الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دي ميستورا: مشاورات الوقت الضائع

عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)

2015 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية



يبدو من المفارقات التي تستحق الاهتمام بصورة جدية هي قدرة المبعوث الأممي على مواصلة البحث عما يمكن أن يوقف به دوران عجلة الانهيار المحتمل لنظام الأسد، على الرغم من كل الدعم الذي يتلقاه من شركائه في قتل السوريين، ومواصلة تدمير ماتبقى من البلاد. كل هذا الدأب الذي يجهد به دي ميستورا، لم نرَ له أي نتائج حقيقية على أرض الواقع، بما فيها تطبيق قرارات الأمم المتحدة المتصلة بالحالة الإنسانية، وفتح ممرات آمنة، وفك الحصارعن المناطق المحاصرة. ما يُحسب له جدارته في تسليم حمص للنظام، ونتائج ذلك معروفة.
اليوم، بعد فشل كل المحاولات الرامية لوضع قطار التفاوض على سكة التسوية، باءت بفشل غير مسبوق. لم تكن المعارضة السورية، بضعفها وتفتتها، سبباً في ذلك. على العكس كانت تستجيب للضغوط الاقليمية والدولية، وتذهب الى جنيف وموسكو، مرّة بعد أخرى، وتتحمل أوزار ذلك، لكن النظام مدعوماً بالقدرة السياسية والعسكرية الإيرانية والروسية وسواهما، كان يُمعن في إفشال كل محاولة لفتح ثقب في النفق الدامي الطويل.
إيران هي أشد القوى وضوحاً في فرض سطوتها على الطغمة الحاكمة، وفي إفشالها لمفاوضات جنيف2 التي حُرمت في الساعة الأخيرة من المشاركة فيها. واليوم مع انتشار الميليشيات المدعومة منها وإمساكها بأطراف النظام وتسييرها لمؤسساته الأمنية، يبتعد كثيراً المبعوث الأممي دي ميستورا، عن توصيف الوضع السوري بحيادية ودقة ، من شأنها أن تعيد للعمل السياسي، جوهره الحقيقي، بمعنى استعادة المبادرة الأساسية: جنيف1.
مالذي يريده دي ميستورا إذن من اللقاءات التشاورية، مع أطياف وشخصيات المعارضة ؟ ما هي المسائل والقضايا الملتبسة التي لم يدركها المبعوث الدولي حتى الآن، عما يحدث في سوريا وما هي تصورات ووجهات النظر لمختلف القوى السورية، هل يستبق تحضيرات إقليمية ودولية تخص الشان السوري، تدفعه لمثل هذا الانشغال الكبير، دون خطط أو برامج عمل للقاءات التشاور؟
في الواقع، اتسمت جهود دي ميستورا بالضبابية، فهو لايطرح شيئاً مفيداً ومحدداً أمام الأطراف السورية، بينما هو واضحٌ جداً فيما يتصل بالأفكار التي ينتجها اللقاء مع النظام السوري، أو مع الأطراف الأوربية التي يضع خرائطه أمامها بشان الوضع في سوريا، وخطة حلب مجرد مثال قريب ومهم على سياسة وأداء دي ميستورا، كمبعوث للأمم المتحدة ويتبنى سياساتها، بما في ذلك مجلس الأمن.
ليس لدى دي ميستورا – في اعتقادي - سوى اسمتزاج الآراء في الوقت الضائع. فالمجتمع الدولي منشغل تماماً بالملف النووي الإيراني، وبالوضع في اليمن وباب المندب، والعراق. أما الحال السوري فإنه منذور للنضج على نار هادئة، وقودها الدم السوري والأرواح التي تزهق، دون أن تحظى مجازر الأسد بالإدانة كجرائم حرب.
ما يسعى إليه المجتمع الدولي اليوم، هو منع انهيار النظام.أما التغيير فهو سيظل رهن الإرادات والمصالح الدولية. الأولوية اليوم هي – بلا شك – إعادة بناء المعارضة السورية، كي تستطيع تولي زمام المبادرة، والفرصة ما تزال متاحة، تأسيساً على لقاءات القاهرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع