الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين: في الذكرى السابعة والستين للنكبة

باقر الفضلي

2015 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


تمر ذكرى النكبة الفلسطينية/1948، وكأنها البارحة، وتتجدد أحداثها وكأنها بنت اليوم، ويستذكرها المجتمع الدولي، وكأنها مجرد حدث عابر في التأريخ؛ ولكن النكبة الفلسطينية/ 1948 ستظل تؤرق شعوب العالم التي عانت ويلات الحرب العالمية الثانية المنتهية عام/ 1945، والتي كانت حصيلتها الملايين من الضحايا الأبرياء، وتشريد شعب من بلاد الأباء والأجداد، وتحميله وزر كل تداعيات تلك الحرب الكارثية، بما فيها الهولوكوست الذي تعرض له اليهود على يد النازية الهتلرية (1941_1945) ..!؟

النكبة الفلسطينية/ 1948 هي ذلك الناتج المأساوي للمجتمع الدولي ممثلاً بشرعيته الدولية، الذي قادتها ولا زالت، نفس تلك الدول التي باتت تتحكم بمصير العالم بعد نهاية الحرب عام/1945، فزرعت بقرار دولي على الأرض الفلسطينية، متنصلة من واجبها الأخلاقي أمام الشعب الفلسطيني كسلطة للإنتداب، دولة من طراز جديد؛ دولة أهم ما تتسم به من المزايا؛ العنصرية..!؟؟

دولة لا تقيم وزناً لأي قرار يصدر من نفس تلك الشرعية الدولية يتعلق بفلسطين، ولا تأبه بمصير ملايين الفلسطينيين من الذين، حيل بينهم وبين وطنهم الأم، والأنكى أنها لا تعترف بأهم حق لللاجئين منهم، وهو حق العودة، الذي أقرته نفسها الشرعية الدولية، والتي لا زالت عاجزة عن تنفيذ قرارها/ 194، [[ والذي جاء في الفقرة 11 منه بأن الجمعية العامة "تقرر وجوب السماح بالعودة، في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وكذلك عن كل فقدان أو خسارة أو ضرر للممتلكات بحيث يعود الشيء إلى أصله وفقاً لمبادئ القانون الدولي والعدالة، بحيث يعوّض عن ذلك الفقدان أو الخسارة أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة".]](1)

لقد مرت قرابة سبعة عقود على ذلك اليوم المشؤوم، يوم أقرت الشرعية الدولية بإنهاء الإنتداب البريطاني على فلسطين وإقامة ثلاث دول على أراضيه، وفقاً لقرارها المرقم 181 في عام 1947 وهو القرار المعروف بقرار تقسيم فلسطين المشؤوم، والذي يشكل نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي، الذي ما زال عاجزاً عن تمكين الشعب الفلسطيني، من التمتع ولو بالحد لأدنى من حقوقه بموجب ذلك القرار، في وقت منحت فيه دولة إسرائيل كل الفرص والإمكانات التي سمحت لها بالتمدد عرضاً وطولاً في الأراضي الفلسطينية، على حساب الوجود الفلسطيني، وأصبح" الإستيطان "، هدفها الأول والأخير، أما علاقتها مع الدولة الفلسطينية الجارة الوارد ذكرها في القرار المذكور، فهي لا تعدو عن كونها مجرد علاقة إحتلال وإستعباد..!؟ (2)

لقد أغلقت دولة إسرائيل ومن ورائها أمريكا، بما تقدمه من دعم شبه مطلق لدولة إسرائيل، كل الطرق والسبل أمام المجتمع الدولي في تمكينه الشعب الفلسطيني، من التمتع بحقوقه التي أقرتها الأمم المتحدة، الأمر الذي لم يجد فيه الشعب الفلسطيني، من سبيل غير الإتجاه الى تدويل القضية الفلسطينية، إستناداً للقرارات الأممية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وحق العودة، وهو الخيار الأكثر واقعية في الظروف الراهنة، الأمر الذي أكده الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى النكبة، وتعتبر الشروط الثلاثة التي أعلنها للعودة الى المفاوضات، بمثابة مفاتيح عملية، يمكن من خلالها، التوصل الى حلول أكثر واقعية لحالة الجمود التي تعاني منها قضية النزاع الفلسطيني _ الإسرائيلي، في نفس الوقت، الذي تسبر فيه، حدود المصداقية لنوايا الأطراف التي يهمها إيجاد الحلول الواقعية، للقضية الفلسطينية، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها دولتا أمريكا وإسرائيل، وهو ما أجمله الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس فيما يأتي: «العودة الى المفاوضات تتطلب ثلاثة شروط هي: وقف النشاطات الاستيطانية، وإطلاق سراح الأسرى وخصوصاً الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، ومفاوضات لمدة عام ينتج منها تحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال خلال مدة لا تتجاوز نهاية عام 2017»...!!؟(3)
باقر الفضلي/2015/5/16
__________________________________________________________________
(1) http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%AD%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9_%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%A6%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86
(2) http://www.palqa.com/--backup--/index.php?module=agreement&id=3
(3) http://www.amad.ps/ar/?Action=Details&ID=73818

__________________________________________________________________
(








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ازدواجية المعايير
زرقاء العراق ( 2015 / 5 / 18 - 23:48 )
نقرأ يومياً عشرات المقالات عن فلسطين والنكبة بنفس المنهج لأكثر من نصف قرن , ولم يراجع احد الكتاب انفسهم لماذا كل هذا العداء للفلسطينين من العالم ولماذا كل هذه المحبة لليهود؟ ولماذا تسير
الأمور دوماًالى الأسوأ ؟
والحقيقة فأن فلسطين ليست بها اي ثروات كالنفط والمعادن لكي يتشبث بها اصحاب نظريات المؤامرة , ولا يكن الأوربيون اي محبة لليهود منذ الأزل لكي يفضلونهم على الفلسطينيين
تكمن المشكلة الأولى بأن العرب لا يريدون الأعتراف بأن فلسطين كانت ايضاً ارضاً لليهود فأخترعوا مصطلح فلسطين التاريخية من النهر الى البحر وهذا غير صحيح وشعوب العالم ليسوا اغبياء
ويتباكى الجميع على بيوت واراضي الفلسطينيين وهم يعلمون علم اليقين بنزاهة المحاكم المدنية في اسرائيل اللتي تنصف الجميع
والغريب بأن الكاتب المحترم العراقي الأصل لم يكتب لنا حتى مقالةواحدة عن اموال وممتلكات يهود العراق اللذين سُرقت منهم بدون وجه حق ولا يطالب بأعادتها لهم
اليس هذه ازدواجية المعايير ام قد اكون انا مخطئة ؟


2 - رد على تعليق
باقر الفضلي ( 2015 / 5 / 19 - 21:13 )
ما يدفعني للرد على التعليق
المنشور بشأن المقالة، هو ما تلمسته من الطبيعة المضللة لروح التعليق، والإبتعاد عن جوهر المقالة، في ما يتعلق
بالموقف الإسرائيلي من الإلتزام وتنفيذ القرارات الدولية، ومنها القرار/ 181 (قرار التقسيم)، ناهيك عن القرارات الدولية الأخرى
وبعيداً عن الخوض في تفاصيل تتعلق بما تمت الإشارة اليه، في التعليق حول الجذور التأريخية لفلسطين،والتشكسيك بحقيقة وجود فلسطين والشعب الفلسطيني،
وجدت من المناسب الإحالة الى تقرير[[ رئيس هيئة أرض فلسطين الدكتور سلمان أبو سته ، المنشور في مجلة عالم الفكر، العدد 4، المجلد 32، ابريل، ويوليو 2004،
فليست هناك من قضية بهذه الشائكية على المستوى الدولي، كالقضية الفلسطينية، والعبرة في الوقائع ..! ]]
اما السؤال عن ممتلكات وأموال يهود العراق، فالمثل يقول: [ إن كان بيتك من زجاج، فلا ترمي الناس بالحجارة..]
ومع ذلك فالحرب العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على مدينة غزة فيها كل ما يغني عن الحقيقة،
فأين من هذا - نزاهة المحاكم المدنية الإسرائيلية التي تنصف الجميع ، كما جاء في التعليق


3 - منطق عجيب وغريب
زرقاء العراق ( 2015 / 5 / 23 - 22:38 )
من الغريب ان يعلق الكاتب المحترم عن - الموقف الإسرائيلي من الإلتزام وتنفيذ القرارات الدولية، ومنها القرار/ 181 (قرار التقسيم
يعلم السيد الكاتب قبل غيره علم اليقين عن قبول اسرائيل الكامل بقرار التقسيم اللذي رفضته الدول العربية اللتي ارسلت 7 جيوش لمحو اسرائيل من الوجود , ومع ذلك نلوم اسرائيل
قليلاً من الأنصاف ياسيدي الكاتب فأن قراء هذا المنبر ليسوا بأغبياء , والحمد لله على نعمة الأنترنيت ليتأكد من لا يعلم


4 - القرار 181
باقر الفضلي ( 2015 / 5 / 24 - 12:34 )
من اليسير على المرء الإفتراض، وما ورد في المقالة كان موثقاً بالأدلة،
وللزيادة في البحث، وبإفتراض حسن النية، أحيل الى الرابط أدناه حول تأريخ ونص القرار
رقم 181 وكل ما يتعلق بشأنه على الصعيد الأممي:

http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1_%D8%AA%D9%82%D8%B3%D9%8A%D9%85_%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86

وللعلم فإن نعمة الإنتريت ليست موقوفة على جهة دون أخرى والحمد لله، وإذا كانت زرقاء اليمامة كما عرفناها،
فلم يحدثنا التأريخ عن زرقاء عراقية، ومن نعم الإنترنيت التلبس بالأسماء المستعارة، والحمد لله، وهذا ما لا يتفق مع قواعد النشر في الموقع، وإحتراماً لتلك القواعد، أترك الأمر لإدارة الموقع فيما يتعلق ببقاء التعليق من عدمه ..!
وبعيداً عن السجال غير المثمر، فلا أذهب بعيداً في التعليق، وفي ختام الكلام ما يغني والحر تكفيه الإشارة:
وأَبصر من زرقاء جو، لأنني *** إذا نظرت عيناي ساواهما علمي

اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا