الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النازحون بين مواساة علي الكرار.. وانكفاء السيستاني.

احمد محمد الدراجي

2015 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


من الضروريات والثوابت التي يجمع عليها الشيعة جميعا إن قول المعصوم وفعله وتقريره هو من احد مصادر التشريع الأربعة، وحجة يجب إتباعها والعمل بها ومخالفتها يعد خروجا عن المذهب ورداً على الله ورسوله وأهل بيته.
من هنا ننطلق لتسليط الضوء على ما ورد عن الإمام علي "عليه السلام" ومن ثم نعرض مواقف وسيرة الرموز الدينية والسياسية على كلامه "عليه السلام" لنرى هل انه حجة عليهم وملزمين بتطبيقه، فطبقوه في سيرتهم، يقول "عليه السلام":
((وَلَوْ شِئْتُ لاَهْتَدَيْتُ الطَّرِيقَ إلَى مُصَفَّى هذا الْعَسَلِ وَلُبَابِ هذَا الْقَمْحِ وَنَسَائِجِ هذَا الْقَزِّ، وَلكِنْ هَيْهَاتَ أن يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقَودَني جَشَعِي إلَى تَخَيُّرِ الاَطْعَمَةِ. وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوِ الْيَمَامَةِ مَنْ لاَ طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلاَ عَهْدَ لَهُ بِالشَّبْعِ، أَوْ أَبِيتَ مِبْطاناً ؟ أَوْ أَكُونَ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ:
وَحَسْبُكَ دَاءً أَنْ تَبِيتَ بِبِطْنَة * * * وَحَوْلَكَ أَكْبَادٌ تَحِنُّ إِلَى الْقِدِّ
أَأَقْنَعُ مِنْ نَفْسِي بِأَنْ يُقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ أُشَارِكَهُمْ فِي مَكَارِهِ الدَّهْرِ، أَوْ أَكُونَ أُسْوَةً لَهُمْ فِي جُشُوبَةِ الْعَيْشِ. فَمَا خُلِقْتُ لِيَشْغَلَنِي أَكْلُ الطَّيِّبَاتِ كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، أَوِ المُرْسَلَةِ شُغْلُهَا تَقَمُّمُهَا...))
فالملاحظ من قوله "عليه السلام" أنه يستطيع ان يعيش عيش المرفهين والمنعمين، إلا انه يأبى ذلك لأنه من غلبة الهوى والجشع و يأبى أن ينشغل بأكل الطيبات، كَالْبَهِيمَةِ الْمَرْبُوطَةِ هَمُّهَا عَلَفُهَا، على حد تعبيره... علي يأبى أن يبيت مبطانا، وحوله بُطُون غَرْثَى وَأَكْبَاد حَرَّى، والرموز يبيتون على شجون وأنغام صراخ اليتامى، وعويل الثكالى، وانين الجياع، وعذابات المعتقلين، ومعاناة النازحين...
عليٌ يأبى أن يُقال له "أمير المؤمنين"، ولا يشارك الناس مكاره الدهر، ويكون لهم أسوة في جشوبة العيش، والرموز في واد مُنعَّمون، مُرفَّهون، والناس يُقتَلون، يُجوَّعون، يُشرَّدون، يُهَجَّرون،، في العراء ينامون...
عليٌ يأبى أن بغليه هواه، ويقوده جشعه إلى تَخَيُّر الأطعمة، وفي الحجاز آو اليمامة من لا عهد له بالشبع، والرموز التي تزعم حب علي وموالاته ودمرت العراق وشعبه تحت شماعة مذهب علي وحبه ومولاته يتخيرون ما لذ وطاب، وفي حَيِّهم ومناطقهم في العراق، مَن يتضور جوعا، ومَن يموت قتلا وجوعا...
عائلةٌ واحدة، أبكت علياً، وأخذت منه مأخذاً عظيماً...، وملايين من العوائل تعاني الفقر والجوع والحرمان والقتل...، وأكثر من مليوني نازح، يفترشون الأرض، ويلتحفون السماء، في العراء، تحت حرِّ الشمس، وصقيع الشتاء، وذل العيش، ومآسي النزوح والعناء، بسبب السياسة الطائفية القمعية والرموز في نعيم ورفاه ورخاء...
نازحو الأنبار بين مقصلة الأجرام المتسنن، والأجرام المتشيع، ونيران المعارك، ونار الشمس ولهيب الصيف، والمنع من الدخول إلى بغداد أو البقاء فيها أو في غيرها، والاعتداءات المتكررة الممنهجة والمخطط لها والرموز في صمت مطبق مُنعَّمون، مُرفَّهون...
أين المرجعية عن النازحين...؟!، أين صمام أمان العراقيين...؟!، أين صاحب مقولة "أنفسنا أهل السنة"...؟!، أين صاحب فتوى الجهاد الكفائي من اجل المقدسات وأهل السنة...؟!، أليس هو أولى الناس بتطبيق كلام علي، ومنهج علي، وأوامر علي، والتأسي بعلي...؟!،، نحن نعلم ونتيقن أن المرجعية لا تستطيع أن تعيش حياة علي بحيث لا تتخير الأطعمة، ولا تبيت مبطانة وحولها بطون غرثى، وأكباد حرى ونازحون يقتلون ويموت جوعا وعطشا و.....
لكن لماذا لا تأمر الحكومة برفع العراقيل والعقبات التي تمنع نازحو الأنبار من الدخول إلى بغداد وغيرها أو البقاء فيها...؟!!!.
لماذا لا تصدر أوامر صارمة وجادة وحقيقية بمحاكمة من تسبب في الاعتداء على النازحين...؟!!!.
لماذا لا تأمر عبد المهدي الكربلائي بفتح مناطق الزائرين وغيرها من المجمعات السكنية التي بنيت بأموال الحضرة الحسينية لاستقبال النازحين ...؟!!!.
لماذا لا تصرف جزءا من أموال الحضرة الحسينية أو الحقوق الشرعية على توفير المستلزمات الضرورية للنازحين...؟!!!.
لماذا لا تفتح أبواب الجوامع والحسينيات والمدارس الدينية وغيرها لاستقبال النازحين...؟!!!.
لماذا لا تأمر عبد المهدي الكربلائي بصرف قسما من أموال الحضرة الحسينية لأعداد المخيمات لاستقبال النازحين، وهذا لا يقارن مع المجمعات السكنية والنوادي الترفيهية التي تم إنشاؤها في إيران وغيرها بأمر المرجعية ومن ورادات الحضرة الحسينية والحقوق...؟!!!. كما هو معلن عنه في موقعها الرسمي.. ؟!!!.
لماذا ...لماذا....لماذا...... أليس قول علي "عليه السلام" وفعله وتقريره حجة وواجب الإطاعة؟!!!.، ما ظنكم بعلي بن أبي طالب، هل يبقى يتفرج على النازحين ولا يحرك ساكنا؟!!!!
يقول المرجع العراقي الصرخي الحسني: ((حذرنا من خطورة الموقف وحملنا الجميع المسؤولية وقلنا إن العمل الإجرامي ضد النازحين هو عمل مقنن ومبرمج ومؤمَّن شرعا وقانونا ومجتمعا، فمن المستحيل أن تسمح إيران بتهديم ما بنته على جماجم الأبرياء من أهل السنة والشيعة الاصلاء الأخيار الأحرار وجماجم المسيحيين والصابئة والايزيديين وغيرهم ممن تعرضوا للإقصاء والتهجير والتصفية والتطهير العرقي في بغداد وباقي المحافظات)).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اغتيال نصر الله، ما مستقبل ميليشيا حزب الله؟ | الأخبار


.. اختيار صعب بين نور ستارز وبنين ستارز




.. نعيم قاسم سيتولى قيادة حزب الله حسب وسائل إعلام لبنانية


.. الجيش الإسرائيلي: حسن نصر الله وباقي قادة حزب الله أهداف مشر




.. ما مستقبل المواجهة مع إسرائيل بعد مقتل حسن نصر الله؟