الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة الأنبار.. مشاركة الحشد الشعبي المخاطر والتحديات

علي رجب

2015 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


شكل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" علي مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار غرب العراق، ليشكل تحديا جديدا لقادة العراقيون، ومع اصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اوامر بدخول قوات الحشد الشعبي ""المليشيات الشيعة" معركة الرمادي والتي ينتمي لها السواد الأعظم من أهلها لأهل السُّنة، وهو ما يعتبر عملية معقدة جدًّا خوفًا من وقوع أعمال طائفية على خلفية السمعة التي صاحبت المليشيات الشعبية في عدد من المناطق وخاصة في تكريت.
جاءت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأنبار، لتكون خطرًا علي العاصمة بغداد، فالرمادي- وفقاً لمراقبين- تفوق أهمية الموصل من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لبغداد، فالأنبار ومركزها الرمادي لا تبعد سوى 110 كم إلى الغرب من العاصمة بغداد، في حين تقع الموصل على بعد 450 كم شمال بغداد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الأنبار المترامية الأطراف والتي تصل مساحتها إلى نحو ثلث مساحة العراق، تحد من الجنوب وتحيطها أيضاً، محافظة كربلاء المدينة المقدسة لدى الشيعة؛ مما يجعل سيطرة التنظيم على الرمادي تحدياً من عدة وجوه، فبالإضافة إلى تهديده المباشر للعاصمة بغداد، بات التنظيم يهدد بشكل مباشر كربلاء.
ومع طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من قوات "الحشد الشعبي" المؤلفة من فصائل شيعية مسلحة، الاستعداد للمشاركة في معارك محافظة الأنبار (غرب) ذات الغالبية السُّنية، لا سيما مدينة الرمادي التي باتت بمعظمها تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.
وصل حوالي ثلاثة آلاف مقاتل من الحشد الشعبي، بقياة هادي العامري، رئيس منظمة بدر الشيعية، إلى محيط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار غربي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وأعلن مجلس محافظة الأنبار، الاثنين 18 مايو 2015، وصول نحو 3000 مقاتل من الحشد الشعبي إلى المحافظة، مبيناً أن هؤلاء المقاتلين سيشاركون بعمليات تحرير جميع مناطق الرمادي التي انتشر فيها مسلحو تنظيم "داعش".
وصوت مجلس محافظة الأنبار، الأحد، على مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة من تنظيم "داعش". وذكر التليفزيون العراقي الرسمي في خبر عاجل تابعته السومرية نيوز أن "مجلس محافظة الأنبار صوت على مشاركة الحشد الشعبي في تحرير المحافظة من داعش الإرهابي".
وقال المجلس: إن "قرابة 3000 مقاتل من الحشد الشعبي من عشائر الجنوب والفرات الأوسط وصلوا من محافظة بابل إلى الأنبار وتمركزوا في قاعدة الحبانية العسكرية (30 كم شرق الرمادي)".
ومع دخول قوات الحشد الشعبي رسميا معركة الأنبار، يوجد هناك العديد من المخاطر والتحديات التي تواجهه مشاركة ميليشيا الحشد الشعبي، في معركة تحرير الأنبار حتى لو جاءت بموافقة رئيس الحكومة والمجلس الشعبي للمحافظة، فإن هناك العديد من التحديات التي تواجه مشاركة الميليشيات الشيعية في تحرير مناطق سنية.
* المخاوف من وقوع أعمال تطهير وتجاوزات لميليشيا الحشد الشعبي كما حدث في معركة تحرير تكريت ورصدتها المنظمات الدولية وكان جزء من تعميق الأزمة بين السنة وبعض ميليشيات الحشد الشعبي التي قامت بأعمال انتقامية على أساس مذهبي، وهو ما يصفه المراقبون بأزمة "الثقة"، وكان سياسيون ومسئولون حذروا بشدة من مغبة إشراك الميليشيات الشيعية في معارك الأنبار، خوفًا من التحول إلى قتال طائفي مرير.
* النبرة الاستعلائية والسخرية من قبل مقاتلي وقيادات الحشد الشعبي تجاه مقاتلي وأبناء العشائر السنية، في الأنبار عقب سيطرة "داعش" على الرمادي تؤدي إلى مزيد من الاحتقان بين الطرفيين؛ مما يمهد إلى صراع طائفي، فقد حفلت وسائل إعلام شيعية بالعديد من المقالات المشككة في مواقف أهل الأنبار تجاه مشاركة الحشد الشعبي بمعارك الرمادي، حيث ذكرت وكالة براثا المقربة من المجلس الأعلى الإسلامي، أن انسحاب قوات الحشد الشعبي من منطقة البو فراج في الرمادي مؤخرًا قبل ساعات من هجوم "داعش"- جاء بناء على معلومات استخبارية لإبادة أفراد الحشد الشعبي المتواجدين هناك من خلال معلومات واختراق يتم توصيلها إلى "داعش" من داخل قوات العشائر الموجودة معهم في ساحة المعركة الذين كانوا يخططون لعملية تسليم مقاتلي الحشد الشعبي، أو إبادتهم من خلال انسحاب قوات العشائر والقوات الأمنية فور ساعة الصفر المعلومة لدى الجميع باستثناء الحشد الشعبي، إلا أن معلومات استخبارية أنقذت الموقف وانقلب السحر على الساحر في فشل هذه المؤامرة الخبيثة للعشائر السنية في الرمادي التي أرادت الانتقام من الحشد الشعبي بهذه الطريقة الماكرة؛ مما جعل مسئولي الحكومة المحلية والعشائر في الرمادي يستنكرون بشدة انسحاب قوات الحشد الشعبي بصورة مفاجئة قبل ساعات من بدء هجوم داعش.
* تقديم تطمينات إلى عشائر وقيادات محافظة الانبار بعدم استقطاع أي أراضي من المحافظة وضمها إلى محافظة كربلاء، في ظل الأزمة التي شهدتها الأنبار خلال الأيام الماضية ومحاولة مليشيات شيعية محسوبة علي قيادات بمجلس محافظة كربلاء للسيطرة علي مدينة "ناحية النخيب" وضمها لكربلاء.
* أن مشاركة الحشد الشعبي ووقع أي أعمال انتقامية من قبل هذه الميليشيات في الأنبار، قد يمنح ذلك "داعش" مزيدًا من القوة ودعاية أوسع؛ لكسب تعاطف الأهالي في المحافظة السنية المترامية والتي تجاور سوريا والسعودية والأردن.
* مخاوف من تعرض ميليشيا الحشد الشعبي لانتكاسة أمام "داعش" فيؤدي إلى تهديد العاصمة والمناطقة الشيعية المقدسة وفي مقدمتها محافظة كربلاء والتي تقع على الحدود من محافظة الأنبار، وهو ما يؤدي إلى مزيد من التوسع لـ"داعش"، ويهدد مكانة الحشد الشعبي ويسقطه أمام الجماهير.
* قرار غير مدروس وانفعالي، فالمراقبون يرون أن قرار مشاركة الحشد الشعبي في تحرير الأنبار هو قرار غير مدروس وانفعالي، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية كما ذكرنا من قبل بانتكاسه لهذه القوات؛ مما يؤثر علي العملية العسكرية في تحرير العراق من "داعش" بشكل كامل، ويُبقي على أمل قيادات التنظيم في البقاء عُمرًا اطول لدولتهم المزعومة في العراق.
* الأنبار تعتبر العمق الاستراتيجي لتنظيم" داعش" مع سوريا، وبالتالي، فإن خسارتها تعني فقدان التنظيم لأهم خطوط الإمداد، وهو ما يشير إلى أن المعركة ستكون شرسة وقوية.
* أهمية التنسيق مع قوات التحالف الدولي من أجل إنجاح عمليات تحرير الأنبار، مع إضافة البعد الإقليمي لمعركة محافظة الأنبار التي لها حدود مع كلٍّ من الأردن والسعودية، وهو ما يشير إلى أهمية تنسيق بغداد مع عمان والرياض.
لذلك تحتاج معركة تحرير الأنبار والرمادي من القيادات العراقية التنسيقَ التام بين قيادات الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية وقيادات العشائر في الرمادي، وإبعادَ أصحاب السمعة السيئة من ميليشيات الحشد الشعبي؛ من أجل أنجاح العملية العسكرية لتحرير المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
وعلى رئيس الحكومة العراقية دور قوي في هذا التنسيق والربط بين القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي وقوات وقيادات العشائر السنية في الأنبار حتى يتم تحرير المدينة من "داعش"، وتقديم تطمينات بعدم استقطاع أجزاء من الأنبار وضمها إلى محافظة كربلاء في ظل مساعي سابقة لاستقطاع أجزاء من الأنبار "ناحية النخيب" وضمها إلى محافظة كربلاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام