الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين العروبي

سمير عادل

2015 / 5 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يحتاج المرء ان ينفق الكثير من الجهد للتفكير كي يعرف القاسم المشترك بين الحكومات التي انبثقت من التحالف الشيعي وهي العبادي وقبلها المالكي وبين نظام صدام حسين القومي، وذلك القاسم المشترك هو العنصرية والشوفينية ضد الناطقين باللغة الكردية او بالاحرى ضد سكان كردستان. ولا يحتاج المرء ايضا ان يستنتج بشكل بسيط كيف أن التحالف الشيعي توصل الى ما توصل اليه دون ان يمضي في الحكم سنوات طويلة كي يتعلم فن سياسة لوي الاذرع للاحزاب القومية، وهو يستلهم من تراكم خبرات نظام صدام حسين الذي استخدم الحصار الاقتصادي على كردستان طوال سنوات التسعينات حتى سقوطه، لارغام نفس الاحزاب القومية الحاكمة اليوم في كردستان على تنفيذ شروطه التفاوضية وارضاخها لسياسته، ولكن كل شيء على حساب الجماهير الكادحة والمسحوقة في كردستان العراق.
حكومة المالكي السابقة استخدمت سياسة التجويع ضد جماهير كردستان عن طريق عدم دفع الرواتب لاشهر طويلة لخلافات سياسية بينها وبين حكومة اقليم كردستان، وحكومة العبادي التي استبشر بها الكثير من الحمقى من كل حدب وصوب، بأنها ستجلب الحرية والرفاه والامان والاستقرار والقضاء على الفساد وانهاء الفصل العنصري القومي والطائفي من تأريخ العراق، تحاول اليوم المضي على خطى المالكي في عدم دفع رواتب ومعاشات العمال والموظفين لاسباب خلافية مع الاحزاب الحاكمة في كردستان.
ان ذريعة امريكا في تجويع جماهير العراق ولمدة ثلاثة عشرة عام كانت بأن صدام حسين له اسلحة دمار شامل وينتهك حقوق الانسان، وكانت ذريعة صدام حسين في تجويع جماهير كردستان العراق بأن الاحزاب القومية الكردية عميلة لدول المنطقة وامريكا، وكانت ذريعة حكومة المالكي في قطع رواتب عمال وموظفي كردستان بأن حكومة اقليم كردستان تبيع النفط المستخرج من حقول كردستان لحسابها ولا ترسلها الى ميزانية بغداد، اما حكومة العبادي ما زالت لم تجد الذريعة كي تسوقها في الاعلام الرسمي والمأجور، في حين من دفع ثمن الحصار الاقتصادي على العراق والحصار الاقتصادي على كردستان وقطع الرواتب والمعاشات هم الجماهير العمالية والكادحة في العراق وكردستان.
بيد ان هذه السياسة الحقيرة والدنيئة التي اخترعتها البرجوازية العالمية بقيادة امريكا بدءا من كوبا وانتهاءا بالعراق وتعلم منها نظام صدام حسين القومي، وتمرست عليها حكومتي المالكي والعبادي لا تقف عند حدود التجويع واركاع العمال والكادحين، ولا تقف ايضا عند حدود شيوع اكثر الافكار الرجعية والمتعفنة في المجتمع، مثلما شاهدنا وعشنا مع انبعاث دولة الخلافة الاسلامية من مستنقعات التاريخ بفضل الحصار الاقتصادي على العراق، الذي عبد الطريق بشكل آمن للحملة الايمانية لصدام حسين وخرج منها ديناصور اسمه داعش، بل من شأن هذه السياسة اللانسانية، سياسة التجويع والحصار الاقتصادي وقطع المعاشات ان تعمل على تقوية الشوفينية القومية العنصرية في كلا المنطقتين، مناطق الوسط والجنوب ومناطق كردستان. ان حكومة العبادي لا يهمها ماذا سيحل بمصير ما يقارب مليون انسان ناطقين باللغة العربية هاربين من مقصلة الحرب ويعيشون في مناطق كردستان، وانهم معرضون الى تهديد من اعتداءات القوميين الشوفينيين الذين سيستغلون سياسات حكومات بغداد اللانسانية لتبرير تلك الاعتداءات.
واخيرا لنقول تكفي هذه السياسة التي مارستها امريكا من قبل ومن ثم صدام حسين وبعده المالكي واليوم العبادي، تكفي الاكاذيب والتسريبات الاعلامية غير الرسمية بأنه ليس هناك سيولة نقدية، بينما توجد تلك السيولة لانفاقها على زيارات رئيس الجمهورية ونوابه ووزير الخارجية والمسؤولين في حكومة العبادي وخارجها الذين يعودون بخفي حنين من كل زيارة، وهناك سيولة نقدية لصرف رواتب وامتيازات الرئاسات الثلاثة وموظفيهم والبرلمانيين، الذين لا يجيدون غير التفنن في الكذب وفبركة التهم والظهور كمحللين سياسيين فاشلين.
ان وضع الحد لتلك السياسات الشوفينية، لا يأتي عن طريق صحوة ضمير ولا عن طريق النصح ولا بالعزف على وتر الوطنية المهترئ... بل يأتي عن طريق تعالي اصوات القوى التحررية والشيوعية في العراق وفضح تلك السياسات. ان تجربة سياسة التجويع والحصار الاقتصادي وقطع الرواتب لا تنهك غير أنسانية العمال والكادحين واسرهم وتخرب لهم بيوتهم. ومن جهة اخرى ان تلك الاصوات من شأنها ان تفوت الفرصة على الشوفينيين القوميين من الطرفين في تحقيق اهدافهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ