الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟

فوزي بن يونس بن حديد

2015 / 5 / 19
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015


رغم أن كل الدراسات والبحوث التي أجراها الخبراء من النساء والرجال بينت بوضوح تام أن المرأة ليست سعيدة بعملها خارج البيت، إلا أن المرأة تعاند وتسخر من هذه المقولة، وما زالت ترفض البقاء في البيت بدعوى أن بقاءها في بيتها يسبب لها آلاما نفسية ويجعلها محل سخرية من المجتمع، ظانة أن التي تبقى في البيت هي المرأة غير المتعلمة التي لا تفقه من العلم شيئا، بيد أن الحياة المعاصرة تكلف المرأة أن تكون قطعة من اللحم والشحم يدور حول فلكها جملة من الذئاب تنتظر الفرصة المواتية للانقضاض على هذه الفريسة.
فالمرأة وإن كانت كما تزعم أنها لم تعد ذلك الكائن الذي يثير الشهوة، كما قالت إحداهن في حوار مع البي بي سي، قالت إن المرأة تلبس ما تشاء فلم تعد يثير جسدها أيا من الكائنات وأن لا ننظر إلى المرأة جسدا بل يجب أن ننظر إليها فكرا، وهذا الكلام لا يخلو من مغالطات واضحة وفاضحة تناقض الواقع وما يعيشه الإنسان في واقعه، فقبل كل شيء هي نفسها المرأة لا تقبل أن تكون محل استشهاء من قبل أي كان، والرجل يعيش بفطرة وغريزة كما تعيشها المرأة، ويشتهي المرأة والمرأة تشتهيه وتلك فطرة في الإنسان لا نستطيع أن نلغيها أصلا، فهي تعاند فطرتها وتقضي على أصالتها وتداري الناس حول شهوتها، لأن الإنسان هكذا خلقه المولى عز وجل مجموعة من الغرائز و الشهوات والمشاعر والأحاسيس.
ولما شعرت المرأة بأنها متهمة وأنها ستكون فريسة سهلة لمن أراد التمتع بجسدها، صرخت في وجوه الرجال وأعلنت تمردها على القيم والأخلاق والمبادئ، ورفضت البقاء في بيتها بدعوى أنها لا تريد أن تكون جاهلة ويجب أن تشارك الرجل في المجتمع وعلى الميدان حتى تثبت جدارتها، وهي بهذا تهدر كرامتها وتعطي الحق لمن أراد اشتهاءها أن يعتدي عليها ولو علمت أن بيتها يصونها من كل تلك المساوئ ما تركته ولهثت وراء موضة العصر الكئيب بلباس ضيق وشفاف ومغر وصدر مكشوف وجسد ينضح بالأنوثة والإغراء، لم تدرأن هذه الأمور هي التي تعطل الإنتاج وتدمر المجتمع وتقضي على كل القيم والمبدئ والأخلاق، فيكثر الفساد وتنتشر الخيانة وتطفو على الساحة رائحة الشقاق بين الزوجين ومنها إلى الطلاق وتدمير كل أسرة فينتج عن ذلك انحلال في العلاقات وتدمير كامل لبنية المجتمع.
ليست هذه الرؤية هي الأولى التي يتحدث فيها صاحب رأي، وإنما هي دعوة للمرأة بأن تعيد التفكير في هذه الاستراتيجية التي تؤمن بها وتعمل المستحيل من أجلها، تحاول أن تخفي عذاباتها وآلامها الكثيرة والمتعددة جراء عملها خارج بيتها، إنها تتألم كل يوم بدءا بمشاغل بيتها وحاجيات زوجها وأطفالها، ومعاكسات الشباب والرجال خارج أسوار مملكتها، فهي أينما ذهبت تجد الألم يترصدها فأي سعادة تجنيها المرأة من وراء عملها؟
وفي المقابل نجد المرأة التي تهتم بمملكتها، والتي ترفض أن تكون خادمة عند الآخرين، وجسدها متاح لمن يرغب فيه، بنظرة أو لمسة أو اعتداء على شرف، هي التي تجد البيت مملكة كبيرة تبرع في تنسيقه وترتيبه وتشعر بسعادة غامرة أنها ملكة في هذا الفناء الداخلي ترتبه كيفما يحلو لها، تنسقه، تنظفه، تنتشي بروح فعالة وهي تحرك محتوياته بأناملها، تصنع الأمل في نفسها أن تكون هي من يرأس هذا الحصن الحصين، تربي أطفالها منذ الولادة، ترضعهم الحنان والعطف، تلاعبهم ويلاعبونها، وتنشأ بينهم مودة ومحبة، وعروة وثقى، تستطيع أن تنشئ جيلا جديدا هي من يحدد ملامحه، تدربهم على جميع الأخلاق التي تعلمتها، ترسم البسمة على وجوههم، تتعامل معهم وكأنها هي من يشرف على صحتهم وعلى تعليمهم ومتابعتهم لحظة بلحظة، لا يغيبون عن ذهنها، يصيخون السمع لها، تبدع فيبدعون.
هي المرأة التي تتفنن في الطبخ وترسم ألوانا من الأطعمة تقدمها لزوجها وأطفالها، يستمتعون بوقتهم جميعا، ويتلذذون بأشهى أنواع المأكولات الصحية التي تبرع فيها المرأة، وعندما تتزين بكل أنواع الزينة وتظهر أناقتها وجمالها لزوجها وأنها مفعمة بالأنوثة والجمال لا يفكر زوجها في أخرى ما دام النظر إلى زوجته وهي بهذا الجمال الأخاذ يأخذ جميع وقته، فالزوج لما يجد البيت نظيفا متأنقا ترتاح نفسه ويدخل السرور في قلبه ويكافئ زوجته بكل أنواع المكافآت التي تستحقها، وعندما تلفت نظره لجمالها وبراعتها في تصفيف شعرها وانتقاء الألوان التي يرغب فيها لا شك أن ذلك مما يوطد العلاقة بينها وبينه، ويجعل الأسرة متماسكة، ترتاح على إثرها الزوجة وتنعم بحياة هانئة، ولا تحتاج إلى عمل خارج بيتها لأنها مكتفية بما تقوم به من عمل داخله، فجدولها اليومي مزدحم لا تجد وقتا لخارج البيت تبقى فيه مصانة لا تتعرض لمناوشات ولا لمضايقات ولا لتحرشات ولا لاعتداءات فهي عزيزة مكرمة إذا خططت التخطيط الحسن الذي يجعلها سعيدة في بيتها.
فقد يكون المال الذي تجنيه المرأة وبالا عليها، يطمع فيه زوجها أو أخوها أو أبوها، أو أي فرد من أفراد العائلة، وقد تصرفه في ما لا يعني من مساحيق التجميل واللباس الفاخر، فهي لا تشعر أنها تعمل من أجل زوجها وأطفالها، تزداد آلامها وتكثر مشاكلها، وتثقل همومها فتصير شاحبة الوجه مهمومة يضعف حالها وجسدها، وتصير ذابلة وهي في مقتبل العمر، ألا تكون لديها الجرأة الكافية وتعلن أنها ستنسحب من الحياة العملية خارج بيتها وتترك مكانها للشباب العاطل عن العمل والباحث عن لقمة عيش، لماذا الإصرار على الألم في ظل وجود حلول تخرج المرأة من مأزقها النفسي قبل الجسدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المرأة المرأة المرأة المرأة المر
عبد الله اغونان ( 2015 / 5 / 26 - 23:53 )

صدعتم رؤوسنا بالمرأة فلاتركتموها ولاوجدتم حلا لمشاكلها معكم

ليس هناك امرأة ونمط واحد هناك نساء متعددات

جل النساء هن في بيوتهن والتقي مع نساء شاحبات يسيل مكياجهن من التعب والعرق

يعبرن عن تبرمهن من العمل ويتحدثن عن سعد --حظ-- الخايبات والأميات

المرأة العاملة ينتظرها عمل اخر داخل البيت


2 - المراة نصف المجتمع
مكارم ابراهيم ( 2015 / 5 / 29 - 08:48 )
لااجد اية مشكلة من عمل المراة او دراستها خارج البيت فالرجل والمراة معا يمكنها تقاسم اعباء البيت وتربية الاطفال فهناك اعمال الرجل فيها افضل من المراة وهناك اعمال المراة افضل من الرجل فيها لاننسى ذلك
في الطب النسائي والتمريض والعلاجات التوليد النساء يفضلن ان تكون المعالجة لهن امراة دكتورة قابلة ممرضة او فيزيوتيرابي ارغو ترابي الخ
اذن لابد للنساء ان يتعلمن هذه المهن لان النساء بحاجة لهن في العلاج كما ايضا التعليم وعلم النفس اضافة الى الاعمال اليدوية النسيج الغزل الحياكة النساء يبرعن اكثر من الرجال فيها
المراة نصف المجتمع واذا النساء لايعملن الا في بيوتهم فينتج لنا مجتمع مصاب بشلل نصفي


3 - نعم ما تقولينه صحيح
فوزي بن يونس بن حديد ( 2015 / 5 / 29 - 11:20 )
أشاطرك الرأي أن المرأة يجب أن تأخذ نصيبها في التعلم وكذلك في الأماكن التي يفضل فيها النساء كالمجالات التي ذكرتها وهذا يميز خصوصية المرأة في هذه المجالات ولا يمانع الشرع أيضا بل إنه يحبب أن تكون المعالجة للمرأة امرأة مثلها حتى تكون نفسيا مرتاحة وتحكي لها بكل ما تشعر به من آلام، ولكن أنا أتحدث عن المرأة التي تنافس الرجل في مجالاته وفي مجالات ربما بقاؤها في البيت أفضل لها من الخروج إلى ذلك المكان الذي تتعرض فيه لمضايقات ومشاكسات ومعاكسات وربما يتطور الأمر إلى علاقات عاطفية تفكك أسرتها بأيديها، وتفقد الأمان النفسي، ومكانها في المجتمع ، ووظيفتها في الحياة ، شكرا لك


4 - السيد الكاتب,من قال لك ان المرأة ترفض
عبد الحكيم عثمان ( 2015 / 5 / 30 - 00:05 )
اخي الكاتب بعد التحية
مقالك يبدو لي انه من نسيج خيالك فكما قال لك الاخ عبدالله النساء لسن كلهن سواء, ولكن لو كانت المرأة ترفض البقاء فالبيت لرفضت الزواج لان حلم كل امرأة ان يكون لها بيتها الخاص بها, نعم تتضجر النساء من طول بقائها في البيت وتطالب زوجها بعمل سفرة او سيران اضافة الى ان الزوجة الغير عاملة لاتبقي حبيسة البيت فهي من تتكفل بالتسوق وتتزاور مع جاراتها,اما عن كونها تتعرض للتحرش فمن يتحرش بالنساء عديم شرف ونخوة وفي قلبه مرض,كما حذر الله النساء من هؤلاء في قوله تعالي:بسم الله الرحمن الرحيم
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا
فالاثارة ليست بالجسد ولكن التصرف هو الذي يثير ولابالملبس
ولك التحية:


5 - الاخلاق والدين ضدان متناقضان
مكارم ابراهيم ( 2015 / 5 / 30 - 11:01 )
فقط الطفلة الصغيرة لن تدافع عن نفسها اذا تعرضت الى الاغتصاب من قبل اخيها او ابيها او معلمها في المدرسة او امام الجامع الذي يعلمها القران اما الفتاة المراهقة فستافع عن جسدها عندما تشعر بان الرجل يريد ان يلمس جسدها او يقترب منها اكثر من اللازم
فسوف تصرخ به وتضربه اذا تطلب الامر اذكر عندما كنت اعيش في العراق وانا طفلة ك وفي سوريا عندما كنت اركب الحافلة الحكومية يقترب مني الرجال فاصرخ بهم ولااسمح لهم بالافتراب من جسدي واذكر في دمشق عندما كنت امشي في الشارع مع خالتي او اختي احدهم يباغتني بمد يده ال ى جسدي وهو يمشي سريعا فلانستطيع اللحاق به وضربه او شتمه
هذا ماتعرضت له في الول الاسلامية وبحياتي لم اتعرض لمضايقات جنسية في دول الكفار الملحدين
الغرب حيث اللحاد لكن الاخلاق تتحكم بسلوكياتهم اما في الول الاسلامية حيث الدين يتحكم بسلوكياتهم فلااخلاق تردعهم في ملاحقة النساء واغتصابهن


6 - مهلا أخي عبد الحكيم وأختي مكارم
فوزي بن يونس بن حديد ( 2015 / 5 / 31 - 14:58 )
أخي عبد الحكيم كيف يكون المقال من نسج الخيال والمرأة العربية اليوم تطالب بكل قوة أن تكون بجانب الرجل في كل الميادين وعلى إثر دعوى تحرير المرأة أصبحت المرأة في ميادين السياسة والقضاء والتجارة والإعلام والصحة وحتى في صفوف القتال فكيف تسمح لنفسها البقاء في البيت فهي بخروجها ظنت أنها تحررت من القيود التي كانت تكبلها والبيت في نظرها سجن تنتظر الفرصة المناسبة للتحرر، وأما الأخت مكارم التي تدعي أنها لم تتعرض للتحرش في البلدان الغربية لأن هذه البلدان صارت الاباحية فيها شيئا عاديا فلماذا يتحرش بك الغربي فهو يجد مبتغاه في أي وقت أراده والمجال مفتوح بينما الدول العربية تحكمها عادات وتقاليد منها ما اصطنعها المجتمع كغلاء المهور والشروط القاسية في الزواج ومنها ما تساهم به المرأة نفسها في لباسها الضيق أو الشفاف كلها تراكمات تهيج الشباب الباحث عن الشهوة ، فمن خلال هذا المقال أدعو المرأة أن تبقى في البيت حفاظا على كرامتها فهي تقوم بمهام عظيمة وكبيرة تستحق أجرا من الدولة وإذا أرادت الخروج تخرج باحتشام كما كانت النساء قديما

اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع