الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة

اسراء حميد عبد الشهيد

2015 / 5 / 19
حقوق الاطفال والشبيبة


الاستثمار في حقل الطفولة المبكرة

بادر عدد من الدول العربية بالدعوة إلى "الاستثمار في حقل الطفولة المبكرة". وكان لهذه المبادرة صدى طيب في أوساط المهتمين بتربية الطفل وتنشئته. وأعرب وزراء التربية والتعليم العرب عن تقديرهم لدور برنامج الامم المتحدة الانمائي في حقل الطفولة ، واستجاب مجلس وزراء التربية والتعليم العرب للمبادرة، فوافق على إعداد خطة عربية متكاملة للطفولة المبكرة . وبناء على هذه الموافقة تم تكليف المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة التعاون مع برنامج الامم المتحدة لتنفيذ مشروع قومي للطفولة المبكرة ، على غرار مشروع النهوض بالطفولة العربية الذي نُفذ بالتعاون مع مجلس وزراء الصحة العرب ، ويرمي برنامج الامم المتحدة من وراء ذلك إلى نشر الوعي بأهمية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة وكيفية العناية بها عن طريق إقامة دورات تدريبية للعاملين في رياض الأطفال من خلال تطبيق حقيبة التدريب التي أثبتت نجاحها في توصيل الفكر التربوي الملائم لهذه المرحلة العمرية وحسب عدد من التقارير الصحفية كانت هنالك عوامل كثيرة حتمت على برنامج الامم المتحدة المضي في هذا الاتجاه ابرزها :

- تزايد النظريات والبحوث العلمية الميدانية التي تؤكد أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تشكيل الشخصية المستقبلية للإنسان . فمعظم البحوث تشير إلى أن نسب الانحراف والإجرام وتعاطي المخدرات تقل بصورة ملحوظة بين المراهقين والشباب الذين سمحت لهم ظروفهم بالالتحاق برياض الأطفال خلال المرحلة الأولى من طفولتهم .

- الزيادة المطردة في تعرض الأطفال إلى ثقافات غير عربية ، في مرحلة مبكرة من العمر ، سواء عن طريق الإعلام أو العمالة الوافدة ، الأمر الذي يشكل خطراً على هوية الطفل العربي وثقافته، ويجعل الحاجة ماسة إلى قيام مؤسسات تربوية لمواجهة هذه المشكلة.
- النسبة المتدنية للأطفال المستفيدين من خدمات الطفولة المبكرة بالمقارنة مع تعداد الأطفال العرب الذين هم في سن الالتحاق برياض الأطفال .

- الزيادة المستمرة في أعداد النساء العربيات اللائى يدخلن سوق العمل سواء لأسباب اقتصادية أو اعتبار ذلك نتيجة طبيعية لزيادة تعليم المرأة ، وما يتطلبه ذلك من ضرورة توفير رياض الأطفال لرعاية أطفال النساء العاملات .
- غياب التنسيق العربي في مجال رعاية الطفولة المبكرة ، وضياع الكثير من الجهود والخبرات والتجارب القابلة للتنفيذ في مناطق متعددة من العالم العربي.

- الاستفادة الضعيفة من الخبرات والتجارب العربية في حقل الطفولة المبكرة.

نحو استراتيجية للتعليم في مرحلة الطفولة

تسعى الاستراتيجية العربية للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية تتمثل في :-

- تأهيل العاملين في تعليم الأطفال في المراحل المبكرة ، وتعريفهم بالمستجدات الحديثة في هذا الحقل .

- الوصول إلى أكثر الأطفال حرماناً ، وخاصة في الريف العربي والمناطق النائية.

- توفير الوسائل التعليمية والتدريبية المساعدة .

- حث راسمي السياسات التربوية في الجهات الحكومية لجعل مرحلة الطفولة المبكرة ضمن مرحلة التعليم الأساس

من جانبها دعت منظمة اليونيسكو بهدف تضافر الجهود للنهوض بمرحلة الطفولة عن طريق إعداد منهج لرياض الأطفال وما يتطلبه من تجهيزات ووسائل تعليمية، وإنشاء مراكز لتدريب قيادات وطنية تدرب فيما بعد أكبر عدد ممكن من الكوادر الوطنية العاملة لدعم مرحلة ما قبل المدرسة؛ وذلك من أجل رعاية الطفولة والارتقاء بالمستوى التربوي في الدول العربية، وكان لهذا الدعم أسبابه العامة والخاصة ومنها:

• تطور نظريات التربية التي تشير إلى أهمية تعليم الطفل في مرحلة مبكرة من حياته وأنها أصبحت في بعض البلدان المتقدمة جزءًا لا يتجزأ من السلم التعليمي.

• متطلبات التنمية دعت إلى خروج المرأة العربية للمشاركة في البناء والتنمية، وبالتالي ظهور الحاجة إلى دور لرعاية الصغار فترة غيابها.

• تغير الظروف الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

•انتشار الشقق الصغيرة للسكن حرم الطفل من ممارسة حقه الطبيعي في الحركة واللعب، وهو ما يجد بديلاته في دور الحضانة والرياض.

• صعوبة الاعتماد على الأهل والأقارب في رعاية الطفل نظرًا لتباعد المسافات بين الأسرة والأقارب.

• ارتفاع المستوى الثقافي وزيادة الوعي التربوي جعل الأهل يدركون أهمية رياض الأطفال وفوائدها الإيجابية في نمو أطفالهم من مختلف الجوانب.

• إدراك الأهل أن الرياض مرحلة مهيئة لدخول المدرسة، لأن الطفل من خلالها يبدأ بالاستقلال عن الأسرة، فلا يشعر بالخوف عند الذهاب للمدرسة.

أهداف لمرحلة الروضة

تجزئة الأهداف إلى نواحي النمو المختلفة هو تدبير منهجي وليس تطبيقًا، إذ إنها في الإجراء العملي متداخلة مترابطة، ولكل من هذه النواحي هدف عام تليه أهداف خاصة.

المجال المعرفي

وتشمل بوجه عام الأهداف التي ترمي إلى تطوير ذكاء الطفل الذي يتطلب تنمية حواسه وانتباهه، ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالمجالين المعرفي واللغوي:

• تنمية قدرات الطفل العقلية من حيث التذكر، والفهم، والإدراك، والتخيل.

• تنمية قدرة الطفل على التصنيف والعد والتسلسل وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة.

• تنمية جوانب الملاحظة والاستكشاف والتعرف على خواص الأشياء وإيجاد العلاقة بينهما.

• تنمية قدرة الطفل على المحادثة والتعبير عن أفكاره ومشاعره.

المجال الوجداني

هي الأهداف التي تعنى بالأحاسيس والمشاعر والانفعالات، وتركز على ما يراد تنميته في الطفل من أحاسيس وميول واتجاهات نحو نفسه ومن حوله.

ومن أبرز الأهداف المرتبطة بالمجال الوجداني:

• تنمية الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس.

• تكوين اتجاهات سلبية نحو الأنانية، وحب الذات، والعدوان، والسيطرة.

• تنمية قدرة الطفل على الضبط الذاتي لسلوكه والسيطرة على انفعالاته.

• تنمية السلوكيات السليمة نحو النظافة والتغذية والمحافظة على الصحة.

• تنمية الشعور بالجمال، وملء نفوس الأطفال بكل ما هو جميل.

الأهداف الجسدية :

تنمية قدرات الطفل الحسية - الحركية ومساعدته في السيطرة على أعضاء جسمه المختلفة:

• يمارس نشاطات حركية - حسية متنوعة تتطلب استخدام عضلات الجسم.

• يستخدم ما لديه من قدرات جسدية وخصائص مميزة.

• يقوم بنفسه بقضاء حاجاته اليومية المختلفة.


-------
* اسراء حميد عبد الشهيد باحثة متخصصة في تربية الطفل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين