الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


?أنظمة الاستعمار الوطني الجائعة والإمبريالية الشبعانة

احمد مصارع

2005 / 10 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أنظمة الاستعمار الوطنية أو القومية , ليست أنظمة استعمارية إمبريالية بالمعنى المعروف عنها عالميا , تجمع مابين مختلف أشكال القوة المادية , من التقانة الحربية والأمنية , والعلمية الإدارية , ومن فوائض الرفاهية , وغالبا ما تكون الأهداف والمصالح الموجهة لآلتها المدمرة نسبيا هادفة بل وواضحة بجلاء , وذلك على الأقل بسبب امتلاكها للاستراتيجيات الموجهة ,مما يسمح لها بالاستفادة من الروح العالية من العمل المتكامل والمندمج , عن طريق الإمساك بالمفاصل الكبرى المحركة للبلدان الضحية في استعمارها .
النية التحتية في البلدان المضطربة لا تحتمل كل هذا الهرم الفوقي لمفاهيم خاوية على عروشها من مثل الدولة والجيش والحكومة والجهاز الأمني والحزب الواحد , وهي فم غول خيالي جائع يبتلع الأخضر واليابس ولا تترك في الأرضية الوطنية غير الهشيم اليابس بحيث لاتجد الرياح ما تذروه لأن حالة قحط وتصحر تعري وتذهب كل القشرة الوطنية الخضراء , والتي ربما كانت في الماضي القريب منتجة الى حد معين قبل أن تستعمر استعمارا جائعا , يلتهم كل شيء ولا يبق على أي شيء ؟
البلد المضطرب غير المنتج بكل معنى الكلمة , والذي تقتصر مصادر عيش ساكنيه ( لاشعب ولا أمة ) , على المواد الخام , وما تجود أرض الله , ومن هنا يتساءل الحكيم المشرقي , عن حكومة وفقا للمشهد السابق , عن مزارعي زمان وفلاحي زمان , وحتى لا نستطرد في استرداد معالم وضع زائل , وقد كان نواة متواضعة للغاية عن بداية استقرار وضد اضطراب , بينا اليوم يشتري نسبة كبيرة من الفلاحين في ( دولة اليوم ) , معظم المواد الغذائية والتي هي من إنتاج الأراضي الزراعية من المدينة ؟ .
نسبة كبيرة من الفلاحين فهمت المطلوب ؟ لقد كان المطلوب منهم استعمال الولاء , ولمجرد الولاء وسيلة لتحقيق حياة حزبية وأمنية , مقابل شكل جديد من الحياة , يعتقد أنه أنظف وأريح ؟ ولا يكلفهم سوى الانتظام في حضور الاجتماعات , وحفظ الجمل الرنانة , وكتابة التقارير التي تديم الشعور بوجود مؤامرات سياسية واستعمارية آتية من كوكب المريخ , لتدوم عليهم النعم والأعطيات , بينما لم يستطع العمال من حلف (51 ) بالمئة أن يحققوا ولو جزءا صغيرا من مغانم حلفائهم الفلاحين , ففي حين يمسك الفلاحون بالأرض والدولة , بل لم يعودوا فلاحين أصلا , ( أكل ومرعى وقلة صنعه ) , بينما صار العامل بدون ملكية المصنع , بل بدون حوافز عمله , وأخيرا , حين سيتم التخصيص , سيجد العمال أنفسهم خارج الطبقات صاحبة الامتيازات (لا حافظت على زوجها , ولا تزوجت السيد علي ), ولذلك ستكون من ضحايا الاضطراب .
الطبقات السامية لاتعد ولا تحصى حول مراكز القرار , من التشريع الى التنفيذ , والتخطيط المتواضع , والأهم أن كل هذا الهرج والمرج , يشكل عائقا كبيرا يمنع ساكني البلد من تنفس الهواء ومن الثقل الجاثم على الصدور , مما يجعل الحكومية ضرائبية بامتياز , وستلهث الدولة كثيرا من أجل توفير القوت الضروري لجيش من العاطلين في خفاء , وهي عطالة بيضاء بالنسبة لهم , فهم طفيليين يلقون بكاهلهم على عاتق الدولة ضعيفة الموارد , وسيان عندهم الخراب والعمران , وهم الرابحون على الدوام .
حين يسود الاضطراب , يصعب على قارئ الأوضاع المضطربة أن يكون موضوعيا , لافرق بين الموضوعية واللا موضوعية أبدا , فالموضوعية في الشروط التي ذكرتها , تشبه الكلام الخافت ( العقلاني ) وسط أصوات همجية , ( من يقرأ ومن يكتب , ومن يستمع ) , فلا النقاط على الحروف والحروف على السطر , ولا الكلمات متوحدة مع الجمل , ولا الجمل ذات معان مفهومه , ولا ينفع نحو لغوي , بل نحو منطقي , مالم يتم تحديد , ليس عوامل القلق والاضطراب , بل القوة السامية التي تقبض على عوامل الاضطراب , من خناقها , وتلقي بها على بساط الجدية وتحمل روح المسؤولية , ولتقاسم فقر الإمكانيات , والتحول عمليا نحو دمقرطة الحياة الإنتاجية , وفسح المجال واسعا ليتنفس ساكني البلد , الذين سيموتون غالبا من الاختناق , في ثنائية سوداء أعادت للوجود السياسي وحش النظام الإقطاعي الذي باد جسده القديم , ولكن روحه تسللت الى الدولة ( الحديثة ) بشكل أسوأ مما كان عليه الماضي القريب .
الإمبريالية تحارب بقوة , وحربها على الساحات الأجنبية , بينما الاستعمار الوطني يحارب على الساحة الداخلية والوطنية , ولذلك فان شعوب البلدان المضطربة , ستموت اختناقا أيضا من فعل عوامل خارجية , ومنها ضغط الإمبريالية على دولها , وضغط دولها عليها , كل ذلك فوق بنية تحتية رثه .
ومابين حانه , ومانه , نتفت لحانا , بل وامتصت دمانا ...
احمد مصارع
الرقه- 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: مزارعون في الهند مصممون على إلحاق الهزيمة بالحزب ا


.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة




.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا


.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة




.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه