الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شَمَّاعات القمع في العراق...المُندَّسون أنموذجا.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الشَّمَّاعَةِ: هي المشجب والمكان الذي تُعَلَّق عليه الملابس كأن يكون قطعة خشبية، أو معدنية، أو نحوها، هذه الآلة لم تكن بمنأى عن مخالب الانتهازيين، فلا تكاد تجد منهم إلا وقد اقتنى شماعة من طراز خاص، فهي ليست لتعليق الملابس، لأنهم لا يلبسون إلا رداءً واحدا لا يخلعوه، وهو رداء الفشل والفساد والطائفية والابتذال والاحتيال والضحك على الذقون، فشماعتهم إنما صنعت خصيصا لهم في مصانع "التبرير" بطريقة تكون ملازمة لهم بحكم سيطرة الفشل والتخبط في تفكيرهم وسلوكياتهم ومواقفهم...
بعد احتلال العراق صارت الشماعة الآلة الأكثر استهلاكا ورواجا في سوق النفعيين وملحقاتهم، حتى كادت مصانع "التبرير" أن تقف عاجزة عن تلبية الطلب عليها، لأنها باتت تُستخدم لتعليق كل ما هو قبح وفساد وظلام وقمع يغطي المشهد العراقي بالكامل، فتنوعت الشماعات بحسب تنوع استخداماتها وكثرة متعلقاتها، وتحولت إلى أداة استهلاكية، بعد أن كانت في أصل صناعتها مستهلَكة، أداة تستهلك الدماء والأرواح والأموال والثروات والحرمات والحقوق والحريات والخصوم الرافضين للاحتلال والطائفية والفساد والتبعية والقمع والتهميش والتقسيم...
فكل من يرفض الاحتلال، وما رشح عنه من قبح وظلام ودمار، يُقمَع أو يُغَيَّب أو يُعتَقَل أو يُشَرَّد أو يُهَجَّر أو يُستباح دمه وعرضه وماله ومقدساته، والشماعات حاضرة وجاهزة، شماعة البعثية ، شماعة الصدامية، شماعة التكفيرية، شماعة العمالة لدول عربية ....وهلم جرا...
وتستمر الشماعات وتتطور بحكم استمرار الفشل والقمع والطائفية وتطورها، يضاف إلى ذلك احتراق البعض منها وافتضاح أمرها وزيفها، حتى تم ابتكار شماعات جديدة صُنِعت خصيصا لمرحلة جديدة مرحلة "داعش" وما أفرزته من هلاك مَستمر، فبرزت شماعة "داعش" و"داعشي"...
شماعة المُندَّسون برزت بقوة بعد أن أُستُنزِفَت أخواتها من الشماعات، فتحتَ هذه الشماعة، قُتِل الأبرياء واختُطِفوا وهُجِّروا وشُرِّدوا وأُحرقت البيوت والمحلات والمؤسسات والجوامع وهُدِّمت، وسُرقت الممتلكات، وانتُهِكت الأعراض، ودُنِّسَت المقدسات، كما حصل في تكريت والأعظمية وقبلها في جرف الصخر وديالي وغيرها من مدن العراق المختطف، وذُبِحت الحريات وقُمِعت التظاهرات والاعتصامات السلمية في الأنبار والمحافظات السنية، ومُنِع النازحون من الدخول إلى عاصمتهم إلا بكفيل وكفلاء، وبعدها تعرضوا إلى الاعتداء والخطف والابتزاز وأجبروهم إلى العودة قسرا إلى حيث مقصلة الأجرام المتشيع والأجرام المتسنن ونيران المعارك...
انتقدت المرجعية العراقية العربية المتمثلة بالسيد الصرخي هذا المنهج التبريري المدمر وخصوصا شماعة المندسين التي يُعلِّق عليها الساسة ومن يقف ورائهم، تبريراتهم، ليمرروا جرائم المليشيات، بقولها (( إذا كان الكلام عن مندسين وتمضي الحادثة دون اتخاذ مواقف صارمة وصريحة ومشخصة للأطراف التي ارتكبت الجريمة وكشف من وراءها فلماذا لم تسكتوا عن مندسين في ساحات الاعتصامات ولم تسكتوا عن مندسين في الموصل والانبار وصلاح الدين، وقلنا اقطعوا الفتنة وطرحنا الوساطة وقلنا مستعدون للتوسط والذهاب بأنفسنا للقاء بكل الأطراف ورفضت الحكومة الوساطة هي والمليشيات.)).
فتحتَ تلك الشماعات وغيرها، اختُطِف وطن وضاع شعب، ويبقى الواقع العراقي يؤول من سيء إلى أسوأ...وأسوأ...وأسوأ، مادامت الشماعات حاضرة، و رافعوها هم من يتحكم بمصير الوطن والمواطن، ومادام هناك حواضن ومناخات تعشعش فيها تلك الشماعات رغم سذاجتها ووضوح زيفها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟