الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشرب سم أنت والخلفوك

محمد باني أل فالح

2015 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


كان وما زال الوضع المتردي في العراق تعود أسبابه الى فقدان بعض شرائح المجتمع الى الثقافة السياسية وحسن الاختيار والأمية السياسية التي يتمتع بها ثلة من السياسين الذين تمكنوا من القفز الى واجهة الأحداث والجلوس تحت قبة البرلمان والتحكم بمصير الملايين من أبناء هذا الشعب المبتلى بأقزام الساسة المتخندقين خلف الأجندة الإقليمية والطائفية والانتهازية والأصولية والنفعية والحزبية بينما يعاني المجتمع عدد من المشاكل والأزمات التي تنخر بمخالبها يوميا رقاب مئات الأبرياء دون أن يكون لهؤلاء الطارئين على حلبة الصراع السياسي أدنى شعور بالمسؤولية .
السنوات العجاف التي مر بها العراق على أيدي مرتزقة الحرب والأربعين حرامي المتخندقين تحت قبة البرلمان بحصانة برلمانية وقانونية تعكس مدى ضحالة الفكر المتصدي للعملية السياسية وفقدان المجتمع لقادة يمتلكون القدرة على القيادة وإمكانية التغيير التي يتمتع بها السياسي وتؤكد جميع الأحداث التي تتسرب بين الفينة والأخرى من خلف جدران الأسمنت الرصاصية المسماة عبثا بالمنطقة الخضراء تراجع المستوى الثقافي والعلمي للغالبية العظمى لسياسي الصدفة التي جاءت بهم معايير الشراكة الوطنية والتوافق السياسي فليس بينهم من جاءت به أصوات الناخبين بتاتا أنما مزدوجي الجنسية والعلاقات الشخصية والمحسوبية والمال الحرام هو الطريق الذي سلكه هؤلاء الشرذمة فمنهم من أمتهن القتل ومنهم من أمتهن السرقة ومنهم من جمع بينهما وهم مكبلين بأجندة طائفية وقيود سياسية وأملاءات حزبية تكتظ بهم مقاعد البرلمان بين غاط في نوم عميق وسارح لا يعلم ما يدور حوله من نعيق وأبله كأنه متسول على جادة الطريق ونائبة متشحة بالسواد كأنها البطريق وأخر مشغول بنقاله مع الصديق لا يجيدون من فن السياسة سوى التصفيق ولا يعلم من عمل البرلمان سوى أنه أصبح في الحزب رفيق وعليه الطاعة والولاء وأنه ليس سوى رقم في الفريق ويكفيه الجلوس والنظر والتحديق والدعاء لرفاقه بالتوفيق .
الأزمة السياسية التي يمر بها البلد مفتعلة بأنامل سياسية ويدفع ثمنها أبرياء من خلالهم أستطاع تجار الحروب والسراق تسلق سور البرلمان والجلوس على خزائن هذا البلد المعروف بساحة كهرمانة والأربعين حرامي وهذا ما حدثنا عنه التاريخ على أنه أمر فريد في مكنونه وعظمته حدث في سالف العصر والأوان كيف بنا وقد دخل العراق موسوعة غينيس للأرقام القياسية كوننا من أكثر البلدان فسادا وانعداما للأمن وأكثرها فقرا رغم ثروتنا النفطية الضخمة وتصاعد الارقام الخيالية للميزانية السنوية عام بعد عام منذ تغيير النظام البائد والى اليوم والمفارقة نجد غياب الحسابات الختامية في كل عام عن الموازنة وهو الدليل على حرفية الحكومة والبرلمان في سرقة المال العام طيلة السنوات الماضية وما تناقلته مواقع داعش عن الاموال وسبائك الذهب التي تم العثور عليها في بيت النجيفي وضخامة تلك الاموال لهو دليل على انتقال ميزانية الدولة الى جيوب الساسة دون أدنى وازع من ضمير هذا والنجيفي يحسب وفق تصنيف البرلمان ضمن مجاميع القتل والإرهاب فكيف بمجاميع السرقة والنهب ترى ماذا في جعبتهم من أموال وكيف سيكون شكل وحجم ساحة كهرمانة وعدد الحرامية من حولها من المؤكد بأننا سندخل موسوعة غنيس من أوسع أبوابها بهذا النصب العملاق .
لجنة النزاهة النيابية وعلى لسان أحد أعضائها السيدة عالية نصيف تعجز عن القيام بواجباتها أمام عمليات غسيل الاموال التي يمارسها السياسيون وهي لم تفتح أي ملف فساد منذ تشكيلها تحت قبة البرلمان والبنك المركزي يضع ثلاثة خطوط حماية داخل بناية البنك المركزي ناهيك عن خطوط الحماية الخارجية خشية تطاول الساسة وحماياتهم على المال العام بعد أن قام قسم منهم بحرق الملفات التي تثبت مديونيتهم للبنك بعشرات الملايين من الدولارات وملفات الفساد لبعض الوزراء يندى له الجبين وعشرات المشاريع الاستثمارية بمئات الملايين من الدولارات ذهبت أدراج الرياح عبر شركات ومكاتب المقاولات الوهمية لأعضاء البرلمان والحكومة بينما تم ضبط مبالغ ضخمة عام 2014 في بعض الدول المجاورة بأسماء ذوات المسؤولين في الحكومة الذين يشغل بعضهم منصب وزير وهو أما متهم بسرقة أحد المصارف الحكومية أو متهم بأعمال إبادة جماعية في زمن الطاغية أو مجرم مع سبق الاصرار ولكنه بعيد عن أيدي القضاء الذي لا يستطيع أن يطبق القانون ألا على فقراء الله من عباده وتذهب عقود وزارة التجارة الى مكاتب بعض السادة من أعضاء البرلمان لتوريد مواد غذائية منتهية الصلاحية إضافة الى تهديدهم موظفي وزارة التجارة بعدم فضح الأمر أمام الرأي العام وألادهى والأمر أن يصل السلاح الذي يتم استيراده الى حساب وزارة الدفاع في اليوم الثاني الى عصابات داعش بطريقة تشبه الهبة أو المنحة المجانية فيما تم حرق مخازن الادوية في حي العدل في أب 2014 بعد التحقق من وجود أدوية فاسدة تم استيرادها من قبل شركات تركية وهمية تقدر بمئات الملايين من الدولارات وتؤكد التقارير الاخبارية على قناة هنا بغداد الفضائية أن هناك قرية في محافظة ذي قار لازالت منذ سقوط الصنم والى اليوم تشارك مياه الشرب مع بعض الحيوانات من الهوش والجاموس التي تسبح في مياه الانهار الراكدة حيث تسبح فضلاتها في تلك المياه القذرة التي تسببت لأبناء تلك القرية بأمراض مزمنة وسرطانية وتلف في الدماغ نتج عنه عوق 25 % من أبناء هذه القرية وهم بحالة يرثى لها من عدم الرعاية والاهتمام رغم مناشدة الاهالي المتكررة لمجلس محافظة ذي قار بتزويدهم بالماء الصالح للشرب فيما قام أحد المسؤولين في الحكومة بحفلة ماجنة في أحدى دول الجوار صرف فيها ملايين الدنانير على مشروبات روحية من النوع الفاخر الممتاز حيث يبلغ سعر القنينة الواحدة منها عشرة ألاف دولار وتكفي الاموال التي تم صرفها في الحفلة لإقامة مشروع لتزويد أهالي تلك القرية بالماء الصالح للشرب تشرب سم أنت والخلفوك ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟