الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
لقاء ساخن مع السفير الاميركي ستيوارت جونز
عدنان شيرخان
2015 / 5 / 20مواضيع وابحاث سياسية
قبل يومين استضاف السفير الاميركي في بغداد ستيوارت جونز، ستة صحفيين عراقيين، كان همه التعرف من خلالهم على نبض الشارع بشكل عام، خصوصا بعد وقوع اجزاء من مدينة الرمادي بأيدي عصابات "داعش". وكانت غاية الصحفيين المشروعة الخروج منه بخبر حصري مهم، بالرغم من خبرتهم ومعرفتهم المسبقة بصعوبة الحصول على ما تريد من دبلوماسي محنك مدرب بشكل مهني عال يجيد الهروب من المحاور التي لا يريد الخوض فيها.
ابتدأ جونز حديثه بتوطئة متوقعة بانتظار الاسئلة، اكد فيها التزام الادارة الاميركية بتقديم المساعدة والمشورة والدعم اللازم لحكومة الدكتور حيدر العبادي لدحر "داعش"، وتناول ورقة قرأ فيها تصريحا لوزير الخارجية كيري الذي يزور كوريا الجنوبية، قال السفير انه وصله للتو، يؤكد كيري امكانية تحويل الخسارة والهزيمة في الرمادي الى نصر.
اول سؤال طرح عليه بشأن تحميله شخصيا من قبل اطراف سياسية وعشائرية في الانبار سقوط الرمادي والتقاعس عن نجدتها، زاغ السفير عن الاجابة واكتفى بالقول : " لا اريد الرد !!"، وعندما ادرك ان اجابته غير كافية قال : " قمنا بما نستطيع من خلال الضربات الجوية، عملنا مع العشائر في الانبار، وسنمضي بالعمل مع رئيس الوزراء العبادي على استعادة الرمادي، وجهنا وخلال 72 ساعة الماضية 32 ضربة جوية مؤثرة على قوات داعش في الرمادي ومحيطها".
وعند سؤاله عن موقف ادارة بلاده من مشاركة قوات الحشد الشعبي المتوقعة لتحرير الرمادي، قال: "لا تغيير في موقفنا المعروف لاشتراك الحشد الشعبي، ويجب ان نكون واضحين، الحشد الشعبي امتداد للقوات الامنية العراقية ويكون تحت قيادة هذه القوات، ولسبب بسيط، وهو عندما تقصف يجب ان تعرف جيدا اين اصدقاؤك واين اعداؤك"، مضيفا "امر مشاركة الحشد الشعبي بيد رئيس الوزراء العبادي بالتشاورمع قادة الانبار المحليين".
وسُئل كبير الدبلوماسيين الاميركيين في بغداد، عن عدم ايفاء رئيس بلاده باراك اوباما تأكيده لرئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الاخيرة لواشنطن بأن (الانبار لن تسقط)، وسبب تركيز الاعلام الاميركي على العملية الاستخباراتية النوعية التي قامت بها وحدة من قوات دلتا وقتلها المدعو (ابو سياف) على الاراضي السورية، وعدم تنفيذ مثل هذه العمليات لاصطياد رؤوس "داعش" في العراق؟ اجاب: "كنا نساعد قوات الامن العراقية في الانبار ، وجهنا ضربات جوية لداعش في القائم والبغدادي والكرمة والرمادي، ولم ننتظر الرمادي تسقط حتى نقصف عناصر التنظيم الارهابي فيها".
وعن عملية قتل (ابوسياف) أوضح "اننا اذا اردنا تنفيذ شيء شبيه بها ، فنحن سنعلم الحكومة العراقية بدون شك، ونبقي الامر طي الكتمان خاصة عن وسائل الاعلام".
نشطت الاسئلة بشكل ملفت عند طرح محورالدور الاميركي في تغيير نظام حكم الديكتاتور صدام حسين، عام 2003 ، وما ترتب على ذلك من فوضى ناتجة من سوء التخطيط وجهل واضح بامور البلاد، وانسحاب القوات الاميركية من البلاد العام 2011، وعدم رغبة الطرفين الاميركي والعراقي بتواجد قوات اميركية برية على الارض، وبايجاز اكثر صراحة ثمة من يحمل اميركا ما جرى ويجري في بلاد الرافدين من اخفاقات ومآس، وانهم جاؤوا للعراق من دون دعوة، ثم تخلوا عنه.
ويبدو ان السفير جونز قد توقع مثل هذه الاسئلة، فبادر بصوت الواثق من كلامه بأن "الاميركان تدخلوا عسكريا واسقطوا النظام الديكتاتوري .. بفضل قوة اقناع شديدة لمعارضين بارزين لصدام ونظام حكمه كانوا بالخارج".
هؤلاء الذين قصدهم جونز في كلامه، نجحوا وفقا للسفير في "اقناع الادارة الاميركية السابقة (ادارة جورج بوش الابن) بان من المفيد لاميركا والعراقيين على حد سواء الاطاحة بنظام صدام حتى لو تم الامر باستخدام القوة العسكرية، فضلا عن تأثيرات ملف اسلحة الدمار الشامل". ولكن "اميركا تذكر اخطاءها قبل غيرها ولا تخجل من ذلك، وتحاول ان تصلح ما تستطيع"، يضيف رئيس البعثة الدبلوماسية الاميركية.
اما بشأن انسحاب القوات الاميركية من العراق العام 2011، أكد انه "لم يحدث ان تقدم سياسي او نائب شيعي او سني وطلب بقاء تلك القوات، والرئيس الاميركي ديمقراطي التفكير بالمعنى الاوسع (وليس لانه ينتمي للحزب الديمقراطي) لا يريد بقاء قوات بلاده في دولة لا يود اهلها بقاءها فيه".
وحول تواجد قوات برية اميركية في العراق، يوضح "ثمة تردد كبير لاي تدخل اميركي بري لامور تتعلق بسلامة الجنود الاميركان". وكذلك بسبب اقتراب الانتخابات في اميركا ، فان المزاج العام السائد ضد فكرة ارسال قوات مقاتلة الى العراق.
ويشير في هذا السياق، الى سؤال مطروح على المرشحين بشأن "لو انك علمت بنتائج التدخل الاميركي في العراق العام 2003 وازالة نظام صدام، هل كنت ستقدم على ذلك؟"، معظم المرشحين يقولون انهم ضد التدخل، حتى المرشح الجمهوري جيب بوش ( شقيق الرئيس جورج بوش) غير اجابته عندما علم ان اجابته بالايجاب على خوض الحرب لا تفيد حملته الانتخابية مطلقا.
سفير الولايات المتحدة، يرى ان تجربة العراق "الفاشلة" جعلت الادارة الاميركية في حرج من امرها وتحجمها عن تكرار قرار التدخل للمرة الثانية. مستركا "لكن ادارة الرئيس اوباما ملتزمة بمقاتلة داعش، اينما وجدوا وتوجيه ضربات قاصمة لهم". ويبرر السفير العدد القليل للطلعات الجوية اليومية، مقارنة مع طلعات حرب العام 2003، بالقول ان "التكنولوجيا تغيرت الى حد ما خلال الـ 12 سنة الماضية، الامر الذي جعل طلعات هذه الايام اكثر فاعلية واعلى دقة".
كما عقب على سؤال بشأن مساعدات اميركية الى "داعش" تنزلها الطائرات؟ "اضمن لكم ان لا دعم منا لداعش، ولا يمكن وضعنا الى جنب التنظيم التكفيري، وهذا كلام خيالي باطل، غايته شق صف الصداقة بين العراق والولايات المتحدة".
وبخصوص الاحباط الذي يشعر به الشارع العراقي تجاه الولايات المتحدة، افاد جونز ان من مهامه معالجة الانطباعات السلبية تجاه بلاده من خلال تأكيدات واضحة لما يمكن ان تفعله اميركا وما لا تستطيع عمله.
وتمنى ان يسعد الشعب العراقي، وقال ان "العراق بلد غني، والعراقيون يسجلون معدلات قياسية في انتاج النفط خاصة من حقول الجنوب"، ويرى ان الاقتصاد المزدهر ربما يكون الحل لجميع مشاكل العراق، خاصة عندما يشعر العراقيون انهم يعيشون في رفاهية وسعادة، وتتبدل حياتهم الى اخرى جديدة بدلا من القتال والمشاكل.
ووجّه للسفير جونز، سؤالا تعقيبا على قوله بان الاميركان ( تفاجؤوا بسقوط الموصل السريع)، يتعلق بامكانية اميركا (المفترضة) مراقبة كل شبر على الكرة الارضية وعلى مدار الساعة، فكيف لم يرصدوا ما قيل عن دخول نحو 1200 سيارة "بيكب" من سوريا الى الموصل في رتل طويل، اجاب عليه "لا يمكن تصور هذا الامر، ووجود من يستطيع مراقبة كل شبر، نحن نتمنى ان نمتلك هذه القدرة لكننا لا نمتلكها الآن".
20 ايار 2015
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز