الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اصبحت سيناء تحت رحمة الدواعش ؟

عدلي محمد احمد

2015 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العمليه الارهابيه البشعه الاخيره التي فتكت داعش سيناءعبرها بارواح 4 من قضاة النظام تشي في الخلفيه بدور مخابراتي قوي يخترق اجهزة دولة الجنرال كما تشي بتحدي صارخ وصارم لحكم السيسي فيما يخص مناوراته المكشوفه للمساومه مع الاخوان فالعمليه الاجراميه لم تفصلها عن صدور الحكم بتحويل اوراق اهم قيادت الاخوان وعلي راسهم مرسي ولاول مره فيما يخصه الي المفتي سوي بضع ساعات .
تستدعي هذه العمليه التي اكدت علي استمرار دواعش سيناء في حيازة مستويات مزعجه من القوه رغم كل ولولات الجنرال عقب كل عمليه مشابهه ان نحاول القاء بعض الضوء علي تطور الوضع في سيناء
فلقد مثل هؤلاء الارهابيون في سيناء منذ ايام المخلوع رصيداً رجعياَ للديكتاتوريه يجري اللجوء اليه في بعض اللحظات لازعاج الشعب وترهيبه وتفزيعه كلما كان ذلك ملحاُ ومطلوب سواء علي صعيد الفتنه الطائفيه كما حدث مع كنيسة القديسين او علي صعيد العمليات الارهابيه المحدوده التي لا تؤثر علي السياحه تأثيراُ ملحوظ
ولقد شكل هذا الرصيد موروثاُ ثميناُ لدي المجلس العسكري في اعقاب اندلاع الثوره كما هو لدي دولة الكيان الصهيوني بل لدي واشنطن حيث لم يكن متوقعاًبوضوح الحدود التي يمكن ان تهدأ عندها الثوره التي عصفت بداخلية النظام في غمضة عين .
فبالنسبه للمجلس العسكري وواشنطن شكل هؤلاء الارهابيون صمام امان طبقي عام في مواجهة الثوره المشتعله و رديفاُ قوياُ علي الاقل بالنسبه للامريكان داعماُلاسترتيجية الاعتماد علي الاخوان عبر المسار الشرعي يمكن ان يتم اللجوء اليه حال اي تعثر او عقبات كما انه يمكن ان يشكل خط دفاع اول عن دولة الكيان علي الاقل حتي يستعد جيش الدفاع.
ومع نجاح فرقاء الثوره المضاده في فرض المسار الشرعي بدستوره وانتخابات برلمانه علي الثوره استناداُ الي خضوع طلائعها الواسعه لمستويات عاليه من الوعي الاصلاحي الموروث والذي دعمه الجيش والاخوان فقد ظل هولاء الارهابيون في الظل فيما عدا بعض الهفوات كالتي شهدناها وخيامهافي العباسيه2 وبدا واضحاُ ان التاريخ يحتفظ لهم بدور اكبر بكثير حتي مما لما بدا للاخوان اثناء معركة الاعلان الدستوري الطنطاوي المكمل حيث جري الاعتماد علي ارهابهم للجيش عندما جندلوا 21من جنوده الفقراء حتي يترك المجلس العسكري جمل الحكم بما بما حمل لمكتب الارشاد الذي وافق علي منحهم قلادة النيل والخروج الامن.
فلقد بدا بعد الاطاحه الجماهيريه بحكم الاخوان لواشنطن وايضاُ للاخوان ان ارهابيو سيناء كنز الكنوز ففي الحد الادني المساهمه في الانتقال بشباب الجماعه الي احتراف الارهاب الوثيق الصله بحروب ايام الجمع ضد الجنرال وفي الحد الاقصي يمكن الاعتماد الكامل علي هؤلاء الارهابيون المدعومين لوجيستياُ من الاخوان والسلفيين المتشددين في قطع الطريق ارهابياُ علي الثوره واندفاعها عبر الاندفاع بها الي شكل من اشكال العسكره السوريه او العراقيه وبالطبع قطع الطريق علي اي الحاق ضرر باسرائيل .
رغم كل عنت وضغوط هذه المعادله علي حكم السيسي علي مدار عامين خصوصاُ فيما يتعلق بعلاقته بجيشه الذي كان يدفع الفواتير من لحمه الحي ومن الباقي من هيبته لدي الشعب الا انها لم تكن بلا فوائدعلي صعيد تاكتيكي في مواجهته لغضب الشعب الاخذ في التصاعد حيث واصلت مشاغبات ايام الجمع رفع راية الفزاعه في وجه المصريين وهي تصر علي رفع صور مرسي المعزول ومهما يكن من شئ فان ضغوط حدها الادني لم تكن تتعدي لدي حكم الجنرال حالة المنغصات الصغيره التي يجب الا تحول دون اللذه الكبري المجسده في حدها الاقصي .
ولقد كان يتضح ذلك امام السيسي اكثر فاكثر كلما زاد غضب الجماهير وهددت الثوره الكبيره بامكانية تواصل موجاتها الثوريه التي لن تندلع هذه المره الا في وجه الجيش الذي يحكم البلاد قائده العام الذي تحول عبر انتخابات قاطعتها اغلبية الشعب الي القائد الاعلي .ان الحد الاقصي هنا يهم السيسي قبل واشنطن فالبديل للعسكره الارهابية الطابع هو الدفع بالثوره المضاده وجيشها الي وطيس حرب اهليه لا تقل عن مغامره سافره مع ثوره اطاحت بحكمين.
والامر المرجح الان ان الصهاينه قد لعبوا دوراُ مع الجنرال في محاصرته لتمدد بيت المقدس سواء داخل سيناء او الي داخل البلاد حيث جري استهداف فعال للانفاق التي شكلت لسنوات الشرايين التي تربط بين الارهابيين وحماس كما جري تغاضي اسرائيلي مؤقت عن بعض قيود اتفاقية كامب ديفيدحول تحك ركات الطيران والمعدات الارضيه ويبدو ان ذلك التعاون لم يكن بلا ثمن فاسرائيل اصبح يهمها بشده -خصوصا بعد عدوانها الهمجي الاخير علي غزه والتي فشلت في استخدامه لفرض الهدنه العشرينيه التي كان قد وعدهم بها المعزول مع حماس بالقوه-ان تفرغ الشريط المثلث الواقع شمال شرق سيناء من اي مواطنين وهوايضا المثلث الذي وافق مرسي علي منحهم اياه في سياق هذه الهدنه التي ذهبت مع اصحابها الاخوان مع الريح بعد30-6
من البديهي ان الجنرال لا يستطيع فرض شئ علي حماس ولكنه يستطيع منح المثلث السيناوي المطلوب لازاحة فلسطيني غزه وحشرهم فيه بالقوه في سياق عدوان بشع تتاهب له العسكريه الصهيونيه منذ نهاية العدوان السابق
ولقد كانت المساهمه في محاصرة بيت المقدس من جانب الصهاينه الثمن المدفوع مقدما للسيسي الذي اصبح تركيزه علي حصارهم في ليبيا والحدود الغربيه بعد ان ردوا علي تدمير الانفاق باعلانهم مبايعة البغدادي وتشكيل ما اسموه ولاية سيناء ولكن واشنطن سرعان ماوضعت حدود لطموح الجنرال لافتة انتباهه ومذكرة اياه الي ان توقي ضغوط الحد الادني لا يجب ان يجور علي مستلزمات الحد الاقصي التي تهم جميع فرقاء الثوره المضاده فامارة سيناء يجب التعامل معها في سياق انها لا تقل عن ضروره قوميه للثوره المضاده مهما جرت معها المناوشات لا يجب ان تتجه لتصفيتها بحال وهو ما اكدته له واشنطن بعد التخلص من توجهات الملك عبد الله وصدمه بسياسة سلمان الذي انتقد علنا تمادي المرحوم في عدائه للاخوان وجاءت عاصفة الحزم الاجراميه وفي اعقابها كامب ديفيد الخليج لتؤكد للجنرال ان الامر جد لا هزل فيه ولا انصاف مواقف ولا يتسع لاستمرار دعم الخليج كما لا يتسع لدور حيوي للجنرال علي ما طمح في مؤتمر شرم الشيخ.
وهكذا اصبحت سيناء فعلياُ تحت سيطرة الدواعش ففي مواجهة العمليه الارهابيه الاخيره لم يجد السيسي بداٌ من الافلات بالمحاكم الي محافظه اخري هي الاسماعيليه بما يعنيه ذلك من الاعتراف الصريح بالعجز عن حماية النظام لقضاته .
ان ارهابيو سيناء يشكلون الان راس الحربه المعتمده امريكيا وسعوديا لمواجهة الثوره المصريه وان بقايا نظام المخلوع وعلي رأسهم قيادات الجيش ليس امامها سوي الخضوع لما تحدده واشنطن من سيناريوهات.
والامر المؤكد ان محاولات التملص والمراوغه من جانب حكم السيسي لن تتوقف ازاء حصار واشنطن و لن تصل ابداُ للمصالحه مع الاخوان و حتي اذا جرت محاولة التخلص من السيسي نظراُ لموقف الجماهير المحسوم تجاه هؤلاء الاخوان ولن يكون لا السيسي ولا اي خلف محتمل له لتعطيل الموجه الثوريه عن الاندلاع مستعداٌ لاستفزاز شعب غاضب لدرجه البحث عن تكأه معقوله للانتفاض ولكن ضغوط واشنطن لن يكون لها محل من الاعراب مع الانتفاض الجماهيري و اندلاع الموجه الثوريه العتيده للثوره الشعبيه التي اصبحت تستعصي علي التأثر بالعسكره كما تستعصي علي التصفيه والصدام بين اعدائها لن يتحول الي عائق امامها بحال بل مصدر لتفوقها علي فريقي الثوره المضاده وستسعي طلائعها لمواجهة الاخوان بعد ان صاروا دواعش وتزداد قوة علي قوه وتؤهل عسكرياُ لملاقاة اعتي عواصف اوباما والسيسي وسلمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير مؤسسة -شوا-: الدعوات لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات م


.. بوتين يقيل وزير الدفاع شويغو ويرشح المدني أندريه بيلوسوف بدل




.. بلينكن يحذر إسرائيل: هجوم واسع على رفح سيزرع -الفوضى- ولن يق


.. وزارة الدفاع الروسية تعلن السيطرة على 4 بلدات إضافية في خارك




.. الجيش الأوكراني يقر بأن موسكو تتقدم في منطقة خاركيف الأوكران