه المقابر المنتشرة في عموم البلاد ظاهرة إن دلت على شيء فإنما تدل على همجية وعدوانية وشوفينية هذا النظام الذي أستخدم البطش والتنكيل لغة للحوار مع أبناء الشعب وقواه الوطنية التي كانت تكافح من أجل العراق وحريته فكان نصيبها آلاف المقابر التي ضمت شباباً ومفكرين وطليعة المجتمع العراقي .
والمقابر الجماعية في العراق توزعت على كافة المدن العراقية كما توزع أزلام النظام ألبعثي المقيت على هذه المدن وسنوات حكمه التي امتدت لأربعة عقود ذاق خلالها الشعب العراقي وقواه الوطنية الويل والبطش والتهجير والأنفال وسحب الجنسية وإسقاطها على من عارض نهج وفكر الطاغية المقبور في سنوات حكمه خاصة وإن تقارير منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية تقدر ضحايا المقابر الجماعية في العراق بأكثر من 500 ألف شخص وأكثر من 300 مقبرة جماعية.
ونحن هنا نجد بأن المقابر الجماعية التي باتت جزءاً من تاريخ نظام أسود هي في نفس الوقت صفحة خالدة في تاريخ الشعب العراقي الذي قدم الغالي والنفيس في سبيل الحرية وقال شباب العراق ومثقفوه كلمتهم بوجه الطاغية ورفضوا منهجه الدكتاتوري والشوفيني في حكم بلد متنوع القوميات والأعراق ومتعدد الأيدلوجيات ولا يمكن أن يقاد من قبل رجل واحد ركز لأكثر من 35 سنة من حكمه كل السلطات بيده وقاد البلاد لأتون حروب خارجية وداخلية دفع أبناء الشعب العراقي ثمنها وثمن أخطاء هذا الطاغية .
علينا أن نوحد الجهد العراقي إزاء هذا الملف خاصة وانه يشمل كل مكونات الشعب العراقي ولا يمكن أن يقتصر على فئة دون أخرى ومحافظة دون سواها وان نجعل من ملف وقضية المقابر الجماعية حالة نرتقي من خلالها لأن نمنح شهداء المقابر الجماعية ما يستحقونه من تخليد في ذاكرة شعبنا وأجيالنا القادمة التي تدين لتضحيات هؤلاء الشهداء بما نحن فيه الآن من حرية وديمقراطية وتعددية ناضلوا من أجلها ودفعوا ثمنها من أجل أن نصل نحن والأجيال العراقية القـادمة لما وصلنا إليه اليوم.
ومن الضروري أن نؤكد بأن الذاكرة العراقية تحفظ الكثير من الأحداث التي مر بها البلد في سنوات حكم الطاغية المقبور ولكن فيما يخص المقابر الجماعية فإنها تحتاج لتوثيق أكبر مما يتصوره البعض وأن تكون جزءاً من المنهج المدرسي لتأخذ حقها واستحقاقها النضالي في الذاكرة العراقية التي عليها أن تخلد من ضحوا من أجل الشعب العراقي ومبادئه وحريته، وأن تكون الأجيال العراقية على علم ودراية بما حدث في عقود حكم البعث البائد من أجل أن يعرف الجميع كم هي سوداء تلك الحقبة من تاريخ العراق وشعبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية